!
5/11/2013
ذكّرني مشهد معاق الدبلوماسية السعودية سعود الفيصل في مؤتمره الصحفي أمس، مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بقصة طريفة رواها لي أحد الأصدقاء، حيث كان لديه في منزله "قطّاً" يربّيه منذ عدة سنوات. وقال الصديق إنه كان يسمح للقط بالخروج وحده إلى خارج المنزل كلّ فترة لملاقاة القطط الأخرى والتنزه.. ولكن عندما كان يعود، كان يقوم بغسله. كانت تصرفات القط تبيّن كم هو يكره ذاك الحمّام، لكنه كان يقبل به مُكرهاً ثمناً للنزهة والإقامة في المنزل.
بالأمس، كان سعود الفيصل "يموء" كثيراً اعتراضاً على ما يأمره جون كيري القيام به؛ من التخلي عن استخدام المسلحين وتمويلهم وتسليحهم لمواصلة القتال في سورية، إلى التوجه إلى مؤتمر جنيف2 الذي يعمل كيري عليه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف والأمم المتحدة، وصولاً إلى الطلب من الفيصل الضغط على حلفائه في مجلسي اسطنبول والدوحة بالقدوم إلى جنيف الثاني والكف عن "الخزعبلات" والتفاهات التي يقومون بها والصراخ العالي الذي لا طاقة لأحد على سماعه بعدما ثبت جَوفه. بالأمس، كان مواء سعود الفيصل، مرتفعاً لأن العقم والكسل والخرف الذي يعاني منه يمنعه من إمكان تحقيق أي تغيير في مواقفه وسياساته الغبية المدمرة.
بالأمس، كانت نزهة الفيصل هي سماح كيري له بالحديث عن مستقبل سورية، مع أن كلاهما يدركان أن لا يد لهما في ذلك، ولا حيلة ولا قرار ولا سلطة لهما في الأمر؛ هذا قرار الشعب السوري والجيش العربي السوري والقيادة السورية والصمود السوري وأصدقاء سورية وليس أعداءها؛ وغير ذلك، "يبلطوا البحر"!! لقد جربوا كلّ أسلحتهم وإعلامهم وأموالهم ومرتزقتهم في الداخل والخارج، وفشلوا، وسيواصلون الفشل لأن سورية قصة أخرى لا يفهمها الأغبياء والجاهلون والحمقى وعديمو النظر وفاقدو البصيرة.
سعود الفيصل دعا إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد الماضي، ولم يذهب إليه؛ كانت دعوته للتحريض على جنيف2، فخرج المؤتمر بالدعوة إلى جنيف2؛ وبالأمس، كرر دعوته إلى الحل السياسي أي الذهاب إلى جنيف2؛ لا يهم حجم المواء وشدته، المهم الخضوع للحمّام الأمريكي في نهاية المطاف.
لكن أغرب ما سمعته أمس، من جون كيري والفيصل حقيقة، هو الحديث عن مستقبل الرئيس الأسد، ولاسيما حديث كيري السابق في القاهرة عن أن الرئيس بشار الأسد (أطال الله بعمره وأمده بالقوة وأيده بالنصر) فقد سلطاته المعنوية!! شعرتُ أن وليد جنبلاط أو سمير جعجع أو سامي الجميل مثلاً، يتحدثون عن "الاتهام السياسي" لسورية باغتيال رفيق الحريري. قولوا ما تشاؤون؛ لا يهم؛ الرئيس السوري مصنوع في سورية وهو للشعب السوري ولسورية وجيشها البطل، وهؤلاء يقفون خلفه، وليس أنتم من عيّنه ليكون القرار قراركم بإقالته أو ترحيله أو حتى التحدث في الأمر.
السياسة السعودية في المرحلة الماضية، كشفت عمق التخبط والتخلف اللذين يسيطران عليها، وبالأمس كانت زيارة كيري للمملكة "لتنظيف وغسيل" بعض المفاصل التي يمكن تنظيفها، والحدّ من البشاعات التي يقوم بها الحقود سعود الفيصل ومن خلفه في الاستخبارات السعودية. صحيح أن "مواء" الفيصل بالأمس كان قوياً، لكنه كان واضحاً أنه مربوط من ذيله، وأن الفساد الذي تسبب به في المرحلة الماضية، سيعاقب عليه أمريكياً بالحرمان من النزهات الخارجية، هذا أقله حالياً!!
