تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل تختفي الصحافة المطبوعة في عام 2040

مصدر الصورة
سانا

 

يثير مستقبل الصحافة المكتوبة كثيرا من الجدل في العالم في مواجهة الصحافة الإلكترونية التي تزحف على المؤسسات الإعلامية حيث يتكهن بعض الباحثين بزوال وانهيار مؤسسات صحفية كبيرة وتراجع بعضها الآخر إلى الوراء بسبب تخلفها عن اللحاق بركب الثورة التكنولوجية فيما يرى آخرون مستقبل الصحافة في الصحافة الإلكترونية والرقمية.
وأثار الباحث الألماني فيليب ماير من المعهد الألماني لأبحاث الميديا والاتصالات عاصفة من الجدل من خلال تقريره المعنون بالصحافة الزائلة الذي نشره في مجلة تزايت الأسبوعية المعروفة إذ يتنبأ بزوال الصحافة المكتوبة أو التقليدية حتى عام 2040 وتقلص عدد عمالقة المؤسسات الصحفية في عالم مقبل من المنافسة وحرب البقاء للأصلح.
واعتبر ماير أن " الصحافة الورقية الحالية ليست أكثر من مرحلة انتقالية في مستقبل الصحافة المحسوم للصحافة الإلكترونية متنبئا في ضوء التطورات التقنية الأخيرة أن تسود في البداية صحف إلكترونية من رقائق إلكترونية تشبه الصحيفة الورقية ريثما يتم الانتقال تماما إلى شكل لا يمكن التنبؤ به الآن من أشكال الصحافة الإلكترونية".
ودعا ماير إلى" تحسين نوعية الصحافة الإلكترونية بدلا من نبذها لأن مستقبل الصحافة يكمن في تطورها فالصحف الورقية التي ستضطر للانتقال إلى الشبكة لا بد أن تنقل نوعيتها معها كي تستمر" معتبرا ان "مرحلة الانتقال من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية تعد فرصة رائعة للمؤسسات الصحفية لتقليص تكلفة الورق والطباعة والنقل والتوزيع التي تشكل عادة ثلث تكلفة الدور الصحفية".
 
وأوضح التقرير أن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب سبق ماير باستطلاعاته حول مستقبل الكتاب التقليدي قبل خمس سنوات حينما تنبأ بانقراض الكتاب الورقي حتى عام 2030 وكان هذا التنبؤ حصيلة استطلاع للرأي أجراه المعرض بين أكثر من 400 رئيس مؤسسة طباعة وصحافة عالمية.
ولفت التقرير إلى أن الكتاب الإلكتروني يزحف ببطء منذ عام 1990 على أجنحة معرض فرانكفورت بينما تزحف الصحافة الإلكترونية بسرعة لتحتل العوالم الرقمية بين دهاليز متاهة الإنترنت اللانهائية.
وقال روبرت روزنتال مدير مركز الصحافة التحقيقية لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ إن الصحفي يعتمد اليوم على الإنترنت كمصدر للمعلومات ما أدى إلى ضعف إمكانيته على تدقيق هذه المعلومات بسبب طول فترات العمل وتعدد الوظائف داعيا إلى تدقيق المعلومات القادمة من الإنترنت قبل توظيفها في الكتابة والتحليل.
ورصدت دراسة حديثة أجرتها جامعة مونستر الألمانية على عدد من المؤسسات الصحفية الألمانية الاختلافات التي طرأت على طبيعة عمل الصحفيين على مدار السنوات الماضية وتمثلت في زيادة فترات العمل وعدم وجود الوقت الكافي للبحث واستهلاك كثير من الوقت في المؤتمرات.
وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من نصف الصحفيين الذين شملتهم الدراسة صاروا يعملون لساعات أطول وبالتالي تراجع الوقت المتاح لديهم للقيام بأبحاث خاصة بعملهم لافتة إلى أن الصحفي التلفزيوني يعد أكثر صحفي يقضي أوقاتا طويلة في المؤتمرات.
وأشارت الدراسة إلى تأثير الضغوط الاقتصادية على المؤسسات الإعلامية وعلى العمل الصحافي حيث يرى 50بالمئة من الصحفيين المشاركين في الدراسة أنه من الضروري توفير مناخ مناسب للعملاء من أصحاب الإعلانات فالموضوعات المعقدة وغير المحببة للقارىء تتراجع على حساب الموضوعات الاستهلاكية.
ولفتت إلى أن 60 بالمئة من الصحفيين الألمانيين يرون أن الضغوط الاقتصادية والمنافسة القوية تؤثر بشكل كبير على دقة عملهم.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.