تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل تعيد سورية علاقاتها بـ"حماس"؟!

                                                                                                                                                           29/7/2013

 

تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا معلومات عن أن ايران وحزب الله يعملان على اعادة التفكير في العلاقات مع حركة حماس وإعادة التعاون مع الحركة حماية للفلسطينيين وتجنبا لارتمائهم في مدارك هاوية لا يعرف أحد منتهاها ..وهذه المعلومات تطرح علينا تساؤلا ممكنا عن العلاقة بين سورية وحماس ؟؟ وهل ترضى سورية شعبا وقيادة  بإعادة حركة حماس إلى سورية؟ سؤال يبدو من الصعب الإجابة عنه، ولكن بالمنطق السياسي؛ لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، فكيف بين الإخوة!! ولكن هل يمكن أن تغفر أخطاء وارتكابات قيادات حماس بحق سورية والسوريين لاسيما بعد دعمهم المشروع التركي الأردوغاني  التخريبي ضد سورية؟!

المؤيدون للدولة السورية والمعادون لها لا يتمنّون إعادة قادة حماس إلى سورية، ولكل أسبابه بالطبع؛ المؤيدون يعتبرون بما معناه أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، وأن قيادة حماس التي غدرت بسورية وخانت وتنكرت للمواقف القومية السورية، قد تكرر فعلتها إن تكررت ظروف مواتية لذلك. أما المعارضون للدولة السورية ولعودة العلاقات بين حماس وسورية، فإنهم لا يريدون لحلف المقاومة أن يزداد قوة من جديد، بعدما كانت حماس خلعت أحد أطرافه عندما انتقلت للحضن القطري ـ التركي الإخواني.

السؤال، ماذا لو تركت حماس وحدها بدون دعم عربي خارجي يحفظ المقاومة؟ ماذا سيحصل لها كطرف مقاوم يواجه إسرائيل، أم أنّ حماس تخلت عن مواجهة إسرائيل؟ قد يقول الكثيرون، هذا شأنها ومن الأفضل أن تلقى عقابها. ولكن ماذا عن الفلسطينيين الموجودين في غزة وماذا عن المقاومة وإسرائيل أسعد السعداء بما آل إليه وضع حماس؟ هنا يبدأ الكلام المفيد: إذا أرادات حماس أن تغفر لها سورية فعلتها، فعليها قبل أن تأتي بأي حراك تصالحي باتجاه سورية أن تقوم ببعض الخطوات المهمة لتتلو فعل الندامة وتثبت أنها حقاً تستحق إعادة النظر فيها وبوضعها وبالعلاقات معها:

أولاً، الاعتراف علناً وبشكل صريح بأخطائها وخيانتها لسورية وبكل ما قامت به في هذا السياق، وبأنها غلّبت المنطق الإخواني الضيّق في موقفها من الشأن الداخلي السوري على منطق المقاومة وعلى المصلحة السورية، وأنها تدخلت بالأزمة السورية بشكل يكسر العلاقة القائمة بين الإخوة، حين تبنت موقف المعارضة والمسلحين والإرهابيين ضد الدولة السورية التي تحملت وعانت ولا تزال، بسبب دعمها للمقاومة الفلسطينية ولاسيما حركة حماس. وهذا يترتب عليه؛

ثانياً، تحميل قيادات حماس التي مارست الأخطاء السابقة المسؤولية الكاملة ومحاسبتها وعزلها عن أماكن تواجدها في العمل والقرار السياسي والعسكري لتنقية الأجواء وتأكيد حسن النية والرغبة الحقيقية بأن تتجدد العلاقات مع سورية قلب المقاومة. فهل يمكن مثلاً، لخالد مشعل أن يمشط لحيته في دمشق من جديد ويدّعي المقاومة، بعدما فعل!! سورية لم تكن بحاجة لدعم هؤلاء ولكن كان عليهم أن يكفّوا أذاهم عنها على الأقل، وهذا لم يحصل.

ثالثاً، وهذا هو الأهم؛ تبني خيار المقاومة والعمل الحقيقي عليه. وهذا يعني الكثير ولا داعي للخوض في تفاصيله هنا. ولكن لتبني هذا الخيار مقومات وشروط وملامح وأسس تتضح من خلال الممارسة. أما قادة حماس الحاليون فمن الواضح أنهم يتبنون خيار البقاء على الكراسي والإمساك بالحكم، والتحريض ضد الآخرين والتدخل في شؤونهم الداخلية، وهذا يفسد المقاومة ويؤذيها، بل ويحرّض عليها ويشوّه صورتها، وهو عمل لا يؤدي إلى نتيجة، ولا يرتبط بأهداف المقاومة بل بالفكر الإخواني لبعض قادة حماس ممن تسلموا وتلقوا "الشنط" المحمّلة بالدولارات وممن أسكرتهم نشوة انتصار الإخوان في مصر وتونس وتركيا وأغراهم إعلام قطر ووسوس لهم.. ولم يكونوا ينتظروا أ يتوقعوا هذا السقوط السريع المريع لمشروعهم.

القرار بيد قيادة حماس. والأمر لا يحتاج إلى المراوغة واللف والدوران والكذب كما يفعل الإخوان في مصر حالياً. الأمر يحتاج إلى الجرأة والشجاعة وتقديم مصلحة الوطن والشعب الفلسطيني على المصالح الشخصية، من جانب قيادة "الحركة الإسلامية" التي عليها أن تذكر وتتذكر أيضاً أن الرجوع عن الخطأ فضيلة، فكيف الرجوع عن الأخطاء والخيانة؟! ويجب أن يتم هذا الأمر بسرعة وبشكل واضح قبل فوات الأوان، وقبل أن تضيف حماس أخطاء جديدة للأخطاء والتصرفات السيئة السابقة. وعندما تنتهي من ذلك، يمكنها التوجه لمخاطبة الآخرين!!

هل توافق سورية على عودة حماس؟ القيادة السورية تتمتع بالواقعية السياسية والبراغماتية العملية، وهي وافقت سابقاً على عودة وليد جنبلاط وغيره من السياسيين اللبنانيين إلى سورية، رغم كل مساوئهم ومواقفهم السيئة، مُقدّمةً بذلك المصلحة القومية والوطنية على كل شيء. إذا ارتأت سورية أن المصلحة القومية والوطنية ودعم المقاومة يقتضي أن تعود حماس ـ بعد تصحيح الأخطاء والتبرؤ من كل ما قامت به ضد سورية وعلناً ـ "فقد" لا تمانع من عودتها المشروطة ووفق أسس جديدة يتم تحديدها!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.