تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فلسطين.. الحمل الكاذب!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                                            1/8/2013

 

منذ أن أعلن عن استئنافها، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن الإنجازات الإسرائيلية التي تتحقق من معاودة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وبدأت تكشف عن أسباب الاستعجال بالعودة لهذه المفاوضات.. ولكن في هذه وتلك، لم يكن هناك أي حديث عن إقامة السلام الشامل والعادل أو إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة أو عودة اللاجئين الفلسطينيين، ناهيك الحديث عن العودة إلى حدود عام 1967.

في الأسباب الأساسية وراء الإلحاح على استئناف المفاوضات، كان الخوف من مواجهة ساخنة بين إسرائيل والفلسطينيين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول المقبل. بمعنى آخر، وفّرت المفاوضات من الآن ولمدة تسعة أشهر، غطاء لإسرائيل للهروب من المواجهة الدولية في الأمم المتحدة، وأعطتها مهلة لتتكيّف مع قرار الأوروبيين بشأن المستوطنات الإسرائيلية، حيث ستأخذ إسرائيل وقتها ـ وزيادةـ  لتفريغ القرار أو للالتفاف عليه. إذن في الأسباب بحث إسرائيلي عن تخفيف المواقف الدولية والاحتماء بالمفاوضات مع الفلسطينيين، والاستعداد لتطورات المنطقة وأوضاعها، التي سيساهم مرور هذا الوقت بنضجها وتوضيحها، سواء في مصر أو سورية، أو غيرهما؛ وحتى ذلك الحين،فإن نتنياهو أخذ بالقاعدة المبنية على قصة إما يموت الملك أو يموت الحمار...!! وتكون إسرائيل قد حسّنت صورتها في العالم، لاسيما مع إنشاء قناة تلفزيونية إسرائيلية لهذا الغرض خصيصاً!!

أما في الإنجازات الإسرائيلية؛ فأولها أنْ تجري معظم المفاوضات في الشرق الأوسط بعيداً عن الحضور الأميركي المباشر، لماذا؟ لأنه لن يكون هناك شاهد ولا رقيب على تصرفات الإسرائيليين وماذا يفعلون، وكيف سيلتفون على كلّ المبادئ والأسس والقرارات وكيف سيدمّرون كل عملية التفاوض إذا لم يأخذوا كل ما يريدون منها، وبالمقابل، سيحملون الفلسطينيين مسؤولية ذلك لإدانتهم عربياً وعالمياً!! ما الدليل؟ هو سوء النية الواضح من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في استغلال الإفراج عن مائة أسير فلسطيني ـ وبنفس الوقت وبنفس القلم ـ للموافقة على بناء أكثر من 5000 وحدة سكنية. ألا ينسف هذا القرار الاستيطاني أسس المفاوضات ويدمرها ويفضح حقيقة النوايا الإسرائيلية، إذ أن أحد شروط العودة للمفاوضات عدم قيام أي من الطرفين باتخاذ خطوات أحادية قد تدمر المفاوضات؟!

وزاد في ارتياح إسرائيل تكرار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الهدف هو «وضع حد للنزاع وإنهاء المطالب» في الربيع المقبل، لأنه تضمن المطلب الإسرائيلي الدائم بإنهاء النزاع «والمطالب» وتدشين المفاوضات من دون الإشارة إلى خطوط العام 1967. هل بعد هذا هناك حاجة للتذكير بمن هو المندوب الأمريكي اليهودي مارتن أنديك الذي سيقود المفاوضات؟

بالمقابل، على ماذا حصل الفلسطينيون؟! ربما تلخصه صحيفة يديعوت أحرونوت؛ "أنّ إسرائيل ستعلن سلسلة خطوات لتسهيل ظروف حياة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة خلال فترة تمتد بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع"! هل من تعليق؟ نترك الأيام تكشف ما سيكون، ونأمل أن يكون أفضل مما كان حتى الآن.

إذن لماذا تحديد التسعة أشهر؟ هل فترة المفاوضات هي "فترة حمل" ستولد بعدها الدولة الفلسطينية!! يديعوت أحرونوت أفادت أيضاً، أن مارتن أنديك معنيٌّ بإجراء مراسم احتفالية، في الربيع المقبل، لتوقيع اتفاقية السلام وإعلان إنهاء النزاع و"انتهاء" المطالب بين الطرفين. هل حقاً تنتهي المطالب!! إن ما يقال من إعلام وتصريحات يُشعِر المرء أن هناك آلة رهيبة تضخّ وتعمل بشكل مريب وغريب وفعّال بحيث تجعل العقل ممنوع من التوقف ولو للحظة للتفكير بحقيقة سيل المعلومات التي تتدفق والتي تشكل قناعاتنا دون أن ندري!!

كل المؤشرات تقول إن "الحمل سيكون كاذباً"، وأنه لن تكون هناك دولة فلسطين بعد تسعة أشهر. نأمل ونتمنى ونرجو أن نكون مخطئين، ولكن كما يقال: لو بدها تمطر، كانت غيّمت!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.