تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل تموّل السعودية حرباً إسرائيلية على لبنان وسورية

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                          25/7/2013

لم تعد المملكة العربية السعودية تخفي سياستها في المنطقة؛ العدو الأول للمملكة الوهابية موجود في بيروت ودمشق وبغداد وطهران. أما في فلسطين المحتلة، فلا أحد يتكلم في إعلام المملكة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المقدّسة، اللهم إلا لإلقاء اللوم على الفلسطينيين فيما آلت إليه أوضاعهم.

من يتابع إعلام المملكة المقروء والمرئي والمسموع  يدرك كيف أن السعودية تقود حرباً علنية كاملة؛ إعلامية وسياسية ومالية ودبلوماسية وعسكرية ضد لبنان وسورية والعراق وإيران. لم يعد الكتّاب السعوديون يستحون من الدعوة إلى تفجير الأوضاع في هذه الدول وتسليح المخربين الموجودين فيها، ويبررون ذلك بحجج أصبحت مكررة وممجوجة وأسخف من السخف نفسه، ولكن أقبحها أن المملكة المتطرفة تدافع عن شعوب هذه الدول. ومنذ بعض الوقت بدأت  السعودية تضيف لقائمة هجومها الصريح دولة روسيا الاتحادية لأنها تساند الدولة السورية. وتخطت السعودية قاعدة جورج بوش الابن؛ من ليس معنا فهو ضدّنا، لتحاول تطبيق قاعدة؛ من لا ينفّذ ما نريد فهو ضدّنا!! السعودية تدير الحرب العسكرية مباشرة في سورية والعراق وربما لاحقاً وبشكل أعنف في لبنان.

أسامة بن لادن لم يمت، لأن فكره المتطرف هو من يدير المملكة السعودية. والأسوأ أن المملكة تحاول فرض سياستها على بقية إمارات الخليج الهلامية. ما يعتبره الكتّاب السعوديون قمة الحكمة (طارق الحميد، الشرق الأوسط 25/7/2013) "هو قيام الخليج بتسليح الإرهابيين في سورية"، هذا بعدما استحت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من القيام بذلك علناً، وتراجعت أمام شعوبها عن دعم الإرهابيين التكفيريين المجرمين الذين يقاتلون في سورية ويقومون بأعمال يندى لها الجبين.

ربما تضطر الجهات المتطرفة التي تقود دفّة السياسة الخارجية في السعودية إلى الطلب من إسرائيل شنّ حرب على سورية ولبنان إن فشلت في ترويض البلدين (وهي فشلت وستفشل حتماً في ذلك، وستدفع ثمن هذا الغباء المستفحل لاحقاً)، وتقوم بتمويل هذه الحرب إن رضيت إسرائيل وتجرأت على خوضها. فسياسة الانتحار التي تمارسها السعودية غبيّة وقصيرة النظر ولا تقرأ الواقع والمعطيات بشكل صحيح وإستراتيجي، واعتمادها على المال النفطي الذي تملكه لشراء الناس والمواقف قد يمنحها تقدماً مرحلياً أو تكتيكياً، ولكنه لن يؤمن لها أي نصر إستراتيجي في النهاية، أو حتى تفاوضي.

الحكمة التي يتحدث عنها الكتّاب السعوديون هي قمة الجهل والغباء، وعلى قاعدة "الله يطعمهم الحج والناس راجعة"!! فإذا كان الغرب الأطلسي يخشى دخول الحرب في سورية وأهوالها وتكاليفها ونتائجها وارتداداتها، فكيف تدفع السعودية بهذا الاتجاه الأحمق!!

ما قامت وتقوم به السعودية للتخريب في المشرق العربي يتخطى الآمال والطموحات الإسرائيلية وبرامج السياسات الإسرائيلية الأمريكية لتدمير هذه الدول شعوباً وجيوشاً وحضارة. وربما لو كانت الولايات المتحدة لتطلب من المملكة دوراً، لما تجرأت أن تطلب نصف ما تقوم به المملكة "الشقيقة" لمعاقبة هذه البلدان؛ حتى إسرائيل لم تدمّر في فلسطين مثلما تدمّر وتخرّب عصابات السعودية في سورية. لكن الخطر الكبير ليس على هذه البلدان فحسب، بل الخطر الأكبر القادم هو على المملكة نفسها عندما ستقع قريباً جداً ولن يسمّي عليها أحد!!

السعودية ليست في مأمن من الإرهاب، لأنها مصدره الأول. والسعودية محمية حتى الآن لأن قادة العراق وسورية والمقاومة في لبنان لا يريدون معاقبة الشعب السعودي البريء بسبب ما يقوم به السفهاء من قادته. لكن الأمور قد تتغيّر وما من أحد يستطيع التكهن فيما تحمله التطورات ولاسيما على مستوى الشعوب التي تعاني من الإرهاب الوهابي السعودي، والتي بدأت تراقب وتفهم وتدرك الحقائق التي غطّاها وأخفاها الإعلام الخليجي لوقت طويل!!

والسؤال الذي يطرح نفسه بسيط جداً؛ بعدما أعلنت السعودية الحرب المفتوحة على سورية والمقاومة والعراق، ماذا لو قررت هذه الأطراف الثلاثة الرّد على السلوك العدواني؟! ماذا لو قررت إيران دخول الحرب؟! نترك الجواب لبني جهل ليفكروا ويعقلوا قبل فوات الآوان!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.