رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل سيلتقيان في غضون اسبوعين بهدف الاجمال النهائي للتفاهمات بين الطرفين بالنسبة للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية. وقال مصدر سياسي كبير أمس انه في اللقاء الذي عقد بين وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وميتشيل في نيويورك تحقق تقدم كبير. وقال المصدر: "لا توجد أزمة ويوجد تقدم. الظروف نضجت للقاء بين نتنياهو وميتشيل وحتى ذلك الحين يتعين على اسرائيل أن تتخذ قرارات".
المحادثات في نيويورك استغرقت أربع ساعات. في الساعتين الاوليتين عقد لقاء موسع شارك فيه مستشارو باراك ومبعوث نتنياهو المحامي اسحق مولكو. وبعد ذلك التقى باراك وميتشيل لساعتين اخريين ثنائيا. في ختام اللقاء خرج الوفد الامريكي الى واشنطن ووضع الرئيس اوباما في الصورة. باراك من جهته اتصل امس بنتنياهو ووضعه في صورة التفاصيل.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الامريكية في ختام اللقاء انها لم تتوقع انه من لقاء باراك وميتشيل "ستخرج صيغة ناجزة للاتفاق" ولكنها اشارت الى ان اللقاء كان طيبا ومجديا.
في ختام اللقاء نشر بيان مشترك جاء فيه ان الطرفين اتفقا على الابقاء على مستوى اهتمام اعلامي متدنٍ ولا سيما منعا لـ "المعارضات الداخلية" في الطرفين. كما اتفقا على تلطيف حدة التصريحات المتبادلة في موضوع الاستيطان. وقال مقربو باراك ان "الطرفين تمكنا من الوصول الى تفاهمات في عدة مسائل، ولكن لا تزال هناك خلافات تحتاج الى استيضاح وايجاد حل. الاتجاه ايجابي وتحقق تقدم".
وجاء في البيان المشترك ايضا ان المباحثات بين باراك وميتشيل دارت حول "الخطوات التي ينبغي تنفيذها لخلق اجواء مناسبة للسلام" وتم التشديد على ان المحادثات كانت "بناءة" وانها ستتواصل قريبا. وفي البيان لم تكرر الولايات المتحدة طلبها تجميد أو وقف البناء في المستوطنات. وكبديل، طلب من اسرائيل "تنفيذ اعمال بالنسبة للمستوطنات".
وبالتوازي دعت الولايات المتحدة الفلسطينيين "بمكافحة الارهاب والتحريض ضد اسرائيل" كما دعت الدول العربية "لاتخاذ خطوات تطبيع تجاه اسرائيل".
في مكتب وزير الدفاع باراك أعربوا عن الرضى الشديد من مضمون البيان المشترك.و مصدر في محيط باراك قال أمس ان وزير الدفاع طرح في اللقاء سلسلة الخيارات التي خول بطرحها من رئيس الوزراء. وقال المصدر ان "باراك لم يعرض خطته الخاصة. كل شيء جرى بتخويل وبصلاحية. الان يتعين على حكومة اسرائيل أن تتخذ القرارات".
في استعراض لسفراء الاتحاد الاوروبي في القدس قال نتنياهو أمس ان كل تسوية في مسألة المستوطنات يجب أن "تسمح للسكان بمواصلة العيش الطبيعي". واضاف نتنياهو بان اسرائيل لن تقيم مستوطنات جديدة، لن تصادر اراضي وستخلي بؤر استيطانية غير قانونية.
واشار رئيس الوزراء الى أن على الاسرة الدولية ان تضغط ايضا على الفلسطينيين وعلى الدول العربية كي ينفذوا هم ايضا خطوات باتجاه اسرائيل وقال: "لم يكن سهلا علي القاء خطاب بار ايلان. ولكن يجب الحصول على جواب ايجابي من العرب. أنا مستعد لان اشرع فورا في مفاوضات مع الفلسطينيين ومع الدول العربية دون شروط مسبقة.
وصباح يوم الاثنين قبل سفر باراك الى المحادثات مع ميتشيل عقدت جلسة لـ "منتدى الستة"، اعرب فيها الوزراء بيغن، يعلون وليبرمان عن معارضة لفكرة تنفيذ "تجميد مؤقت" للبناء في المستوطنات. الموقف الذي كان اكثر قبولا هو استمرار البناء في الكتل الاستيطانية من خلال البناء الى الاعلى فقط. ليس واضحا اذا كان رئيس الوزراء قد وجه باراك للاكتفاء بهذا الموقف أم الاقتراح مع ذلك لصيغة "التجميد المؤقت".
