قال الباحث اللبناني ناصيف نصار إن هناك اختلافاً قيمياً بين المجالين العربي والعالمي من حيث تشكل الارتباك ودوافعه ونتائجه فالعربي يحمل تصادماً بين القيم التقليدية التراثية وبين القيم الحداثية الوافدة وأصبح ارتباكاً اجتماعياً في كل مفاصل الحياة أما ارتباك المجال العالمي ورغم اتساعه فليس موحداً لكنه في طور التوحد تحت تأثير ظاهرة العولمة.
وأضاف نصار في محاضرة ألقاها مساء اليوم الثلاثاء في مدينة المعارض الجديدة على هامش معرض الكتاب والتي حملت عنوان الوجود التاريخي والقيم "أن العولمة أفرزت ارتباكاً شديداً في موضوع القيم وهذا ما جعل الفرد ينحو باتجاه الفردانية والانعزالية لهذا فقد بات التفكير بالقيم أمراً ملحاً لجهة الاختلاف والارتباك بين المجالين العربي والعالمي".
وقال نصارإن "هناك أنماط تفكير تتناول موضوع القيم وهي النظرة الدينية والتفكير الايديولوجي والتفكير العلمي، مضيفاً أن وجهة النظر الفلسفية تحاول أن تقارب موضوع القيم بالطريقة الكونية".
وأشار نصار إلى أن العلاقة بين الوجود التاريخي والقيمة تتضح من خلال أربع نقاط أساسية /مفهوم القيمة/العلاقة بين الفرد والمجتمع في منظور القيم/ القيم في منظور الثبات والتغير/إطلالة على إسهام العرب في عالم القيم اليوم/.
وحدد الباحث معنى القيمة بأنها ما هو جدير بأن يكون مطلوباً وما يصح اعتماده مرجعاً للفعل، موضحاً أنه لا يمكن إبعاد عالم القيم عن المثالية لكنها أصيلة في الوجود الإنسانية.
وختم نصار محاضرته بالقول.. إننا محكومون بقانون التغير وإن التحول في عالم القيم هو تحول تدريجي فهناك أشكال بسيطة نطرح من خلالها الثابت والتحول في القيم، مضيفاً أن الوجود الإنساني هو وجود نوعي يحمل علاقة بقيم كونية لا سبيل للانفكاك عنه.
