تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مرسي بعد صدام: مغشياً عليه في حضن السفيرة؟!

مصدر الصورة
SNS

5/7/2013

في الخامس والعشرين من تموز 1990، عقد اجتماع بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين و ابريل غلاسبي السفيرة الأميركية في بغداد آنذاك. وفي الثاني من آب من ذلك العام، اجتاح الجيش العراقي الكويت. يومها حمّل الجميع ـ وربما إلى الآن ـ السفيرة غلاسبي مسؤولية تضليل صدام حسين أو عدم إقناعه بعدم اجتياح الكويت. غلاسبي اعترفت بعد عدة سنوات؛ "ربما أنني لم أكن قادرة على اقناع صدام بأننا سنقوم بما كنا نقوله"(الحياة 15/03/2008). يومها قيل إن لقاء غلاسبي أعطى الضوء الأخضر للرئيس العراقي لاحتلال الكويت باعتبار أنها قالت له إن "الحكومة الأميركية لا تتدخل في الخلافات الحدودية بين دولتين عربيتين"، فيما نسبت السفيرة هذا الكلام إلى وزير الخارجية العراقي في عهد صدام طارق عزيز، ونفت أن تكون قد قالته؛ والله أعلم!! مهما يكن فإن النتيجة النهائية هي أن غلاسبي ربما لم تردعه ولكنها لم تمنعه!!

الحادثة نفسها تكررت بعد عشر سنوات تقريباً، على ما يبدو، بين الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي والسفيرة الأمريكية في مصر آن باترسون. فقد استقبل مرسي السيدة باترسون في الثاني من هذا الشهر وقبل خلعه بيومين. وكانت باترسون قبل ذلك بفترة طويلة تقف وبشكل علني إلى جانب الإخوان والرئيس محمد مرسي. ولذلك رُفعت لافتات في مظاهرات الأحد 28/6 المليونية الشعبية المصرية كُتب عليها تحت صورة السفيرة باترسون: الحيزبون؛ أجل طالب المصريون في تظاهرتهم التاريخية الأخيرة، برحيل الـ«حيزبون» الفاسدة آن باترسون!! ربما ساهمت الحيزبون في تعمية مرسي عن مشاهدة ملايين الشعب المصري الهادرة ضده، بكلامها المؤيد والداعم له ولجماعته، وربما اتكأ على هذا الدعم لرفض تقديم أي تنازلات!!

 ولكن فور بدء الاحتجاجات وانطلاقها، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن واشنطن لا تدعم أي طرف ضد آخر، داعياً الجميع إلى نبذ العنف، مبتعداً عن تصريحات وسلوك سفيرته الحيزبون في القاهرة. بعدها قام الجيش المصري باعتقال الرئيس مرسي وتنفيذ مطالب الشعب في مصر ولكن بوجه حضاري ومدني. وبعد تحرك الجيش المصري، كانت الادارة الأميركية تتابع بترقب الأحداث في الشارع المصري وحصرت الاتصالات الرسمية بالقيادة العسكرية من خلال اتصال لوزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

ماذا فعلت السفيرتان الأمريكيتان في كلتا الحالتين؟! هل خدعتا الرئيسين صدام حسين ومحمد مرسي؟! هل قدمتا لهما معلومات مغلوطة؟! هل مدّت السفيرتان وسائد من كلام معسول، ليغشى عليها الرئيسان الغبيان؟!! من أعطى الجيش المصري كلمة السّر بل من حدد هذه الكلمة، وساعة الصفر الحقيقية للبدء؛ العملية كانت محضّرة بشكل دقيق وبعناية فائقة وهذا واضح، والدليل الحضور الإعلامي اللافت، ليلة القبض على مرسي، لكل الرافضين لحكمه وجماعته؛ ممثل الأزهر والأقباط و"تمرد" وجبهة الإنقاذ!! لانؤمن بالصدف ولا نعتقد بحدوثها!!

أكثر من ذلك فقد اعتبرت افتتاحية الوطن السعودية(1/7/2013) أن "تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بأن مرسي يتحمل مسؤوليته تجاه التوصل إلى حل وسط، وأن الحكومة الأميركية تدعم الشعب المصري ولا تدعم نظاماً، تعني أن الإدارة الأميركية قد بدأت بالفعل سحب البساط من تحت أقدام الإخوان، بل وأعطت الضوء الأخضر للجيش في إشارة لحماية إرادة الشعب المصري". منذ متى كان للصحافة السعودية هذا التنبؤ العظيم بقادم الأمور؟!! وما يعزز  الشكوك أكثر بوجود ترتيبات معينة هو أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز استيقظ فجأة من حالة الإغماء والسُبات التي يعيشها، وأرسل أول برقية تهنئة للحكم الجديد في مصر، وللترحيب بالاطاحة بمرسي. هذا التناغم السعودي الدبلوماسي الإعلامي الرسمي هو نتيجة معلومات ودور على الاغلب!!

لانريد أن نستبق الأمور ولا نريد التشكيك بأحد، ومع تمنياتنا لمصر بالاستقرار، لكن يبقى السؤال؛ في أي لحظة بالضبط غيّر الأمريكيون موقفهم، ومنذ متى، ولماذا؟!! وهل يعفي الملك السعودي إبراقه السريع وسرعته الشديدة بالتهنئة بأن يكون التالي بعد مرسي؟! متيقّنٌ أن الأمريكيين لايهمهم غير مصالحهم ولايهمهم مات الملك أم عاش الملك!! مات الملك!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.