تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

معرض جماعي في صالة رفيا.. خزان جمالي برؤى مختلفة

مصدر الصورة
SNS

يحيلنا المعرض الجماعي المقام حالياً في صالة رفيا إلى غنى بصري وتنوع تشكيلي يختصر إلى حد ما تجربة عدد من الفنانين السوريين وينبئ بحيوية المحترف التشكيلي السوري.

وتأتي أهمية المعرض الذي يشارك فيه الفنانون (غسان السباعي، أمل ملحم، خزيمة علواني، هادي طرن، مأمون الحمصي) لجهة تحررهم من ثقل التعامل المباشر مع التراث مع بقاء هاجس الهوية مرجعاً أصيلاً في أعمالهم.
فالفنانة (أمل ملحم) الحاضرة بأربع لوحات مركزة على البورتوريه استندت في تحولها من الطبيعة إلى الإنسان على المداعبات الاغترابية التي تشي بالعزلة والوحدة والإمعان في الحالة النفسية لعنصرها البشري.
 
والملاحظ على أعمال ملحم الاضطراب اللوني من الأخضر والأزرق وبهذا ليس غريباً أبداً أن تكون مشاعرها المضطربة في مشاهد تعبيرية واضحة.
 
بينما تتنوع لوحات (خزيمة علواني) الثلاث بين الطبيعة الصامتة والحية والحالات الإنسانية لتستحيل إلى معادلة خيوط الحياة اليومية التي يعيشها إنساننا الشرقي بكل تناقضاتها من اللون الأخضر القاتم المريح ومشهد الألم الذي يعيشه.
 
ويستعين علواني برموز لتأصيل أفكاره من مثل الحمامة الدالة على البراءة والسفينة السابحة في بحر الظلمة والمجهول.
ولعل الواقع العربي وما يعيشه من أحداث لها أبلغ الأثر في لوحات علواني الذي تنبئ عن روح مستكينة إن بالتقوقع والانعتاق على الذات أو بالدمع الأسود الذي يسيل في غيره مجراه الطبيعي أو حتى في ارتعاشات الحواجب التي تكاد تقفز من مكانها.
أما الفنان /مأمون الحمصي/ وهو ابن مدينة دمشق 1949 فحاول توثيق أحاسيسه وانفعالاته ممزوجة ببيئته ومترابطة معها حد التماهي مستغلاً المساحات الفارهة للوحته ليترك للمتلقي اكتشاف أن ما تضمه بين عوارضها ليس إلا الفنان نفسه.
ويستطيع المتأمل للوحتي الحمصي أن يلحظ مقدرته على التحكم بلعبة النور والظل وإسقاط دمشقيته على التي يرسمها وهو البعد عن العين والضوء.
بينما جاءت ألوان الفنان (غسان السباعي) لتعطي للواقعية التعبيرية روحها ولاسيما أنها انسحبت بتلقائية قوية على سطح اللوحة.
واستطاع السباعي في لوحاته الأربع أن يستحضر بمهارة تراثه سواء من خلال النسوة الغارقات في المحلية أو من خلال إعطاء المشهد العام للوحة الدالة على الشرقية.
في حين أن الفنان (هادي طرن) اعتمد على المكان كمادة للوحته وجعل من الألوان متنفساً لعين المتلقي يتنقل بين شبابيكها وأبوابها.
وعمل طرن في لوحاته الأربع على استنطاق اللون والضوء لتحكي حكاية ذاكرة راسخة في البال رغم اغترابه عن سورية بأسلوب يحاكي ذائقته البصرية الجديدة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.