.. حتى لا ننسى!!. فمنذ البداية دفعت واشنطن ولندن وباريس المعارضة السورية إلى الاقتناع بأنها معها، وبأن الأسد غير شرعي وبأنه لن يبقى في الحُكم أكثر من أسابيع!!.
ومثل المضبوعين (... )حولوا التظاهرات السلمية في مدن سوريا وقراها إلى حمل السلاح، وتحوّل النظام (....) للصدام مع سلاح المعارضة. وهكذا صرنا أمام حرب أهلية وحرب إقليمية!!.
وحتى نفهم!! فواشنطن الآن وباريس ولندن تدفع بالمعارضة الاخوانية إلى العنف في مواجهة النظام الانتقالي. بتأييد المعارضة المظلومة، وبالتنديد «بالمذبحة»، وبقمع «التظاهر السلمي»!!.
وحتى تكتمل المسرحية بدأ «القلق» يجتاح العلاقات المصرية – الأميركية. بالتهديد بوقف المساعدات ووقف تزويد الجيش برفقة طائرات F16، ووقف مناورات «النجم الساطع» التي تجري كل عامين بمشاركة الجيش الاميركي ووحدات أطلسية أوروبية وتركية.
المطلوب الآن نقل مبدأ المعارضة والموالاة إلى مبدأ الحقد ونفي الآخر، ونقل الخلاف والاختلاف إلى مظاهرات الحرق والتدمير وإجراءات الأمن القاسية، ثم تبدأ حرب أهلية او ما يشبهها، وقد بدأت بالفعل في سيناء، ويجب أن لا نضحك على بعضنا «فالإرهابيون» هم تنظيم في الاخوان، وتسليحهم تمّ ويتم عبر اخوان في ليبيا وفي غزة، وتمويلهم هو من تمويل الاخوان، ، ومن صناديق «خيرية» لبعض الدول.
بدأ السيناريو في مصر كما بدأ في سوريا، وقد يتكرر الآن في ليبيا، فقوى الهيمنة الدولية لا تريد لهذه المنطقة إلا الفوضى، والتقاتل والدم، فهذا ضمان إبقاء النفط العربي حبيس الخوف، وحبيس قواعد «الأصدقاء» العسكرية، وضمان امن إسرائيل وتوسعها إلى ما هو ابعد من فلسطين التاريخية, والجولان.. فقد انسحبت من لبنان تكتيكياً ودون معاهدة سلام لأنها تريد ان تعود لان مياه لبنان ونفطه وغازه في البحر هو حاجة ومساحة حيوية لرفاه الإسرائيليين.
هناك الآن مناطق نفوذ إسرائيلية جنوب مصر في اريتريا والحبشة والسودان الجنوبي. وهناك خطط لشمال سيناء وغزة. وهناك خطط للعراق المجزأ. وما نسميه الآن بعدم وضوح الرؤية لدى واشنطن وحلفائها, قد يكون صحيحاً حتى يكون في خدمة الأهداف الصهيونية, وإذا لم يكن صحيحاً فهو جزء من تتويه المنطقة العربية وضياع بوصلة قادتها, وانجرار الجميع إلى مغارة الضبع!!
طارق مصاروة
