تعد محافظة السويداء من أغنى المناطق في التنوع النباتي, حيث يوجد فيها نحو /960/ نوعا من الأصول النباتية وغيرها، وتمثل حراج السنديان والبلوط المتبقي على السفوح الشرقية لجبل العرب، بعد التراجع الكبير في المساحات الخضراء، متنفساً طبيعياً شبه وحيد
في جنوب القطر, إذ يبلغ إجمالي المساحات الحراجية /8076/هكتاراً، منها حوالي /3376/ هكتاراً من الحراج الطبيعي، و/4470/ هكتارا من الحراج الاصطناعي والتي تنفذ ضمن برنامج وطني منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، إلا أن التعديات بأشكالها المختلفة والزحف العمراني يهددان بتآكل الحراج الطبيعي والذي لا تتجاوز مساحته /2% / من المساحة الإجمالية للمحافظة.
ومن هنا كانت المطالبات والجهود والتي أثمرت في إقامة محميتين طبيعيتين هما محمية (الضمنة) على مساحة /650/ هكتارا في مدينة السويداء ومحمية (اللجاة), حيث جاء قرار تبني المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بترشيح سورية من أصل /26/ محمية طبيعية لتكون أول (محمية إنسان ومحيط حيوي) في سورية حدثاً بالغ الأهمية.
وقد علق مدير زراعة السويداء المهندس بسام الجرمقاني على قرار اليونسكو بقوله: "يعد هذا القرار إنجازاً كبيراً لسورية وللسويداء وتتويجاً للجهود الكبيرة المبذولة من المحافظة ووزارتي الزراعة والإدارة المحلية والبيئة, بهدف إحداث تغيرات إيجابية، مناخية وبيئية واقتصادية وثقافية والحفاظ على التوازن البيئي وحماية الموارد".
وأوضح الجرمقاني أن: "قرار وزير الزراعة الذي صدر منتصف عام /2006/, رسم حدود محمية (اللجاة) على مساحة/ 2000 / هكتار من إجمالي مساحة اللجاة والبالغة / 15/ ألف هكتار منها /9000 / هكتار ضمن أراضي المحافظة, وقد قسمت المحمية إلى ثلاث مناطق هي: (منطقة النواة - منطقة وقاية -المنطقة التشاركية).
كما حدد الهدف من إنشائها بالحفاظ على النظام البيئي والعناصر المكونة له من تزايد التدهور والانقراض وتوفير الظروف المناسبة للتجدد الطبيعي وإعادة الحياة البرية إلى سابق عهدها والحفاظ على المناظر الطبيعية وتنشيط السياحة البيئية وإعادة الغطاء النباتي".
طريق الحج
تحتوي محميتا الضمنة واللجاة على مجموعة كبيرة من الأصول الوراثية للكثير من النباتات مثل الشعير والعدس البري, وأنواع عديدة من الأشجار الحراجية مثل السنديان واللوز البري والبطم, كما تحتوي على مجموعة من الحيوانات البرية والطيور مثل الذئب والضبع والحجل.
وحفاظاً على التوازن البيئي وحماية الموارد الطبيعية من الاستغلال الجائر, تقوم مصلحة الحراج, دائرة التنوع الحيوي, بدراسة النباتات والحيوانات البرية في مواقع الحراج الطبيعية والاصطناعية, وتمتاز اللجاة ببعدها التاريخي والبيئي المميز، كونها سكنت في الألف السابع قبل الميلاد وازدهرت في العصرين اليوناني والروماني, فشقت فيها الطرق, وأقيمت أبراج المراقبة وبنيت فيها المعابد والقصور والأديرة واستراحات الفرسان, كما شكلت معقلاً للثوار الذين تصدوا, من على ترابها للحملات الاستعمارية على سورية والجبل ولمجاهدي الثورة السورية الكبرى والحصن المنيع لهم.. كما يمر بها (طريق الحج) الذي كانت تسلكه القوافل العربية.
وتقدر مساحتها كاملة بـ /15/ ألف هكتار، وتمتاز بغناها بالمغاور والكهوف والمعالم الطبيعية والآثار التي ما زالت شاهدة على حضارات تعاقبت منذ آلاف السنين, كما أن المنطقة غنية بالمياه الجوفية الجديرة بالاهتمام.
