تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤشرات أوكرانية عن الوضع في سورية!!

25/2/2014

ربطت أغلب تعليقات الصحف وتحليلاتها بين الأحداث في أوكرانيا والأحداث في سورية لجهة التدخل الخارجي. وأجمعت أغلب التعليقات ـ في الصحف التي تهاجم الموقف الروسي و"النظام السوري" ـ على أن التطورات التي حصلت في أوكرانيا، ستؤدي إلى مزيد من التشدد والتصلب الروسي ولاسيما في موقف الرئيس فلاديمير بوتين تجاه الوضع في سورية؛ أي زيادة الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري للدولة السورية والجيش العربي السوري، بما يعني منطقياً، زيادة في تصلب لموقف السوري. فماذا يمكن أن نقرأ؟!

أولاً، إن وسائل الإعلام التي درجت على مهاجمة الموقف السوري وما تسميه "النظام السوري"، خرجت عن طورها وخلعت أغطيتها وقفازاتها وتحدثت عن الدور الخارجي في تسعير الأزمة السورية. أي الحديث عن المصالح الدولية في تسعير الأزمة السورية؛ المصالح الغربية والعربية والإقليمية، بالإضافة إلى المصالح الروسية والإيرانية وغيرها. إذن، أقرت هذه الوسائل من حيث لم تقصد بأن ما كان يتم رفعه من شعارات كانت "وهماً" جميلاً لخداع المواطن السوري. فصراع المصالح والنفوذ يمتد من دمشق إلى كييف إلى كراكاس وشرق آسيا. وعليه يمكن اعتبار أنّ كل الهجوم المستمر منذ ثلاث سنوات وأكثر على "النظام السوري" والرئيس السوري والجيش العربي السوري، يندرج في إطار الصراع بين المحاور التي تتفكك والأخرى التي تتشكل، ولا علاقة له بالشعارات التي يتم رفعها داخلياً في سورية.

ثانياً، لقد ثبتت وسائل الإعلام المعادية لسورية من حيث لا تقصد ـ أن الرئيس الروسي سيتشدد في دعم سوريةـ أن حلفاء سورية لم ولن يتخلوا عنها، وهي بذلك كذّبت نفسها وكذبت ما كانت تروّج له منذ عدة سنوات بأن هؤلاء الحلفاء لن يظلوا على ثباتهم في دعم الموقف السوري. وبالمقابل، فإنها ـ أي وسائل الإعلام المعادية ـ أقرّت بمصداقية هؤلاء الحلفاء وبمصداقية وسائل إعلامهم بأن أياً منهم لم يكن يخدع القيادة السورية ولا الشعب السوري. وفي هذا السياق، من الطبيعي أن يوضع أي هجوم على الموقف الروسي بشأن سورية في إطار الحرب الدولية الإقليمية.

ثالثاً، إن معظم التصريحات الأوروبية التي صدرت بعد التغيّرات الحاصلة في أوكرانيا، والتي رحّبت بها وتناغمت معها الأطراف المعادية لروسيا عبر وسائل إعلامها، ولاسيما في منطقتنا مثل السعودية، تؤكد وتصرّ على التأثير السلبي لهذه التغيرات على الموقف الروسي، وهذا طبيعي، مع أن روسيا خسرت معركة ولم تخسر الحرب. ولكن بالمقابل، تعني دون أن تقول وتقرّ بذلك، أن الصمود السوري في وجه الحلف الغربي ـ الإقليمي ـ العربي، أعطى الموقف الروسي قوة ودعماً على الصعيد الدولي، وهذا ما كنا نؤكده منذ فترة، ولكن كان هؤلاء ينكرونه في إطار الحرب النفسية على سورية والدولة السورية بكل رموزها.

رابعاً، إن البحث في سيكولوجية الحرب القائمة على سورية، يبيّن أنها قائمة على أساس واحد تقريباً؛ الكذب والنفاق والتهويل والتضليل وتأليف القصص الإعلامية التي تتجدد وتستمر وتتغيّر باستمرار ولا تعطي للمواطن العادي فرصة التفكير في صحتها أو مراجعتها أو التأكد منها أو حتى مناقشة حقيقتها. وهذه الإستراتيجية نجحت في بداية الأزمة، لكن كثرة الوعود والأكاذيب والمواعيد التي أطلقها هؤلاء أثبتت أنهم كانوا وما زالوا يكذبون، وهو ما دفع الكثيرين في سورية وخارج سورية إلى مراجعة حقيقية لكل ما جرى ويجري. أدرك الناس أن هناك مخططاً لتخريب سورية بسبب مواقفها وأنّ وجه هذا المخطط الجميل هو الاصلاحات الداخلية في سورية. لأن مجرد سماع "هبل" سعود الفيصل، مثلاً، يتحدث عن الحريات والديمقراطية في سورية، يدرك سخافة الموقف وسخرية القدر بأن يُصوّر "تمثال" القمع والديكتاتورية، وكأنه منزل رسولا للحريات والتحرر؟؟

وبالنتيجة، فإن كل ما يتحدث عنه الحلف المعادي لسورية،  سواء التصلب الروسي أو التشدد السوري في جنيف2 وما بعده، أو غياب الأمل في حلّ سوري قريب، هو من قبيل استمرار الضغوط والاستنزاف والابتزاز ونشر الإحباط وتعميمه، ولتحقيق المطالب التي يريدها ذلك الحلف والتي عجز عن تحقيقها بالحرب والقتال ومحاولة تدمير سورية. هل إسرائيل بعيدة عن المشهد؟! لم يعد سراّ أنها في قلب الحرب الدائرة في سورية وعليها، وهي نفسها تذكّر من يريد أن ينسى أنها موجودة دائماً.

كان المطلوب تدمير روح سورية وشخصية سورية وجيش سورية وقائد سورية وهزيمتهم وسحقهم ودحرهم، وهذا لم، ولن يحصل، حتى لو لم يبق سورياً واحداً. فكيف وسورية تتخطى الشرك الذي نصبوه لها والمخططات التي عملوا عليها لتوريطها من خلالها؟!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.