تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد :الهجوم على آخر القلاع العربية!!

مصدر الصورة
SNS

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  7/11/2013

 

من يراقب حال الأمة العربية وأحوالها يدرك الضعف الذي وصلت إليه والتفكك الذي تعاني منه بلدانها وأقطارها وشعوبها وقبائلها وتياراتها... قل ما شئت من مظاهر الانقسام والفوضى. تونس الخضراء في مهب التطرف والفوضى؛ ليبيا في اتون حرب العصابات والتمزق والانقسام والدمار الذي لم يقاتل عمر المختار للوصول إليه أبداً؛ مصر محاصرة بعراقتها وثورتها وإخوانها ونيلها وتعتمد على "المصل الخارجي" للبقاء على قيد الحياة؛ اليمن ممزق على شرف القاعدة والتخلف والفقر والقات وينتظر القرار الدولي والعربي بإرسال بقية تنظيمات القاعدة لتموت أو لتفقس على أراضيه؛ العراق يستخدم عدّاداً يوميا لإحصاء القتلى والمشوهين والجرحى من جراء التفجيرات وهو يتذكر المغول والتتار؛ في لبنان واحة الموسيقا والغناء، ينتظر منذ تسعة أشهر ولادة حكومة لن تأتي بها القابلة السعودية، وهو الآن بحكومةٍ برأسين؛ أما بعد، فمن لديه الوقت الآن للحديث عن تقسيم السودان وانحلال الصومال وتمكّن إسرائيل من أريتريا والقارة الإفريقية؟!! أما القضية الفلسطينية فهي مجال المزاودات العربية للهروب من مناقشة القضايا الملحّة والمصيرية وللتعتيم عليها، وهي مادة للمقالات وافتتاحيات الصحف اليومية لشراء الذمم ورفع العتب والهروب من المسؤوليات.

أين سورية؟! سورية كما اعتدنا أن نقول؛ آخر القلاع العربية الحصينة، تتعرض لهجوم إسرائيلي مستتر ظاهره الفاعل هو الموقف السعودي المتلبّس بشعارات السلام ومصلحة الشعب السوري. سورية كما بقية العرب تتعرض لهجمة منذ أعوام عديدة، لكن هذه الهجمة بدت مركزة وعنيفة في الأعوام الأخيرة للتخلص من موقف سورية وشعب سورية المواجه لمخططات الشرّ والتخريب التي نفّذت وتنفذ بالأمة العربية. سورية تواجه حرب تدمير المشرق العربي والإسلامي المعتدل والمسيحي الحضاري؛ حرب تدمير الثقافات والتاريخ والأبجديات والعلوم والهندسة المعمارية والفكر النشيط والمدنية. سورية تدفع ثمن بنائها النهضة الممنوعة على شعوب المشرق العربي من قبل إسرائيل وجهلة الخليج العربي بقيادة السعودية وآل سعودها الفاسدين.

كان المطلوب إسكات سورية وقيادتها وجيشها وشعبها وإعلامها لأنها تقول "لا" كبيرة لكل مخططات التخريب والتدمير التي كانت تنتظر هذه الأمة. وعندما لم تنفع التهديدات، كانت الحرب المباشرة وبكل أنواعها القذرة. كان المطلوب أن تنهار سورية حتى يمرر آل سعود وإسرائيلهم كل ما يريدون بهدوء وطمأنينة وتحت شعارات براقة وخبيثة ومخادعة. كان المطلوب أن تدمّر سورية حتى لا يبقى هناك كلام عن مقاومة، بعدما فشلت سنوات عديدة من تسويق سياسات آل سعود في الميوعة والاستسلام والجبن والخوف والتذلل للعدو والانبطاح أمامه.

سورية الآن تخوض معركة النور ضد الظلام والجهل والتخلف؛ معركة الحق ضد الباطل؛ معركة الشرق المتحضر ضد جهلة آل سعود ومرتزقتهم المتخلفين والسفاحين ومصاصي الدماء. ولذلك، من غير المسموح لسورية بالهزيمة حتى لا يعمّ الظلام على قلب العالم ومهد أول أبجدياته وتاريخه ومسيحيته وإسلامه وتجارته وزراعته ونهضته. سورية لم ولن تكون إلا مهداً للنور والضياء والفكر الخلاق وليس لناعقي داعش والفيصل وبندر اللات والعزة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.