تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الكمبيوتر قاتل حقيقي لجمالية الخط العربي

أبدى الفنان (منير الشعراني) أسفه لرداءة الخطوط العربية التي يحتضنها جهاز الحاسوب واعتبر أن الكثير منها غير مصممة تصميماً بل هي عبارة عن تصوير لحروف موجودة وتعديلات أناس غير متخصصين.

وقال الشعراني في تصريح خاص لمحطة أخبار سورية SNS على هامش افتتاح معرض (صيف مشرقي) المقام حالياً في صالة أيام: (للأسف!.. إن الحروف العربية أفقر حروف الحاسوب من الناحيتين الفنية والجمالية مع أن الخط العربي واحد من أغنى الخطوط التي تمكِّن المصمم من ابتكار الكثير من الخطوط على مستوى عال من الجمالية).
وأوضح الشعراني أنه إذا كان حرف الحاسوب مصمماً بشكل جيد فهو نتاج فنان ولا يمكن أن يعتمده الحاسوب من تلقاء ذاته لكن للأسف لدينا الكثير من الخطوط العربية رديئة ولم ينجزها مصممون فنانون.
وفند الشعراني المسببات والحلول لهذا الأمر بقوله: حتى الآن ليس لدينا إلا في بعض الكليات أقسام لتصميم الحرف الطباعي، مضيفاً: إن تصميم الحرف بحاجة لخطاطين أو يجب أن يطلع المصمم بشكل كاف على الخطوط العربية قبل أن يشتغلها إذ لا أحد يستطيع أن يعطي شيئاً إذا لم يمتلك أدواته الأساسية.
وعن مشاركته في المعرض إلى جانب (سامية حلبي.. فلسطينية، نديم كرم.. لبناني، نصوح زغلولة.. سوري) قال: أشارك في المعرض بست لوحات اشتغلها بالخط المغربي بتطويري الخاص من خلال دراسة واستقراء القوام الأساسي لهذا الخط.
وأضاف الشعراني إن تجربتي في الاشتغال على الخط قائمة على تطوير الخطوط المعروفة وإعادة إحياء خطوط تكاد تكون منسية أو غير معروفة من خلال إحيائها واستكمال نواقصها وتطويرها بحيث تكون ملائمة للوحة المعاصرة.
 
يذكر أن منير الشعراني مواليد 1952 وتعلم فن الخط منذ كان في العاشرة على يد كبير الخطاطين السوريين بدوي الديراني، قبل أن يتابع دراسته في كلية الفنون الجميلة بدمشق.
 
وبعد العديد من المعارض شرقاً وغرباً، وعرض أعماله الفنية في عدد كبير من المتاحف حول العالم، بما في ذلك المتحف الماليزي للفن الإسلامي، واقتناء أعماله في المتحف البريطاني، ولدت حقبة جديدة من فنّ الخط العربي المعاصر، أضحى الشعراني معلّمها عبر خلقه لتقنيات تصويرية جديدة، وتطوير أنواع من الخطوط التقليدية القديمة، هو الذي يسعى خطه العربي الفني لبلوغ كمالٍ نادراً ما يضاهى في الأبعاد العادية.
عمل الشعراني خطاطاً ومصمّماً للكتب والحروف الطباعية، ونشر كتيّبات لتعليم ستة أنواع من الخط العربي وكناقد فني كتب عدداً من المقالات، من بينها مقالاته حول الفن العربي الإسلامي. كذلك عمل مستشاراً للموسوعة العربية الدولية، وأسهم بتزويدها بمعلومات ومواد حول الكتابة العربية، والخط العربي، والخطاطين العرب المشهورين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.