تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مفاوضات أم إملاءات!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                              27/7/2013

يتجه الوفد الفلسطيني إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، لبدء جولة جديدة من المفاوضات مع الإسرائيليين. الجولة هي الألف ـ ربما ـ وقد تكون من دون نتائج للجانب الفلسطيني، كالعادة؛ فلا الأرض تحررت ولا اللاجئون المشتتون عادوا إلى وطنهم، ولا إسرائيل انسحبت من أرض الأهل والأجداد والأحفاد، ولا من المقدسات أيضاً!!

ماذا سيتمكن الوفد الفلسطيني من تحقيقه؟ الجواب، إنه في ظل موازين القوى القائمة والوضع الفلسطيني المنقسم، وتخلي الرئيس الفلسطيني حتى عن التلويح بفكرة المقاومة المسلحة، والوضع العربي الواهن، وفي ظل غياب سورية، والدعم الدولي؛ يمكن القول باختصار؛ لا شيء. إذن لماذا الذهاب إلى المفاوضات؟ لتحقيق أشياء أخرى يمكن تلخيصها بالقول: الحفاظ أقله على الوضع الراهن، بما فيه الرضى الأمريكي السياسي والمالي ومنه تفرعاته الخليجية.

بالمقابل، تذهب إسرائيل للمفاوضات، وفي جعبتها عدة نقاط: وضع عسكري قوي لا يقارن بما يمتلكه الفلسطينيون؛ دعم وغطاء أمريكي منحاز لها، سياسي وعسكري ودبلوماسي ومادي، ومعه دعم أوروبي مماثل؛ سيطرة واسعة على الأرض، وخبرة تفاوضية هائلة وقدرة على الكذب والالتفاف والمناورة والتراجع عن الالتزامات والتعهدات دون محاسبة.

القاعدة العامة، اثنان لا يذهبان للمفاوضات؛ قوي لا يريد التنازل عن أي مكاسب، وضعيف لا يريد خسارة مكاسب أخرى أو لا يستطيع تحقيق أي مكاسب إضافية؛ ولكن في خرق مزدوج لهذه القاعدة يذهب الاثنان للمفاوضات؛ القوي والضعيف وبطلب وأمر أمريكي ضاغطين: فماذا ستكون النتيجة؟ النتيجة أن القوي سيحقق المزيد من النقاط والمكاسب، والضعيف سيخسر المزيد من النقاط والتراجع، وبأحسن الأحوال يُبقي ما هو قائم على قيامته.

أمر آخر، "قد" يضيف إلى ضعف الموقف الفلسطيني الضعيف أصلاً، وهو وجود الوزيرة تسيبي ليفني على رأس الوفد الإسرائيلي المفاوض. ليفني كانت قد اعترفت سابقاً أنها عملت لصالح الاستخبارات الإسرائيلية وحصلت على فتوى من الحاخام الإسرائيلي الأكبر لمضاجعة بعض المسؤولين العرب للحصول منهم على المعلومات (في أسلوب يشبه إلى حدّ بعيد فكرة جهاد الأسرّة، أو جهاد النكاح). لم تقل ليفني من هؤلاء حفاظاً على "علاقاتهم الزوجية"، أو بالأصح؛ للاستمرار بابتزازهم بشكل دائم. ولكن يمكن القول بأنهم كانوا ممن التقتهم؛ والمعروف منهم، حَمَدَيْ قطر والشخصيات الفلسطينية. هل كان مصادفة أن تكون ليفني على رأس الوفد الإسرائيلي؟! نأمل ألا يكون أي من عضاء الوفد الفلسطيني المفاوض ولاسيما رئيسه صائب عريقات، قد تورطوا مع الذئبة ليفني، ونأمل ألا يتورط أحد منهم معها في واشنطن!!

فلسطين.. القدس.. صفد.. حيفا.. الناصرة.. الأقصى.. مهد المسيح.. الذاكرة.. كل ما تعلمناه في كتب التاريخ!! إلى هذا الحدّ؟

أجل، وهل غريب أو جديد على العرب هذا؟!

واحسرتاه!!

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.