تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وأخيراً فعلها الجيش المصري!!

                                                                                                                                     14/8/2013

لفتني وأنا أتصفح عناوين الأخبار اليوم الأربعاء، أخبار وكالة رويترز حيث أنها بمعظمها تدور حول الشأن المصري، ولكن ما لفت أكثر هو أن هذه الأخبار يغلب عليها موضوعين رئيسيين؛ الأول، العنف الذي مارسه الإخوان في مصر، وإليكم بعض النماذج من العناوين، كما وردت:

 أعلنت الداخلية اعتقال 150 شخصا، بينهم مسلحون في ميدان النهضة.. ألقى مؤيدو مرسي بالسويس كرات اللهب والمولوتوف تجاه كنيسة الراعي الصالح بشارع الجيش بالسويس..  وفي المنيا، قام أنصار مرسي بإحراق ثلاث كنائس قبطية بشكل جزئي.. وفي سوهاج القى أنصار مرسي زجاجات حارقة على كنيسة مار جرجس.. وأحرقوا 3 مدرعات تابعة للجيش.. وقام المئات من أنصار الرئيس المعزول بإشعال النيران في مركز شرطة الغنايم ومجلس مدينة الغنايم.. الحكومة المصرية تطالب انصار الرئيس المعزول بوقف التحريض على العنف.. التلفزيون مقتل 6 من قوات الأمن المصرية في القاهرة.. مؤيدو مرسي يضرمون النار في سيارات للشرطة بعد فض اعتصامين.. اشتباكات بين مؤيدي مرسي والشرطة في المنيا وأسيوط... الخ.    

والموضوع الثاني، هو الأثر الاقتصادي للعنف الإخواني: البورصة المصرية تتكبد خسائر وسط أعمال عنف مع فض اعتصامين لمؤيدي مرسي.. انخفاض سهم سنتامين مع تصاعد الازمة في مصر.. تعطيل عمل البنوك والبورصة في مصر غدا الخميس مع تزايد أعمال العنف.. بورصة مصر تتراجع 7ر1في المئة وسط أعمال العنف.. وزير التخطيط المصري الدين الخارجي على مصر وصلت قيمته إلى 45 مليار دولار.

إذن؛ النتيجة المباشرة للتصعيد الإخواني هي انعدام الأمن والاستقرار والضرر بالاقتصاد المصري والسياحة المصرية. فمنذ أكثر من أربعين يوماً وأنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي يغلقون عدّة مناطق ويعرقلون الحياة في العاصمة المصرية وعدّة مدن أخرى. لقد مارسوا كلّ انواع القمع والتعسف والتخريب والتهديد والفوضى والتسلط منذ ان وصلوا إلى الحكم قبل أكثر من عام، مما دفع غالبية الشعب المصري إلى الخروج والتظاهر ضد وجودهم وحكمهم للتعبير عن رفضهم، ولكنهم لا يريدون أن يفهموا.

لقد حصل الإخوان على أفضل فرصة ذهبية للحكم في مصر، وصلتهم على طبق من ذهب بعد ثورة 25 يناير، لتقديم أفضل نموذج لحكمهم وإدارتهم في المنطقة، وليؤسسوا إلى مرحلة جديدة تخصهم، ولكن الإخوان أثبتوا خلال الفترة الماضية ضيق أفقهم وفشلهم ورعونتهم وشبقهم للحكم، وفقط للحكم والسلطة والسيطرة والتشبث بالكرسي والتجبّر. ما قام به الإخوان في مصر أضرّ بالدولة المصرية والشعب المصري والمكانة المصرية على الصعيد العربي والإقليمي والعالمي. لقد عطّل الإخوان بسلوكهم الأناني التسلطي كلّ عمليات البناء والاستقرار والاقتصاد وهددوا كيان الدولة والمجتمع المصري بشكل خطير ومريب لاسيما بعدما انكشفت علاقاتهم مع الغرب وتعهداتهم لحماية مصالحه وحماية كيان العدو الإسرائيلي، وتغطيتهم لكلّ النفاق والخداع الذي يمارسونه بستار الدين واللحى الطويلة وتكفير الآخرين!!

لم يترك الإخوان أمام الجيش المصري خياراً غير التدخل العسكري لإنهاء حالة الفوضى والتمرد والفساد التي قادها الإخوان في مصر. فهؤلاء لا يفهمون غير منطق القوة لأنه منطقهم ووسيلتهم لتحقيق غاياتهم، وما مارسوه في مصر اليوم من شتى أنواع العنف ضد أفراد الجيش المصري والشعب المصري يؤكد على عقليتهم البلطجية وأسلوبهم المتخلف. ولكن الأبشع أنهم لا يخجلون من التستر بالدين لتبرير أعمالهم القذرة ووقاحتهم. والإرهاب الذي قاموا به ضد بقية أفراد الشعب المصري وحرق الكنائس وقتل الجنود والأعمال الوحشية وتخريب الممتلكات يظهر بكل وضوح بُعدهم عن جوهر الدين وكذب إيمانهم وضلالهم.

مصر فوق الجميع، ولا يحق لأي كان أن يتعرّض لأمنها واستقرارها ومكانتها. ومصر أيضاً ركن أساسي في استقرار المنطقة وأمنها، وأي خلل بهذه الثوابت يضعف المنطقة كلها لصالح العدو الإسرائيلي المتربص بنا جميعاً. نأمل أن يتمكن الجيش المصري من إعادة الأمن والاستقرار سريعاً إلى ربوع مصر حتى تعود لمكانتها ودورها القومي والعروبي!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.