تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الزيارة التخريبية لفرانسوا هولاند إلى السعودية؟!

 ا!

                                                                                                                                                                                             30/12/2013

 

نقلت صحيفة الحياة أمس، عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قوله إنه سيبحث مع "المومياء المتحركة" الملك السعودي عبدالله "الملف النووي الإيراني، وسبل التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، وضرورة صون استقرار لبنان". وقال أيضاً إن "فرنسا تقدم مساعدات إنسانية الى الشعب السوري" وإنها "مستمرة في العمل على ايجاد مخرج سياسي في سورية بالتنسيق مع القوى المعارضة المعتدلة". ورأى هولاند أن فرنسا والسعودية تتشاركان في "إرادة العمل من أجل السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط". يمكن الجزم كلياً أن هولاند لم يقل كلمة صدق واحدة فيما سبق. الرئيس الفرنسي ببساطة يكذب دون خجل. ففرنسا والسعودية تتكاملان في الأدوار التخريبية في الملفات الثلاثة التي ذُكرت وبالتالي تعملان على تقويض الاستقرار والأمن في المنطقة:

أولاً، الملف النووي الإيراني: من المعروف والعلني والواضح أن فرنسا والسعودية عملتا على عرقلة التوصل إلى اتفاق بين الدول الغربية الست (5+1) وإيران بشأن الملف النووي الإيراني، ومن المعروف أيضاً ان البلدين وقيادتهما تختلفان مع الولايات المتحدة وروسيا في سلوك نهج المفاوضات، وكانتا ـ مع إسرائيل ـ من الداعمين لاستخدام الحل العسكري. أكثر من ذلك فإن تمرير الاتفاق المؤقت بين مجموعة الست وإيران فاجأهما وأذهلهما ولا سيما السعودية، حيث ظهرت المملكة مخدوعة وغبية في موقفها المتشنج والأحادي. وبالتالي فإن ما تسعى إليه فرنسا والسعودية وإسرائيل من خلفهما هو تخريب الاتفاق النووي الإيراني وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، بل وأسوأ من ذلك. فعن أي سلام أو استقرار يتحدث هولاند أو صديقه ملك الرمال المشلول؟!

ثانياً، يتحدث هولاند دون ذرة خجل عن استقرار لبنان. من طلب منه العمل على الموضوع اللبناني أو التدخل في لبنان؟! بل سبق وتحدث هولاند عن التمديد الرئاسي في لبنان، وكأن لبنان مقاطعة فرنسية، مع أن الموقف الفرنسي منحاز لطرف ضد طرف في لبنان وهذا تدخل سافر ووقح في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة. أما السعودية، فقد أرسلت منذ زمن طويل عصابات بندر بن سلطان للعبث بأمن لبنان واستقراره، وهذه العصابات تسرح وتمرح تحت رعاية تيار المستقبل ونوابه ولا سيما في مدينة طرابلس شمال لبنان. أكثر من ذلك، فالقيادة السعودية تعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية وتسعى لفرض وجهة نظرها بإبعاد طرف لبناني أساسي عن المشاركة في هذه الحكومة مما يعني عملياً وصفة حقيقية للفتنة وضرب الاستقرار اللبناني الهش أصلاً. وإذا كان من أحد يتدخل لزعزعة استقرار لبنان فهما فرنسا والقيادة السعودية، فعلى من يكذب الرئيس الفرنسي؟!

أمر آخر، وهو الحديث المتجدد عن دعم الجيش اللبناني. ويبدو أن المقصود هو دعم هذا الجيش لقتال حزب الله وتحريك الحرب الأهلية، وإلا لماذا لم نسمع عن مثل هذا الدعم عندما أراد الجيش اللبناني مواجهة إسرائيل أو عندما تعرض للضغوط من العدو الإسرائيلي أو عندما غزت إسرائيل لبنان وهاجمته وشنت الحرب عليه؟!

ثالثاً، تحدث هولاند عن البحث عن حل سياسي في سورية، ودخل بالتفاصيل الداخلية السورية، وفكّر وخطط وقرر نيابة عن السوريين، مع أن الدور الفرنسي في سورية يشابه الدور السعودي من حيث القذارة والكذب والنفاق والتضليل الإعلامي والسياسي والدبلوماسي، ومن حيث تمويل وتسليح ودعم الإرهابيين والمجرمين الذين يعبثون بأمن سورية واستقرارها ويضربون منشآتها وبنيتها التحتية ويسفكون دماء مواطنيها الأبرياء. ولعل أهم مؤشر على النفاق الفرنسي السعودي هو وجود عشرات آلاف السوريين المهجّرين الذين لم تقدّم باريس والرياض أي دعم يذكر لمساندتهم، سوى التحريض والدعاية والاستمرار بدعوة بقية السوريين لتخريب بلدهم. لقد أصبح واضحاً للقاصي والداني أنّ كلا من فرنسا والسعودية تعرقلان وتؤخران الحل السياسي في سورية، وهذا موثق ومؤكد وثابت، فعلى من يكذب الرئيس الفرنسي ومن يخدع؟!

رابعاً، إن زيارة هولاند إلى السعودية تجارية واقتصادية بالدرجة الأولى لإنقاذ الاقتصاد الفرنسي والشركات الفرنسية ولا سيما المنتجة للأسلحة والمعدات العسكرية؛ لعرض المنتجات الفرنسية وتسويقها وبيعها في السعودية. وإذا عرفنا من هم أعضاء الوفد المرافق لهولاند أدركنا الهدف من زيارته والغاية منها، والتي يمكن إجمالها بنقطتين؛ الأولى المشاغبة على/ وتخريب الاتفاق النووي الإيراني إن أمكن، ضرب استقرار لبنان للضغط على حزب الله وسورية، إدامة الأزمة والحرب في سورية قدر المستطاع لاستنزاف الدولة السورية بعدما تعذّر إسقاطها. النقطة الثانية، توقيع أكبر عدد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال السعودية لدعم الاقتصاد الفرنسي المتهالك.  فعلى من يكذب الرئيس الفرنسي وهل يتوقع منّا أن نصدّق أنه سيتباحث في قضايا مهمة مع المومياء السعودية؟! أي مباحثات تلك التي ستجري، أو اجتماعات ستعقد؟! مع التذكير بأن الرئيس الفرنسي يحظى بأقل احترام في بلده!!

 

  

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.