تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في الطريق إلى مدريد 2

       في الطريق إلى مدريد 2

تذكير لجيل لم يعرف ان نسي: بعد ان اتفق على السلام بين اسرائيل ومصر اعلن جيمي كارتر بأن مناحيم بيغن وافق على الكف عن البناء في المستوطنات. اما بيغن فوقف على ساقيه الخلفيتين. فهو وافق فقط لفترة قصيرة من بضعة اشهر واضطرت الادارة الامريكية الى تأكيد الرواية الدقيقة لرئيس الوزراء.
          اذا كان براك اوباما يسعى الى ايجاد صيغة تسمح للولايات المتحدة واسرائيل بأن تواصل الاستيطان على نحو متداخل مع طاولة المداولات في مؤتمر مدريد 2 اذ عندها سيكون ممكنا ان نرى في اتفاق بيغن – كارتر – وعلى ما يبدو بالتشاور مع أنور السادات – حلا يرضي الطرفين. واذا كان لا فعندها على أي حال يكون البيت الابيض لا يتنازل عن المواجهة العلنية مع اسرائيل كتعزيز لمغازلته الاسلام، وأي شيء هنا لن يجدي نفعا.
          قبل أن يلقي يوم الاحد بخطابه في جامعة بار ايلان في المعهد الذي يحمل اسم بيغن والسادات، سيعقد بنيامين نتنياهو لقاءين هامين: سيلتقي بقادة مجلس "يشع" للمستوطنين، ويحتمل أن يخرج من الجارور سلوك بيغن ويطلب منهم ان يتوقفوا لزمن محدد عن بدايات البناء في المستوطنات. قد لا يكون لهم تأثير على فتيان التلال الذين يخضعون لامرة الحاخامين المتطرفين، ولكن بوسعهم ان يتخذوا قرارا في المواضيع العقارية. جدير بالتفكير.
          كما انه سيلتقي هذا المساء مع نواب الليكود غير الوزراء ونواب الوزراء، نحو ثمانية في عددهم ولعله ينجح في اقناعهم بمنحه حبلا للمناورة في اتجاه مشابه لوقف مؤقت للبناء.
          على هذه الخلفية فان زيارة جورج ميتشيل التي تتضمن لقاءات مع شمعون بيرس، نتنياهو، براك، ليبرمان ولفني ليست زائدة لا داعي لها فهي مثابة القرص الذي يداوي الآلام والذي يرمي الى التأثير على احساس الاسرائيلي العادي حتى لحظة الخطاب في بار ايلان. عمليا تشكل الزيارة استمرارا للطريق: اذا كانت هناك صيغة – فان الخطوة التالية هي نحو مدريد 2، اذا ما وعندما ينعقد. في الائتلاف يوجد من هو معني بمؤتمر كهذا لأنه ستشارك فيه دول عربية عديدة، والولايات المتحدة ستحاول ان تحصل من اجل اسرائيل على تطبيع معها حتى قبل ان تكون مطالبة بتنفيذ المطالب الامريكية الجوهرية.

                                                                صحيفة اسرائيل اليوم 10/6/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.