من "التحدي الحقيقي"، اضاف اوباما الحفاظ على صحافة تحقيقية، صحافة تحرص على الاخلاق والاستقامة ومع ذلك "تقيم نفسها"، يحتاج من أجل ذلك كما قال الى "طراز اعمالي داعم". "اؤمل جدا ان يبدأ الناس ادراك ان الصحيفة التي يحصلون عليها بالمجان من الانترنت ليست بالمجان"، لخص. وعد اوباما بان يتناول بجدية اقتراحات القانون من أجل تأييد عام للصحف المطبوعة، والموضوعة امام الكونغرس الامريكي. قال في هذه الفرصة انه هو نفسه "مدمن للصحف".
ليس اوباما شاذا في قلقه: ففي دول كثيرة في الغرب تمت وتتم محاولات حكومية لمساعدة الصحف المطبوعة بغير مس باستقلالها. يجلون هنالك اسهام الصحف المطبوعة في الثقافة والديمقراطية والسياسة والتوجه العام للسكان. قراءة الصحف تثقف بل تربي القراء، وتمنحهم معلومات وعلما، وتساعدهم على مواجهة تعقيدات العالم وتمنحهم قاعدة حقائق وتفسير لصوغ رأي حكيم.
أثارت اقوال اوباما في المقابلة مع "بتسبورغ بوست غازيت"، كما هو متوقع رضى وفرحا كبيرين عند صحافيي الصحف المطبوعة وغضبا كبيرا في المواقع المحافظة التي يمتلىء بها الانترنت في الولايات المتحدة. يستغل اليمين الامريكي الكاره لاوباما التصريحات المذكورة آنفا للرئيس كبرهان آخر ساطع على كونه شيوعيا متنكرا.
ان الزعم "الكاذب على نحو واضح" ان كل مساعدة عامة للصحف المطبوعة تعني استعبادها للرقابة الحكومية يسمع في اسرائيل ايضا. وهذا غريب جدا: فحكومات اسرائيل تتدخل طول الوقت وبعنف في وسائل الاتصال الالكترونية. وهي تدعم القناة الاولى في التلفاز بنحو من 800 مليون شيكل في السنة وكذلك القناة العاشرة. اما اذاعة الجيش الاسرائيلي فمدعومة بميزانية الدفاع.
يقوم كل نهج المناقصات في الاذاعة التلفزيونية على سيطرة حكومية – سياسية على المضامين والاسعار. هذا التدخل العظيم لا يقلق لسبب ما فرسان السوق الحرة غير الملجومين بل انهم يباركونه. وانما يقلقهم المحاولات الاولية المترددة والمصحوبة بالشك لحكومات قلقة لمدى يد المساعدة الى الصحف المطبوعة كي تتجاوز بسلام الفترة الصعبة.
في الحقيقة أن الصحافة تواجه عالما تكنولوجيا جديدا، وعالما مضمونيا جديدا. لا شك في أنها ستجتاز التغيير لكن أحدا لا يملك الى الان جواب سؤال اوباما أي نموذج اعمالي – اداري يجب على الصحافة المكتوبة الاخذ به للحفاظ على تميزها وعلى قيمها وعلى ربحها الاساسي.
ستوجد الصيغة آخر الامر، ستوجد مائة صيغة. بيد أنه حتى ذلك الحين قد يكون الاضرار بالقدرة على فهم المقروء عند جيل ممن لا يقرأون الصحف، بالغة. قد يعتاد الشبان الصراخ وعدم التعليل، والتعبير بـ 140 لغة مطبوعة، وان يفقدوا الخصيصة التي تميز الجنس البشري – حل الغاز نصوص مركبة – وان يستعبد لتيار كاسح من المعلومات العتيدة غير الصادقة. لهذا يحتاج على عجل الى مساعدة الدولة والمجتمع: لا مساعدة الصحف خاصة بل مساعدة الناس قبل كل شيء ليشتروا الصحف ويقرأوها.
ترتفع فوق نشرات معهد الصحافة في جامعة كولمبيا في نيويورك مقالة: "الصحافة القومية تساوي الديمقراطية القوية".
يديعوت - مقال - 1/10/2009