تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لعنـة ســـوريـة!!

مصدر الصورة
tk.ameen

7/7/2013

في لغز "لعنة الفراعنة"، يسأل كثيرون؛ هل هي أرواح شريرة تطاردنا؟ هل هي غازات سامة تخرج من الأعشاب والخشب عند فتح المقبرة؟ أم الخفافيش التي فى المقابر تصيب الناس بالهذيان حتى الموت؟ أم هذه اللعنة خاصة فقط بـالملك "توت عنخ آمون" دون لعنة الفراعنة؟ لم ينتبه أحد إلا العالم كارتر مكتشف المقبرة إلى العبارة المكتوبة عند مدخل غرفة الملك التي تقول: "إن الموت يضرب بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك"، لكنه مسحها خوفاً من يراها العمال فيتوقفوا عن الحفر.

بعد بدء الأزمة في سورية، وبعد مرور أكثر من عامين على العدوان الدولي ـ الإقليمي ـ وبعض العربي على سورية، وبعد صمود سورية أمام هذه الحرب الكونية، وبداية تلمس طريق النصر وقرب رفع راياته من قبل الشعب السوري الدولة السورية والقيادة السورية، بدأ الحديث يكثر عن "لعنة سورية" أو "لعنة بشار الأسد" التي ستصيب أعداء سورية الذين شنوا الحرب الضروس على هذا البلد الطيب. فما المقصود بلعنة سورية وكيف نفهمها؟!!

لعنة سورية قد تكون مأساة ستحل بأعداء سورية لأنهم تكالبوا على هذا البلد ولم يكن قد أذى أياً منهم، بل على العكس قدّمت سورية كل الخير والمساعدة لهؤلاء. ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالخيبات التي حلّت بكل من الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي، ووزير خارجيته برنار كوشير، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وأمير قطر ورئيس وزارئه حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس المصري المخلوع محمد مرسي...الخ. وقد تكون لعنة سورية كما يقصدها البعض الآخر، العقاب الذي ستنزله سورية بأعدائها بعدما فعلوه لتدميرها وقتل شعبها، وهم يخشون ردّة الفعل السورية القادمة وبدؤوا يتحضرون لها؛ وفي أولهم إسرائيل العدو اللدود وقيادات بعض دول الخليج أيضاً!!

أما نحن فنرى في لعنة سورية ولعنة بشار الأسد أن المقصود هو الانعكاسات والارتدادات التي ستحصل في المنطقة والإقليم والعالم بسبب هذه الحرب القذرة المدمّرة على سورية!

بعد بداية الأزمة حذّر الرئيس بشار الأسد الأعداء من اللعب بالفالق السوري لأن تداعيات الاهتزاز الزلزالي السوري ستكون خطيرة على العالم كلّه. الرئيس السوري يعرف حجم سورية الحقيقي وقوة سورية الذاتية، وأهمية موقع سورية الجيوسياسي والإستراتيجي في قلب العالم، ويعرف صدْق أصدقاء سورية الحقيقيين وحاجتهم إليها مستقرة وقوية، وركناً أساسياً ثابتاً في توازن السياسة الدولية. وعليه، يعلم الرئيس بشار الأسد أن أهمية سورية ليست كأي دولة أخرى بل استثنائية بكل المقاييس، وأن الحرب عليها لتغيير موقفها وموقعها ونهجها وخطّها السياسي لن تكون سهلة ولن تكون فيها سورية وحيدة؛ لأن نتائج هذه الحرب ستنعكس على المحيط والعالم، أقلّه وبشكل مباشر؛ على أوروبا وروسيا وآسيا الغربية وشمال إفريقيا. وبالتأمل البسيط في وقائع الأحداث التي جرت خلال العامين الماضيين والتحولات التي حدثت في المنطقة، وبدأت نتائجها بالظهور والتكشف، نجد أن الرئيس الأسد لم يجانب الحقيقة، بل، وربما في جعبته الكثير مما لم يقله ولم يُظهره بعد، لأنه وكما يكرر هو دائماً، يعتبر أن المعركة طويلة ومستعد لها، وهو نَفَسُه أيضاً طويل جداً جداً، ولذلك كل شيء بالنسبة إليه يأتي في أوانه!!

ولعنة سورية أو لعنة بشار الأسد التي ستحل على الأعداء، تعني أيضاً صمود الدولة السورية عبر صمود شعبها وجيشها واقتصادها، وعبر دعم الحلفاء والأصدقاء الثابت والراسخ. ولم يعد خافياً للقاصي والداني أن كل أعداء سورية راهنوا في العامين الماضيين على سقوط الدولة السورية عبر سقوط إحدى ركائز القوة التي ذكرتها أو عبر سقوطها جميعاً، لتنهار الدولة السورية خلال أسابيع أو أشهر لينهشوا بها كالضباع. ولكن كان تفكيرهم أقصر من باعهم، بل كان أقصر من أنوفهم، وكانت مخيلاتهم أضيق من أحذيتهم. خدعوا أنفسهم وخدعوا أصدقاءهم وأصيبوا جميعاً بالخيبة والفشل. يوم نُقل عن القيادة السورية قدرتها عند الضرورة والحاجة إلى إشعال المنطقة من باب المندب إلى شمال تركيا وتدميرها في ست ساعات، استخف الكثيرون واعتبروا ذلك كلاماً للاستهلاك ورفع المعنويات، ولكن تبيّن لاحقاً أن ذلك لم يكن كلاماً للتهديد والتخويف أو أنه شيك بلا رصيد؛ كان عين الحقيقة وعِبرةً ورسالةً؛ ليضع الآخرون عقولهم في رؤوسهم كما يقال، وليتصرفوا بكامل الوعي والمسؤولية وليحذروا المغامرة، وقد بدأت تتضح الآن أبعاد الرسالة السورية في انهيارات الأعداء المتتالية مثل أحجار الدومينو!!

في لعنة الفراعنة، لم يُستبعد أن يكون الكهنة لجؤوا بغية حماية المقابر إلى استخدام السموم أو الغازات المهلكة للأعصاب، بحيث عندما تفتح المقبرة تخرج الأبخرة، فيصاب مستنشقها بالهذيان ثم الموت. وفي لعنة سورية بشار الأسد؛ أُغمي على الكثيرين من أعداء سورية ولم يبق إلا القليل منهم، ولكن اللعنة ما زالت تلاحقهم واحداً تلو الاخر، وسورية صامدة تتفرّج وتستعد لإعلان النصر بعد أن تدفنهم جميعاً في مقبرتها!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.