تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان.. طالق بالثلاثة!!

 

 

                                                                                                                                    2/3/2014

 

قبل عدة سنوات كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتربع على عرش السلطنة؛ سلطنة الموقف والمشروع الكبير والحلم الذي يرغب الجميع في المنطقة بتحقيقه؛ سلطنة الصورة والحضور الإعلامي والكاريزما الساحرة التي تتحدث في قضايا تدغدغ مشاعر الجماهير وتخطب ودّها؛ كاد أردوغان أن يتحوّل رمزاً كبيراً.

بعد عقد من الزمن تغيّرت المشاعر وبهتت الصورة، وتزعزعت أركان السلطان وأصبح المجد الكبير كابوساً من الوهم والخوف، والفشل أيضاً. سقط أردوغان ومشروعه الكبير. أسقط نفسه وأسقط معه كل ما كان يرمز إليه.

أولاً، فشلت سياسة "صفر مشاكل مع الجيران" وحققت تركيا "عداوة كاملة" أو "صفر علاقات" مع الجيران في ظلّ سياسات أردوغان ووزير خارجيته "الثعلب الغبي" احمد داؤود اوغلو.

ثانياً، تسربل أردوغان وحكومته ووزراءه وعائلته بالفساد والغش والنصب والاحتيال والنفاق وغدت رائحته العفنة تزكم الأنوف، وأصبح حديثه عن نظافة الكف يثير القرف. ولم تتورع المعارضة التركية والشعب التركي باتهامه باللصوصية(تصوروا؛ رئيس حكومة لصّ؟!!).

ثالثاً، أكمل أردوغان انتحاره وانهياره بخيانة الأصدقاء في الداخل والخارج. والحقيقة أن هذه الصفة تكمّل الملامح السيئة والوسخة التي ذكرناها أعلاه والتي طبعت حقيقة أردوغان وشخصيته؛ فمن يمتهن الكذب والنفاق والفساد واللصوصية، لا يمكن أن يكون وفياً لأصدقائه، سواء أكانوا رؤساء لدول أخرى أو حلفاء في الداخل أو شركاء في الحكم. الكاذب لا يمكن أن يكون إلا خائنا وغادراً، لا مبادىء عنده ولا قيم يحترمها؛ يسخّر كل شيء لخدمة مصالحه وأنانيته. لقد فعل واقترف كلّ ما رمى به الآخرين من السوء؛ فأي اردوغان وأي مشروع لأردوغان يمكن الحديث عنه بعد كلّ ذلك؟!!

أردوغان سقط بالثلاثة. أردوغان أسقط مشروعه معه كذلك. لا يهم من أين يبدأ المرء، المهم أين ينتهي، وكيف، وعلى أي حال. الأمور بخواتيمها، ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً. فقد يبقى أردوغان في السلطة لسبب أو لأخر، ولكن رائحة الفساد والعفن

والإفلاس تحجب كل شيء، وتبعد الجميع عنه، كالعنزة الجرباء، ولا بد أنها تؤرق حاله وحال من حوله.

ومهما تكن عند إمرء من خليقة... وإن خالها تُخفى على الناس تعلم.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.