تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قلق في إسرائيل لعدم تنسيق إدارة أوباما أمنيا معهم

 

منذ دخول الرئيس براك اوباما البيت الابيض وبقوة اكبر منذ ترسيم الحكومة الجديدة في اسرائيل طرأ تراجع حاد في مستوى التنسيق والمشاورات السياسية – الامنية بين اسرائيل والولايات المتحدة. هكذا يحذر موظفون كبار في اسرائيل ينشغلون بالاتصالات مع الولايات المتحدة. وبالتوازي، فان مسؤولين في البيت الابيض شددوا أمام محافل اسرائيلية بان اوباما سيطلب من رئيس الوزراء نتنياهو التجميد المطلق للبناء في المستوطنات.
وحسب أقوال الموظفين الكبار، ففي الاشهر الاخيرة، ولا سيما منذ ترسيم الحكومة الجديدة في اسرائيل، وقعت سلسلة من "احداث الخلل" بالتنسيق بين اسرائيل والولايات المتحدة. وخلافا لادارة بوش، فان رجال اوباما يقللون من وضع نظرائهم في اسرائيل مسبقا في صورة النشاطات السياسية – الامنية المتعلقة بالشرق الاوسط، وعندما تجري عملية اطلاعهم على ذلك فانها لا تتضمن مشاورات مسبقة او تنسيقا للرسائل.
الحالة الاخيرة كانت تصريح نائبة وزيرة الخارجية الامريكية روز غوتملر في موضوع سياسة الولايات المتحدة من ميثاق منع نشر السلاح النووي، والذي اشير فيه الى اسم اسرائيل الصريح كمن ينبغي لها ان توقع على الميثاق. التصريح لم ينسق مسبقا مع المحافل في اسرائيل التي تنشغل في الموضوع النووي والاخيرون سمعوا عن ذلك من وسائل الاعلام.
وسبق هذه لحالة عدة حالات اخرى، لا تقل اشكالية. تغيير السياسة الامريكية تجاه سوريا والشروع في حوار مباشر مع دمشق، بدأ بعد اطلاع وتنسيق بالحد الادنى مع اسرائيل. في احدى الحالات، لم توضع اسرائيل في صورة رحلة الدبلوماسيين الامريكيين الكبار الى دمشق بمبادرة من جانب الادارة الامريكية.
"خلل" آخر يتعلق برحلة المبعوث الخاص للموضوع الايراني، دنيس روس الى دول الخليج قبل بضعة ايام، لغرض اجراء محادثات في الموضوع الايراني. اسرائيل تلقت تفاصيل عمومية فقط بشأن الرحلة ولم تجرى مشاورات او تنسيق للرسائل بين الدولتين قبل رحلة روس. وفضلا عن ذلك، لم يمر روس على اسرائيل في طريقه الى الخليج او في طريق عودته الى الولايات المتحدة.
بالنسبة لاسرائيل، فان السياسة الامريكية تجاه ايران بقيت بشكل عام "غامضة" نسبيا والادارة لم تعرض على اسرائيل بعد بشكل مرتب خطتها للحوار مع ايران. تفاصيل عديدة في هذا الموضوع علمت بها اسرائيل عبر قنوات اوروبية وليس امريكية.
بالنسبة للمستوطنات، تلقت محافل رفيعة المستوى في اسرائيل رسائل حادة للغاية من جانب كبار مسؤولي الادارة. وقد شدد هؤلاء على ان الرئيس اوباما سيطلب من نتنياهو تجميد مطلق للبناء في المستوطنات واخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية. وخلف هذا الطلب تقف رسالة تلقتها الولايات المتحدة من الدول العربية المعتدلة شددوا فيها على أن تجميد البناء هو الاساس للبادرات الطيبة تجاه اسرائيل من جانبها.
واشار الموظفون الكبار الى أن المشكلة تنبع ايضا من تبادل السلطة في الدولتين ومن أنه لم تتقرر بعد انظمة عمل واضحة بين الطرفين. وقال أحد الموظفين الكبار ان "هذا سيكون احد المواضيع الاكثر أهمية التي ينبغي لنتنياهو أن يقررها مع اوباما".
ومع ذلك، يشير الموظفون الكبار الى مشكلة أكثر خطورة. فلاحساسهم، لم تعد الادارة الجديدة ترى في اسرائيل دولة "خاصة" او "استثنائية" في الشرق الاوسط، والتي ينبغي معها عقد حوار مغاير عن باقي الدول. وقال احد الموظفين ان "الشعور هو أن الحوار والتنسيق مع الدول العربية ومع اوروبا مهم اليوم بقدر لا يقل وربما حتى اكثر منه مع اسرائيل".
في مكتب رئيس الوزراء اشاروا معقبين على الادعاءات الى أنه "يدور الحديث عن الايام الاولى فقط من العمل مع الادارة والتنسيق سيتحسن كلما مر الوقت. رحلة دنيس روس نسقت مع اسرائيل كما وضعت اسرائيل أوليا وفوريا في صورة اللقاء الذي اجراه المبعوثون الامريكيون في دمشق. العلاقات طيبة ولا يوجد احتكاكات".
المسؤول عن الاتصال مع الادارة الامريكية في مكتب رئيس الوزراء هو مستشار الامن القومي عوزي اراد. يوم الثلاثاء سيعرض في واشنطن على نظيره الامريكي الجنرال جيمس جونز الفصول الاولى من السياسة الجديدة لاسرائيل وسيضعه في صورة نتائج عملية بلورة السياسة الجديدة والتي جرت في الاسابيع الاخيرة في القدس، قبل وصول نتنياهو للقاء الرئيس اوباما في 18 أيار.
وسيضع الامريكيون اراد في صورة نتائج المحادثات التي اجراها المبعوثان الامريكيان الى دمشق. وسينقل الامريكيون لاراد سلسلة من الرسائل عن توقعات الرئيس اوباما من اللقاء مع نتنياهو كما سينسقون معه جدول اعمال اللقاء، تسلسل المواضيع والرسائل التي سيعرضها الزعيمان في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء.
                                     صحيفة هآرتس 8/5/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.