تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الهواة يقتحمون عوالم التشكيل والأكاديميون يحوقلون

تشهد الساحة التشكيلية السورية هذه الأيام اقتحاماً غير مسبوق من قبل هواة غير أكاديميين تصل إلى ما يشبه حالة التعدي على المصلحة كما يصفها البعض بينما يضعها آخرون في خانة دعم الفن التشكيلي ورفده بدماء وأفكار جديدة.

ومع غياب المعايير الواضحة لقيم الجمالية بالنسبة للأعمال الفنية وعدم وجود ضوابط تتحكم بجواز السماح لهذه الأعمال بالعرض أو عدمه سواء من قبل الصالات العامة أم الخاصة فضلاً عن الدور الكبير الذي تلعبه العلاقات الشخصية والمصالح المادية فإن اختلاف الآراء وتنوعها الذي قد يصل حد التناقض يعد أمراً طبيعياً.

الدكتور والناقد التشكيلي محمود شاهين قال: (إن الحقيقة التي أكدها تاريخ الفن عبر مراحله الطويلة والمختلفة أن الإبداع والابتكار يقومان من الأساس على الموهبة ثم على الدربة التي قد يحصلها المبدع في المحترفات الأكاديمية أو في المحترفات الخاصة لدى معلم أو فنان صاحب خبرة وتجربة وقد يحصلها بالملاحظة والقراءة والإنتاج العملي والاطلاع على ما تفرزه التجارب الفنية الراسخة من نتاج متنوع.

وقد حدثنا تاريخ الفن عن عباقرة في الفن لم يدخلوا أكاديميات ومنهم على سبيل المثال لا الحصر (بيكاسو، سلفادور دالي.. ).

بالمقابل ليس كل أكاديمي مبدعاً بدليل أنه لا يستمر في اجتراح فعل الإبداع إلا بنسبة ضئيلة جداً من خريجي الأكاديميات لضعف في مواهبهم ولافتقارهم إلى محرضات الإبداع.

على هذا الأساس فإن العمل الفني المنجز والحاضن لمقومات الإبداع وخصائص الفن الحقيقي وقيمه هو المعيار الأول والأخير على أن صاحبه فنان مبدع لا دخيل ومتعدٍ).

 

وقال الصحفي والناقد التشكيلي خير الله علي:  (مثل هذا الجدل ليس جديداً أو لنقل طرح هكذا أسئلة في الصحافة تكرر سابقاً عندما اعتقد الأوصياء على الشعر أن الأخير استبيح من قبل متطفلين ليس لهم علاقة بهذا النوع من الكتابة وكذلك في موضوع كتابة القصة القصيرة وغير ذلك وكان لي رأي بهذا الخصوص: أن دعوا الناس تعمل وتجرب في ميادين الثقافة أليس ذلك أفضل من أن يذهب الجميع إلى مجالات أخرى كالتجارة أو السياسة مثلا ومن هنا فأنا أقول جاداً، أتمنى أن تدرج موضة زيارة المعارض وحضور حفلات الأوبرا بين أبناء المجتمع وأن يكون هناك توجه عام عند الناس نحو الفن فمن لا يصبح فنانا فاٍنه على الأقل سيكسب ثقافة حب الجمال وسينمي ذائقته البصرية وسيصبح أكثر إنسانية في علاقاته ووجود بعض النفوس المريضة التي لا يمكن إصلاحها لا يقلل من أهمية ما قلت.

أما عن غياب المعايير التي تقرر أن هذا الفنان يحق له عرض أعماله وذاك لا يحق له ففي ذلك ظلم للفن نفسه وأذكر هنا قولاً لأحد النقاد الغربيين مفاده أن عدد المدارس الفنية في العالم هو بعدد الفنانين الذين يرسمون.

الفن موهبة؛ خيال وإحساس وثقافة فمن يحق له وضع معايير صارمة تضبط حركة صعود وهبوط الخيال والإحساس عند الفنانين...هذا وهم ثم من قال إن الأكاديمي خريج كلية الفنون الجميلة هو فنان بالضرورة، باختصار أنا مع فتح الأبواب على مصراعيها للجميع فأما الزبد فيذهب هباء والمبدع الحقيقي هو الذي سيصمد وتخلد الأيام إبداعاته ويذكره التاريخ باحترام.

 

من جانبها قالت المهندسة والفنانة (رنا ألفريد حتمل):  (هواة.. إذا كنت أنا المقصودة بكلمة هواة، فإنني أعتبر نفسي هاوية على طريق الاحتراف، إن صح التعبير.

مصلحة.. هل صحيح أن الفن أياً كان مجاله أصبح يصنف وكأنه مصلحة؟ وهل صحيح أن الفن أصبح حكراً على أشخاص ما؟؟

أتمنى أن نصل إلى وقت لا تتحكم فيه المصالح أو العلاقات الشخصية في إعطاء الفرصة لكل من يستحقها، مع أنني غير واثقة من قرب حدوث هذا).

 

بدوره قال الفنان العراقي (رياض نعمة): (ظاهرة ان يكون الإنسان فناناً مهمة جداً.. وللأسف، إن جهل المتعاملين بالفن واقصد هنا تجار الفن.. سمح بنمو هذه الظاهرة وسمح لأنصاف الفنانين أن يزاحموا الفنانين الحقيقيين).

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.