تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الملتقى القصصي العربي العاشر في مدينة الثورة

احتضنت الثورة تلك المدينة التي قامت بإرادة السوريين لتنظيم النهر وتدفقه وصارت محجاً للزائرين ليطلعوا على مقدرة الإنسان في تغيير المجرى والمصب.

فعاليات الملتقى القصصي العربي العاشر بكثير من الحفاوة والترحيب وتقديم أفضل الصيغ لإقامة المهرجانات ونجاحها في أداء رسالتها بدءاً من فعاليات اليوم الأول حيث الافتتاح والمعارض الفنية والحفل الفني المتميز الذي زاد من حرارة اللقاء وأعطاه بعده الشعبي الواسع والتراثي الرائع تراث الفرات والجزيرة في مدينة الثورة وتحت عنوان: نحو سرد يوائم بين الأصالة والحداثة. ‏
 
استضافت دار الأسد للثقافة نخبة من القصاصين العرب حضروا من بلدانهم على نفقتهم الخاصة وهذه بادرة لها دلالاتها ومعانيها ومنها مدى احترام هذه النخبة لسورية وملتقياتها وندواتها ومشاركة للمرة الأولى جاءت من تركيا حيث قدم الصحفي والقاص موسى آرتر قصة في فعاليات اليوم الأول قارب فيها بين الناس والآلات الموسيقية. ‏
 
والمشاركون العرب هم على التوالي: ‏
جمعة الفاخري من ليبيا – نورة شرواني وحسن البطران من السعودية – هلال البادي من سلطنة عمان – نعيمة السماك واحمد المؤذن من البحرين اما المشاركون من سورية فكانوا: إبراهيم كبه – ابتسام شاكوس – إبراهيم العلوش – زياد السراج – عماد النداف – سوزان إبراهيم – مالك صقور – محمد زين شحادة – نجاح إبراهيم – رياض طبرة. ‏
 
وقد قدم كل من الدكتور جمال طحان ونور الدين الهاشمي قراءات نقدية انطباعية للنصوص التي قدمت على مدار الأيام الخمسة للملتقى وتغيب بعض المدعوين من الأقطار العربية ومن سورية. ‏
 
الملتقى كان برعاية محافظ الرقة الأستاذ أحمد شحادة خليل الذي قدم مشكوراً شهادة تقدير للمشاركين . ‏
 
مدير الملتقى محمد محمود العلي مدير المركز الثقافي ودار الأسد بالثورة، قال في كلمة له: إن ما نهدف إليه من خلال هذا الملتقى هو ان يضيف الأعزاء القادمون من الوطن العربي بما يقدمونه من نصوص الى التجربة القصصية ما يخدم هذا الفن ليوائموا بين الأصالة والحداثة ويعطوا الشخصية الحضارية المعاصرة هويتها ودورها الإنساني الرائد بين الامم. ‏
 
وفي لقاءات تشرين مع المشاركين كانت الانطباعات الآتية عن الملتقى: جمعة الفاخري قاص وشاعر وصحفي ليبي: ‏
 
هذا الملتقى القصصي كان بحق محفلاً للإبداع القصصي العربي.. جمع عدداً كبيراً من قاصي وطننا الكبير... وهذه بحد ذاتها محمدة تحسب للملتقى... إذ كان فرصة ذهبية للتعارف والتثاقف... وأنا مسرور بحفاوة الإخوة التحضيريين والمنظمين... وسعيد بما استمعنا إليه من قراءات قصصية ناضجة مكنتني من الاطلاع على تجارب قصصية مبهرة لعدد من القاصين والقاصات العرب... أتمنى أن يستمر الملتقى في جمع هؤلاء المبدعين وغيرهم رفداً للمشهد القصصي العربي.. وحفاظاً على التواصل الإبداعي بين المبدعين العرب.. كما لا أنسى انبهاري بالفعاليات المصاحبة لحفل الافتتاح من معارض فنية ونشاط موسيقي ماتع.. وأشيد ببرنامج الزيارات الذي اتاح لنا الاطلاع على كثير من المنجزات الحضارية الخلاقة وبعض المعالم الأثرية والتاريخية التي يزخر بها القطر السوري الحبيب.... ‏
 
محبتي وإكباري لكل هذه الجهود التي توحدنا وتسعدنا. ‏
 
هلال البادي – سلطنة عمان: ‏
هذا الملتقى هو فرصة مميزة للالتقاء مع أدباء ووجوه ثقافية متنوعة يمكن الاستفادة من أفقها المعرفي، والذي يصب في الختام في معرفة الفرد الواحد ما يعني حصيلة أكثر، واستفادة على مستوى كتابة النص الأدبي وعلى الرغم من أن مدة الالتقاء مدة تبدو غير ممكنة لفعل تلاقحي فاعل، إلا ان الفترة التي تمتد لقرابة أسبوع ستعمل في الذاكرة على بعثرة أوراق كثيرة تنمي الإمكانيات وتعزز الحضور العربي المتعدد في ذهن الفرد، لقد استطعت من خلال هذه الأيام المعدودة أن أشكل أفقاً جديداً وتعارفاً متعدداً بأسماء جديدة في فضاء الإبداع، والحديث معهم كان المكسب الأكبر من لقاء كهذا فهو حوار يفتح أفقاً جديدة للتلقي. ‏
وإنني أشكر شكراً حاراً الخطة التي تمت من خلالها دعوتي لهذا الملتقى... شكراً للقائمين على هذا الملتقى وأتمنى تواصله وأن يقتدي الآخرون من المؤسسات الثقافية العربية الأخرى به في إقامة فعاليات بمثل هذا الثقل الجميل. ‏
 
أحمد المؤذن – البحرين: ‏
تمثل هذه الاحتفالية العربية المنعقدة في محافظة الرقة بمدينة الثورة انجازاً ثقافياً عربياً بلا مبالغة ذلك أن تمتين الجسور الثقافية البينية تخلق جواً حضارياً نحن بأمس الحاجة إليه حتى نرتقي بخطابنا الثقافي العربي القومي، لاسيما أن الاحتكاك المتولد الذي ينتج عن مثل هذه الفعاليات يساهم في تلاقح الأفكار والأطروحات مابين الأخوة العرب. ‏
 
غير ذلك نقول على الاشتغال النقدي الذي يتبناه هذا الملتقى العربي حيث إن عطاءاتنا الأدبية شعراً ونثراً لاشك ستستفيد من تنور النقد شرط أن يتم ضبط درجة حرارة الخطأ الموجه إلى صاحب التجربة، فنحصل بعدها على وجبة أدبية غنية العناصر، يصح أن نطلق عليها إبداعاً. ‏
ولا يفوتني هنا توجيه الشكر إلى اللجنة المنظمة بدار الأسد للثقافة فرع مدينة الثورة على جهودها الجميلة في سبيل الارتقاء بالساحة الثقافية العربية. ‏
 
موسى آرتر كاتب وصحفي- تركيا ‏
أشكر لسورية هذه البادرة بدعوة كاتب تركي إلى مهرجان وإذ أعرب عن فرحي الكبير لأنها المرة الأولى فإنني أقول إنها بداية التعاون الثقافي الذي نتمنى أن يتسع كثيراً ليتلائم ويتفق مع الحجم الكبير للعلاقات السورية التركية. ‏
 
نعيمة السماك- قصاصة من البحرين: ‏
هذا اللقاء مهم لأنه يجمع بين الأدباء العرب في مجال السرد القصصي ويضم أجيالاً أدبية مختلفة ويطلعنا على تجارب هامة في مجال القصة القصيرة السورية والعربية بشكل عام. ‏
 
مشاركتي في ملتقى الرقة القصصي هي فرصة ذهبية كما أسمع صوتي للآخر. الآخر العربي الذي نحن بحاجة للتواصل معه أدبياً وثقافياً ربما هذا التواصل أشد أهمية في نظري من التواصل الاجتماعي والاقتصادي على الرغم من أن هذه الأنواع من التواصل تعضد بعضها بعضاً، وتشمل طريق التواصل الثقافي الأدبي. ‏هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها عربياً فقد كان تواصلي أو مشاركتي على المستوى الخليجي وأيضاً بشكل محدود نشكر جميع العاملين على تنظيم هذا اللقاء بدار الأسد للثقافة فالعبرة هنا ليس بمجرد السفر لبضعة أيام وتحقيق الترفيه والترويح إنها أكبر بكثير وأنا خلال أيام الملتقى القصير استفدت كثيراً من خلال ما اطلعت عليه من نتاج أدبي في مجال السرد القصصي سواء من خلال الاستماع أو القراءة أو القراءات النقدية التي قدمت. ‏
أنا أتمنى على القائمين على هذا الملتقى أن يتواصلوا فيه دائماً فهو على غاية كبيرة من الأهمية. ‏
 
القاص حسن البطران- السعودية ‏
هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مدينة الرقة وسبق لي أن شاركت في ملتقيات مماثلة في سورية. ‏
انطباعي جميل جداً فهذا الملتقى يضم أسماء عربية وسورية سبق أن سمعنا لهم عن بعد واحتككنا بهم اليوم عن قرب. ‏
مثل هذه الملتقيات تحقق تلاحماً في الأدب وهذا يخدم الكتابة الإبداعية عامة والقصصية خاصة. نمتلك في العربية السعودية مؤسسات حكومية أدبية هي عبارة عن أندية أدبية يفوق عددها الخمسة عشر نادياً منتشرة في مدن ومناطق المملكة وهذه الأندية تقوم بنشاطات أدبية وثقافية ولكنها قد تفتقر إلى مثل هذه الملتقيات. ‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.