تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية: هل تملك جرأة الاعتراف بالجرم؟!

مصدر الصورة
SNS


9/3/2014


تبدأ السعودية اعتباراً من اليوم تطبيق أمر ملكي أصدره الملك السعودي الشهر الماضي، ويقضي بتجريم الانتماء إلى الجماعات والأحزاب والتنظيمات التي تم تصنيفها باعتبارها إرهابية. وتخضع جماعة «الإخوان المسلمين»، التي صُنفت "سعودياً" بأنها إرهابية، من اليوم، لإجراءات تمنع دخول أفرادها الأراضي السعودية. ونقلت وسائل الإعلام أن الأجهزة القانونية السعودية ستلاحق «كل المسيئين والمتورطين من هذه الجماعات بما فيها الإخوان، الذين ثبت تورطهم في التحريض أو تنظيم اجتماعات تخطط لزعزعة استقرار المملكة». وفي السياق، قال نائب رئيس شرطة إمارة دبي الإماراتية الفريق ضاحي خلفان إن قرار السعودية حظر الجماعات الإرهابية، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين «كان صائباً للحفاظ على أمن المنطقة»، ودعا دول الخليج إلى اتباع السعودية في هذه الإجراءات.

واعتبرت افتتاحية صحيفة "الوطن" السعودية اليوم 9/3/2014 أن "مواجهة الإرهاب هي طريق استقرار الشعوب"، وأّ "حصار التنظيمات الإرهابية بات ضرورة، ومن واجب الحكومات حماية شعوبها من أي خطر، وهل هناك خطر أكبر من الإرهاب؟".

بعد كل هذه المقدمة، نقول، حسناً، الأمر جيد، ولكن! هل تشرحون لنا بماذا يختلف كلّ ذلك عما قالته وطالبت به الحكومة السورية والقيادة السورية منذ عدة سنوات؟ هل توضحون لنا ماذا يفعل مواطنوكم يا دول الخليج العربي في الجمهورية العربية السورية؟ وكيف تبررون قيامهم بحمل السلاح والقتال ضد الشعب العربي السوري، وعلى أساس أي فقه أو مذهب أو معتقد؟ هل تفسرون لنا ما تقوم به وسائل إعلامكم من تحريض على الآخرين وتكفير لهم، وكيف تفصلون ذلك عن سلوك بعض الخليجيين الإرهابيين؟ ثم، كيف لم تتوقعوا أن تتأثر شعوبكم بكل التحريض الذي تمارسه هذه الوسائل؟ لكنّ الأهم، كيف تستطيعون بعد كل هذه المواقف ـــ يا آل سعود ـــ أن تميزوا بين من هم ينتمون إلى الإخوان المسلمين أو من ينتمون إلى جبهة النصرة أو من يتبعون تنظيم داعش...الخ، وبين من هم معتدلين، أو هل من معتدلين بين هذه التنظيمات؟

لقد ختمتم على قطر والدور القطري في مجلس التعاون الخليجي بالشمع الأحمر، لإعتقادكم أن "قطر" تسعى لتقويض استقراركم وتهدد أمنكم، مع أنه يفترض أن قطر عضو شريك وأخ قريب في مجلس التعاون، ومع أنّ قطر ليس لديها مواطنين "مغرر بهم" لترسلهم لقتالكم ـــ كل عدد سكانها لا يتجاوز قرية صغيرة، وهي تلفزيون وبنك ـــ  فلماذا تمنعون ما قمتم به لتأمين استقراركم وتعيبونه على الحكومة السورية؟ والحقيقة أن أصل الفكر التكفيري ومنبته وحاضنه وموزعه هو منهجكم وعلماؤكم ومدارسكم التي بدأتم بإعادة النظر بها منذ تعيين وزير جديد للتربية والتعليم، وطبعاً نحن لا نقول هذا خطأ، ولكن لماذا مسموح لكم ومحرّم على غيركم؟!!.

وفي "الخليج" الإماراتية اليوم، أيضاً، ذكرت "د.أمينة أبو شهاب" في مقالها، أنه لم يعد خافياً أن "مراكز أبحاث ومحركات للاضطرابات والعنف على شكل مراكز تدريب تتخذ من الدوحة موقعاً لها. إنها تنسق وتخطط للمزيد من التفكيك الداخلي والتدمير والعنف للمحيط العربي". هل أضافت الكاتبة شيئاً على ما دأبت الحكومة السورية على تكراره منذ أكثر من ثلاث سنوات؟! لماذا الآن فقط بدأتم الاعتراف بالحقيقة؟!!

الحقيقة الساطعة اليوم هي أن "بعض" دول الخليج بدأت تدرك خطر انحدار السياسات الغبية والإنعزالية والطائفية التي انتهجتها في السنوات الماضية في المنطقة ولاسيما ضد سورية. وبدأت تشعر بقرب وصول النار إلى اطراف عباءتها، ولذلك انتفضت معلنة مواقف تأخرت في إعلانها وتبنيها، فيما كانت الجمهورية العربية السورية تدفع ثمن هذا الغباء الخليجي من استقرارها وأمنها وبنيتها التحتية، والأهم من حياة مواطنيها.

الخليج العربي يهتز.. ومن لعب بالنار، أدرك بعد غباء تكرار التجربة المجرّبة أن أصابعه ستحترق، وهي بدأت تؤلمه.. ولكن الأهم هو العبرة؛ هل يتعلم هؤلاء الدرس؟!! هل يمتلك آل سعود وغيرهم ممن عملوا على تخريب وتدمير سورية "الجرأة" على الاعتراف بالمشاركة في جريمة تدمير سورية وبخطأ سياساتهم في تبني نهجٍ يخدم العدو الإسرائيلي، أم سيستمرون في مواصلة تنفيذ هذا الجانب من حماقتهم وطغيانهم؟ هل يتجرأ آل سعود أو آل ثاني على الاعتراف بالحقيقة أمام الشعب العربي من المحيط إلى الخليج؟ ماذا يخدمكم تدمير وتخريب سورية وقتل شعبها؟؟ هل يتوقف بعض آل سعود عن المكابرة والنفاق؟ أساس إصلاح أي خطأ هو الإعتراف به وبالتالي التراجع عنه والبحث عن حله. لكن ما اقترفه بعض آل سعود وبعض الخليجيين الآخرين بحق سورية وشعبها العربي الأبي هو "جريمة" وليس "خطأ" فقط. وعلى كل هؤلاء "المجرمين" الاعتراف بجريمتهم ودفع العقوبة الموازية للجرم الكبير والخطير بحق بلد لم يقدّم أهله إلا الخير والدعم لكل العرب.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.