تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اللي بعدو؛ حَماس؟ مَن يَذكر؟!!

8/7/2013

يعرف القاصي والداني أن الجمهورية العربية السورية تحمّلت الكثير ولا زالت بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية وبسبب دعمها لهذه القضية وبسبب إيوائها للمنظمات الفلسطينية التي تُعتبر إرهابية بنظر الغرب. ويعرف الجميع أن سورية دعمت ولم تتخل يوماً عن دعم الأشقاء الفلسطينيين؛ كانت تقطع اللقمة عن شعبها ـ وما تزال ــ لتساعد الفلسطينيين. ولا تستحي سورية بهذا بل تفاخر، ولا تحمّل سورية الفلسطينيين جميلاً لأنها تعتبر هذا واجبها وواجب كل العرب والمسلمين الدفاع عن فلسطين وعن الأقصى لتحريرهما من الاحتلال. ولأنها تعتبر هذا واجبها، فإنها تعتبر أيضاً إنه واجب الفلسطينيين أولاً؛ فلسطينيو الداخل الذين ما زالوا يعيشون تحت الاحتلال، وفلسطينيو الخارج الذين يعيشون في الشتات(الشتات؛ هل من أحد يذكر هذه الكلمة؟!!).

وفي تعامل سورية مع الفلسطينيين، فإنَّ أقربهم إليها هو أكثرهم مقاومة للعدو الإسرائيلي؛ ويوم كان خالد مشعل في دمشق، كان مكرّماً في العاصمة السورية، لأنه كان مقاوماً للعدو المحتل، وليس لأنه يمتلك فكراً نيّراً يحتذى به. كان صوت خالد مشعل مسموعاً جداً لأنه كان في دمشق، ولأنه كذلك؛ كان يحسب له الحساب!! وكان إسماعيل هنية، ومن غزة، يَجِد في دمشق متكأً وسنداً رغم حدود إمكانات دمشق المادية والاقتصادية. كان وزن خالد مشعل من وزن دمشق، وقوته من قوتها، وهيبته من هيبتها!! وكان مهماً لأنه كان يلتقي الرئيس بشار الأسد والوزير وليد المعلم، وما يمثلان كخط أول لجبهة المقاومة، ولكنْ اختارت بعض قيادات حماس مقرّاً آخر للمقاومة الفلسطينية؛ اختارت الذهاب بعيداً عن فلسطين؛ اختار خالد مشعل الدوحة؛ هل حقاً من الدوحة يمكن أن يقاوم خالد مشعل أكثر؟؟ كما يقول المثل: العرس في غزّة والطبل في الدوحة!! فعلاً الطبل الفارغ في قطر!!

مَن يريد المقاومة لا يذهب إلى قطر: في قطر لم تكن توجد مقاومة لأي شيء، في قطر كانت هناك إغراءات؛ الدولار والصفقات والمكتب الإسرائيلي!! هل كان مشعل يرفع صوته ليزيد سعره وسورية لم تكن تعلم؛ هل أرشده المفكّر العبري عزمي بشارة إلى الطريق؟ منذ متى بدأت حماس بالخيانة؟ أجل الخيانة!! خيانة سورية وقبل ذلك خيانة القضية الفلسطينية؛ حماس خانت سورية والدليل وبدون كثير كلام أن بعض الأسلحة التي أرسلت للمقاومة الفلسطينية لم تستخدم ضد إسرائيل، بل استخدمت في سورية وضد الشعب السوري مساهمة من حماس في مشروع معادٍ لسورية ويهدف لإسقاط سورية. وحماس خانت القضية الفلسطينية لأن من يريد المقاومة لا يترك سورية ويهرب من ساحة الصراع إلى فنادق قطر. لا يهمّ، لم تخسر سورية، بل هم الذين خسروا، وخسروا كل شيء، وأول شيء خسروه هو الثقة والكرامة؛ مَن يخن مرة يخون مرات آخرى!

قطر لم ولن تمنحهم أكثر مما حصلوا عليه؛ حفنة من الدولارات وفندقاً مؤقتاً للإقامة فيه حتى ينتهي دورهم، وقريباً جداً سيطردون منه لأن دورهم شارف على النهاية ومسرح قطر سيتم إغلاقه. ومصر بعد قطر، لن تأمن جانبهم ولاسيما بعد محاولة تدخلهم في الشأن الداخلي المصري في مواجهة مع الشعب المصري الذي لم يقصّر في مساعدتهم، وفي محاولتهم لعب دور سيء في موضوع أخونة الدولة المصرية. أما إذا كان خالد مشعل وإسماعيل هنية وغيرهم ينتظرون صرف شيك صراخ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فسيتنظرون كثيراً؛ وليعلموا أن البنوك التي تصرف شيكات الصراخ لم تفتتح بعد، وهو على كل حال، أي أردوغان، بدأ يعدّ أنفاسه لأن البلّ وصل إلى ذقنه!

يعلم الفلسطينيون قبل غيرهم، لو أن سورية أرادت مقايضتهم لقبضت ثمناً غالياً. قيادات حماس تعرّت تماماً بعدما تركت سورية؛ قيادات حماس بدأت تتعرّى مثل أوراق الحور في آخر الخريف العاصف!! مَن يسأل الآن عمّا يفعل خالد مشعل؟ أين هو؟ من يهتم لأمره؟ أشعر كأنه مقيم في المكسيك أو في القطب المتجمد الجنوبي، ومثله إسماعيل هنية؛ سواء منح يوسف القرضاوي الجنسية الفلسطينية أم التركية! وآخر مرّة شاهدت الإثنين في زيارة تركيا، شعرت وكأنهما متسولين أحمقين يطلبان الكرم من بخيل البصرة!

ستدفع قيادات حماس ثمن خياراتها الخاطئة، وستبقى سورية إلى جانب المقاومة الفلسطينية الحقيقية حتى تحرير فلسطين، والزمن كفيل بإجلاء كل الحقائق؛ وإلى اللقاء في القدس المحررة عمّ قريب!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.