التقى بنيامين نتنياهو أمس بالرئيس المصري حسني مبارك، في القصر الرئاسي في القاهرة وعرض عليه الاتفاقات التي توصل اليها مع الادارة الامريكية في موضوع شروط بدء المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي اطار الحديث، عرض نتنياهو موافقته على مبدأ ادارة المفاوضات في جدول زمني من سنتين، استعداده للبحث في كل المسائل، بما فيها اللاجئين والقدس، وموافقته على البحث في الطلب الفلسطيني بالحدود على أساس خطوط 67، مع تبادل للاراضي وترتيبات أمنية مناسبة.
وقال نتنياهو لمبارك ان عليه أن يضغط على رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. وقد سبق لوزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ان اقترح على المصريين الاسبوع الماضي دعوة ابو مازن ونتنياهو الى مصر بالتنسيق مع الادارة الامريكية والاعلان هناك عن اعادة تدشين محادثات السلام.
واقترح مبارك على نتنياهو في حديثهما بانه اذا ما استؤنفت المفاوضات، ان تتركز اولا على حل مسألة الحدود. موقفه هذا يحظى بتأييد امريكي، وذلك لان الامريكيين يعتقدون بانه سيكون ممكنا تحقيق تقدم كبير في هذه المسألة حتى قبل انهاء فترة العشرة اشهر من تجميد البناء في المستوطنات، بحيث لا تكون بعدها حاجة الى استئناف تجميد البناء بل سيكون واضحا اين سيكون ممكنا البناء وأين لا.
في ختام اللقاء قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان "موقف رئيس الوزراء كان يتجاوز ما سمعناه منذ زمن طويل. انا لا اقول انه غير المواقف بل انه تحرك الى الامام". وتعمل واشنطن الان بتنسيق كامل مع القاهرة في محاولة لاقناع ابو مازن على الموافقة على استئناف المفاوضات السياسية بين اسرائيل والسلطة. مسؤولون مصريون سيسافرون في الايام القريبة القادمة الى واشنطن لتنسيق المواقف مع الادارة الامريكية.
المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل، سيصل في 7 كانون الثاني الى اسرائيل وسيعرض على الفلسطينيين صيغة كفيلة بان تؤدي الى موافقة ابو مازن استئناف المحادثات مع اسرائيل، رغم أنه اشترط في الماضي ذلك بتجميد مطلق للبناء بما في ذلك في شرقي القدس. وتجدر الاشارة الى أن ابو مازن لا يكثر مؤخرا من اطلاق تصريحات من هذا النوع، تقيد أيدي السلطة.
واشار ابو الغيط الى أن مصر طلبت من اسرائيل تخفيف القيود على الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة، وان نتنياهو وعد في اللقاء بان يتخذ وسائل تخفف على حركة تنقل الفلسطينيين.
صحيفة هآرتس 30/12/2009
