تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فليسقط واحد من "فوووووء"

مصدر الصورة
sns

محطة أخبار سورية

إن استمرار الأزمة التي تشهدها سورية يؤكد أن هناك خللا لم يعالج حتى الآن وقد تكون أكبر مظاهر هذا الخلل هو استمرار المظاهرات ..إذ مع الاحترام الكبير لكل من يعبر عن رأيه بشكل سلمي ناشدا إصلاحا أو تغييرا إصلاحيا في بنية النظام السياسي للبلد وهؤلاء بعيدون كل البعد عن أولئك المسلحين الذين ينفذون -علموا أو لم يعلموا- مخططا له امتدادات خارجية تريد الإضرار بسورية وأهلها.. إن من يتظاهر هذه الأيام لا يعرف الا المشاركة في التظاهر مرددا ما تقوله مجموعة تقود حاجات الناس للتعبير عن رأيها واظهار رغبتها في التغيير والمشكلة في هذه التظاهرات أن المشاركين فيها (وهذا رأينا) ليس لديهم مجرد فكرة عن نتيجة الشعارات التي يطلقونها وما ستؤول اليه الأمور لاحقا والدليل أن أي حوار مع هؤلاء المرددين لما يهتف به الاخرون سيكون نتيجته الحتمية سلبية بالمطلق فهم بالغالب ليسوا ممن يملك ثقافة سياسية يعبر عنها بهذا التظاهر ..ويمكننا الزعم هنا أن غالبية المتظاهرين هم من بسطاء أبناء الوطن الذين تضرروا من سياسات حكومية سابقة حولتهم الى عاطلين عن العمل يعانون الامرين في تأمين حاجاتهم المعيشية الاساسية او هم من اولئك المواطنين الذين شعروا لسنين طويلة أنهم ممنوعون من التعبير عن رأيهم فوجدوها فرصة لاطلاق العنان لانفسهم بالتعبير عن رأيهم الذي هو غالبا يخالف رأي الدولة والنظام في البلد ...لكن الاخطر من هؤلاء وهؤلاء هي تلك الفئة التي نراها في مايعرض من مناظر للمظاهرات منساقة في الهتاف غير مدركة لم تقول أو ما تهتف ويذكرني هؤلاء بقصة رواها لي والدي عن سورية الخمسينيات والمظاهرات التي كانت تعم البلد بمناسبة وبغير مناسبة ومختصر القصة أن أحدهم سارت أمامه مظاهرة فوجدها فرصة للمشاركة وانضم الى المتظاهرين مرددا ما يسمع  (فليسقط واحد من فوء ) رافعا صوته بقدر ما استطاع ..وسأل في نهاية المسيرة أحد الذين شعر أنهم من المنظمين لماذا لاتذكرون اسم من تريدون اسقاطه ..فأجابه  ياأخي ان شعارنا واضح مستفسرا عن مضمون هتاف صاحبنا مصححا له بأن شعار المظاهرة هو (فليسقط وعد بلفور )...وهذا لعمري قمة المأساة التي تذكرنا بما نشاهده هذه الايام من مظاهرات...

 

وعودة الى أزمتنا الحالية في البلد فمنذ أن بدأت الازمة في بلدنا تتعمق القناعة لدي ولدى الكثيرين بأن الحل وجب أن يبدأ بمحاسبة حكومتنا السابقة ليس على مستوى الوزراء فقط بل على مستوى جميع المفاصل الادارية التنفيذية للدولة لان ماشهدته سورية على يدي هذه الحكومة- ومن لف لفها -لم تشهده في تاريخها الحديث أبدا . وحتى لانظلمن أحدا فان حكومة عمنا أبو منير انيط بها مهام صعبة جدا كان أخطرها على الاطلاق ادارة التحول من نظام الاقتصاد الاشتراكي الى نظام الاقتصاد الرأسمالي ..نعم الرأسمالي وليسمح لنا هنا بعض من تفذلك علينا لسنوات طوال من المنظرين الاقتصاديين في الحزب والدولة بأننا كنا ننتقل من النظام الاشتراكي الى نظام السوق الاجتماعي محاولين تلطيف الموضوع وايهام الجمهور بأن دولتنا العتيدة وحكومتها الرشيدة ستبقى وفية لمبادئ حماية أبناء سورية من السقوط في براثن نظام اقتصادي رأسمالي لايبقي ولايذر ... نعم ياسادتي وهذه هي النتائج يتحملها اليوم أبناء سورية جميعا.. جمعة وراء جمعة وشهيدا وراء شهيد خاصة بعد أن ركب الموجة كل الذين لايريدون الخير لسورية وأهلها في الخارج والداخل ..... ونعود الى موضوعنا  عن ضرورة محاسبة الحكومة "السابقة" بأعضائها ومدرائها ومفاصلها كافة ...لان ماجنته هذه الحكومة بحق اقتصادنا ونظامنا وابناء بلدنا كان مريعا بشكل لايوصف فالمشكلة بعد أن توضحت معالمها الان هي أننا كنا أمام مجموعة من الجهلة المدعين الذين لايعرفون شيئا عما يفعلون وان خطواتهم وقراراتهم كانت عشوائية دون أي خطة أو استراتيجية أو تكتيك في ادارة بلد كان ولا يزال وسيبقى انشاء الله غنيا بامكاناته وخيراته وقدرات ابنائه ..وكان التخبط في القرار هو سيد الموقف وكانت ردات الافعال هي الاستراتيجية وهي قمة التخطيط لدى فريق بل فرق يلعب كل عضو  فيها على هواه ويخدم كل فريق في قراراته مصلحة هذه المجموعة أو تلك من أصحاب المصالح والمنتفعين على حساب الوطن وأولاده .

لقد قلنا اننا لانريد أن نظلم أحدا ..وعلى هذا فان من يدافع عن أبو منير و"الفريق الذي ترأسه" عليه أن يعطينا قرارا واحدا لهذه الحكومة اتخذته لمصلحة أبناء البلد ...وحتى نكون منصفين وأن يرد الفضل لاصحابه فاننا جميعا كسوريين كنا نعرف ونلمس أن كثيرا من القرارات المجحفة بحق الناس كان يتم تأخيرها ووقف اصدارها من قبل رئيس البلاد ,وانه هو من كان وراء كثير من القرارات التي عادت بالخير على الناس في سورية.. أما الحكومة فإن أغلب قراراتها كانت لمصلحة فئة صغيرة ضحكت على الحكومة وعلينا بأن التحول الاقتصادي يتطلب هذا التغول في سيطرة هذه الفئة على اقتصاد البلد واضاعة حقوق ابنائه ومكاسبهم على مدى سنوات طويلة وتحويل كل شيء لمصلحتهم ..ولمن لايصدق ..أرونا قرارا واحدا كان لمصلحة

الناس ؟؟؟كل القرارات خدمت البعض القليل وزادت من ثرواتهم وفحش غناهم بينما على المقلب الآخر كان جزء كبير من أبناء سورية يزداد فقرا والالاف من شباب سورية ينضمون الى جيوش العاطلين عن العمل والذين يخرج كثير منهم اليوم ملبيا نداء اولئك الآتين من الخارج ممن يريدون استغلال وضعه للاضرار بسورية ..نعم هل لاحد ان يقول لنا ماذا عملت الحكومة السابق وماذا انتجت من قرارات اضطرت حكومتنا الحالية لان تلغي جزءا كبيرا منها ؟؟؟؟؟ طبعا من الصعوبة بمكان تعداد الاضرار الناجمة عن تقصير الحكومة السابقة ولجوء وزرائها الى التسويف وترحيل المشاكل الى المستقبل حتى وصل اقتصادنا الى ما وصل اليه !!!هل نعدد الآن مايخطر على البال من قرارات مؤذية لابناء البلد تم اتخاذها وقرارات مصيرية قذفت الى المجهول؟؟؟

 

هل نبدأ مثلا بالقرار  التاريخي لتلك الحكومة الفاشلة برفع سعر المازوت وما لحقه من أضرار لم ترمم على الارض وفي النفوس حتى الآن ؟؟ هل يتذكر أحد الخطوات  الدونكيشوتية البلهاء التي عمل الفريق الاقتصادي على اتخاذها لتوزيع الدعم المازوتي على المواطنين ؟؟؟مرة قسائم ومرة دفتر عائلة ومرة ..ومرة ..والنتيجة واحدة الفشل ثم الفشل في ايصال الدعم الى مستحقيه وسرقة الاموال المخصصة للدعم بأشكال مختلفة دون أن يحاسب أحد الا بعض الموظفين الصغار المساكين الذين تطبش الجرة برأسهم في كل مرة تنوي الجهات الحكومية مكافحة الفساد !!!!

 

هل نتحدث عن حوصان الحكومة السابقة وفريقها الاقتصادي العتيد مثل الخنفسة بالطاسة بحثا عن بلد يصدر لنا تجربته الاقتصادية ... فمرة تتجه شرقا لتصل الى ماليزيا( ومهاتير محمد تحول عندنا الى مبشر روحي اقتصادي يحاضر عندنا كالمنقذ ...) ومرة تتجه غربا الى فرنسا.... لتصل أخيرا  الى تركيا... اما النتائج الكارثية لهذا الحوصان فهي ماثلة للعيان فهذا مطار دمشق الدولي المنفذ بخبرات ماليزية , شاهد بسقفه الذي سقط وشكله التعيس على أن الرب واحد والفساد واحد.. ولانعرف هل صدرنا فسادنا الى ماليزيا ام اننا اخترنا الفاسد لديهم لنتعامل معه .. أما تركيا الاردوغانية فقد( شط ريق) الفريق الاقتصادي إياه الى درجة أنه فتح أسواقنا أمام المنتجات التركية أدت الى أن الميزان التجاري مع الاتراك انقلب رأسا على عقب وأصبح المستفيدون من الاستيراد من تركيا (وهم على فكرة قلة من المنتفعين) يستوردون لنا كل شيء حتى ما اشتهرنا عبر التاريخ بانتاجه ضاربين عرض الحائط بالمتضررين من اقتصاديينا وصناعيينا الوطنيين ومن صغار الكسبة الحقيقيين الذين قذفوا الى الشارع بلا عمل ...هل تعرفون لماذا خرج أهالي سقبا وحمورية لاول مرة في المظاهرات؟؟؟ لان رجال ونساء هاتين البلدتين اللتين اشتهرتا لسنوات  طوال بانتاج الموبيليا المنزلية والمكتبية أصبحوا بلا عمل  لعجزهم عن منافسة الموبيليا التركية التي حرقت الاخضر واليابس وغزت أسواق سورية كلها ...

 

قد يظن البعض أننا نظلم الحكومة السابقة ولكن حقيقة الامر أن ما اقترفته بحق أبناء البلد يحتاج لسنوات طوال لمعالجته ؟؟؟هل لاحد ان يقدم لنا رقما حقيقيا قدمته الحكومة السابقة ولم تسرب عبر مساربها الاخرى عدة أرقام قريبة أو بعيدة عن الرقم الحقيقي ؟ من يعرف الآن كم في سورية من رؤوس أغنام العواس ؟؟والتي كان يتم تصديرها لمصلحة البعض حتى فنيت !!!واصبح السوريون يأكلون لحم الجواميس المستوردة من الهند والسند وأمريكا اللاتينية (وهنا نشير الى أن المحاولات مع الحكومة الجديدة ما زالت مستمرة للسماح بتصدير العواس على أساس أرقام مغلوطة لاعداد القطيع) ومن يعرف عدد الفقراء في سورية مع فذلكات الحد الادنى والحد الاعلى لخط الفقر ؟؟؟...بل ان الارقام الحقيقية للخطة الخمسية التي أشرفت الحكومة السابقة على التخطيط لها والاشراف على تنفيذها لايعلمها الا الله وعمنا أبو منير ونائبه الهمام لم يحتملا رئيس هيئة تخطيط الدولة الاسبق عندما أعلن الرجل في مؤتمر صحفي بعض الحقائق عن فشل  الخطة الخمسية والدخل الوطني وأعداد الفقراء في سورية ولم يتحمل مشروع اعفائه الا يومين ...

 

هل نحدثكم عن صدأ القمح والمعلومات المتضاربة التي سربتها الحكومة السابقة عن كميات ومساحات حقول القمح لنفاجأ بمحصول قمح يقل كثيرا عما روج الحديث عنه !!!أم نحدثكم عن شركات التطوير العقاري التي سلمت أراض بتراب الفلوس لاقامة مشاريع وهمية عليها لم نر منها الا قص شريط الاحتفالات ووضع أحجار الاساس ..أما التنفيذ فعلمه عند الله ...أم نتذكر أرقام السياحة الخلبية واحتساب المغتربين السوريين وسائقي خطوط عمان دمشق وبيروت دمشق وبغداد دمشق ..الخ  كسواح دخلوا سورية وباتوا آلاف الليالي السياحية وصرفوا المليارات التي دعمت الاقتصاد الوطني....أم نسأل الحكومة السابقة أين هي قراراتكم الحكيمة في حل مشاكل معامل وشركات القطاع العام الذي استمر في تدهوره وخسائره دون أن تتخذ الحكومة السابقة قرارا واحدا ينقذ الاقتصاد الوطني من وطأة متوالية الخسائر والمليارات الضائعة والمنهوبة في القطاع العام ...وغيره ..وغيره ...وغيره.

 

أما أسوأ ماقامت به الحكومة السابقة فهما أمران قضيا على كل شفافية ومصداقية لعمل وزرائها ومدرائها ومفاصلها التنفيذية ..الامر الاول هو القضاء تماما على دور الاعلام السوري ووضعه في عباءة الحكومة بأساليب مختلفة منها الزجري والعقابي ومنها ما أخذ طابع الرشوة لبعض الاعلاميين .. وصولا الى نتيجة مختصرها  منع انتقاد الحكومة أو المس باي من أعضائها والاكتفاء بالتطبيل والتزمير لرئيس الحكومة وأعضائها والتمجيد بجهوده وسهرهم ليل نهار على مصلحة المواطنين وتنفيذ الخطط بأرقام أقل ما يقال فيها بأنها خلبية وتحويل الاعلام الى تابع للحكومة ووزرائها ومحافظيها ..ولم تنفع جميع الوسائل التي عرضها الاعلاميون في القطاعين العام والخاص في اقناع أبو منير ووزرائه بأنهم لايملكون الاعلام الوطني... بل أن تقسيم الاعلام وللأسف الشديد كان يتم على أساس جزء مع الحكومة فهو وطني وجزء يمكن اصلاحه فهو نصف وطني ... أما الجزء الثالث فهو الذي يعمل تحت العبارة المشهورة حسبي الله ونعم الوكيل ...

 

هذا عن الاعلام أما الامر الخطير الاخر فهو الرقابة والتفتيش والتي حولت أجهزتها كافة الى هيئات بيروقراطية لاحول لها ولا قوة خاضعة بالمطلق لمشيئة وقرارات وتوجهات الحكومة ورئيسها حصرا وتحولت تقاريرها الى أسلحة فتاكة تقضي على البعض وترمي بهم في غياهب المجهول أو أن هذه التقارير ترمى في أدراج الحكومة مهما كانت صادقة ومهما كان الضرر الذي تبحث فيه كبيرا لمصلحة البلد واقتصادها  وتحولت الحكومة الى خصم وحكم بذات الوقت ..وويل لمن يخالف توجهاتها أو يخرج عن طاعتها ..

وعود على بدء... ألم يحن الوقت بعد لاطلاق اليد- في  الاعلام على أقل تقدير- لكشف المستور و(فش قلب) المواطنين مما فعلته بهم الحكومة السابقة ؟؟؟ وهذه دعوة نوجهها الى اعلامنا الوطني بأن يمارس دوره الوطني الحقيقي بمتابعة أمور ونشاطات الحكومة الحالية وكشف كل الاخطاء والارتكابات التي قد تحصل حتى لا يقع الفأس في الرأس مرة ثانية ويخرج متظاهرون جدد من سياسات الحكومة الحالية جارين وراءهم من يصرخ (فليسقط واحد من فوووووووء)...  وللحديث بقية    

ابن البلد

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.