تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مرسي.. إله لم يكتمل!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                3/7/2013

أعلن الرئيس محمد مرسي صباح الأربعاء3/7/2013، تمسكه بـ«الشرعية الدستورية والقانونية والانتخابية»، وقال إنه «ليس حريصاً أبداً على الكرسي، لكنّ الشعب اختارني بانتخابات حرة، والدولة تنتظر مني أن ألتزم بالشرعية وأحافظ على الدستور». والسؤال ماذا عن ملايين المصريين الذين فاضت وتفيض بهم ميادين مصر وشوارعها كل يوم؛ عن أي شرعية تتحدث يا  ريّس وعلى مَن تضحك؟!!

بالطبع، نظرياً الرئيس مرسي رئيس منتخب، ولكن عندما تخرج الأغلبية المصرية وتقول إنها غيّرت رأيها وسحبت تأييدها، فلن يعود من الممكن الحديث بعد ذلك عن الشرعية؛ لأن  الشعب سحب الشرعية الدستورية والقانونية والانتخابية وأنهى مفعول الانتخابات الماضية، لأن الشعب مصدر السلطات وهو صاحب الأمر. لا تقلْ الآن فهمتكم؛ فالشعب المصري فهمك منذ زمن وقبل أن تفهمه!!

المشكلة الحقيقية ليست في دستورية وقانونية حكم مرسي. المشكلة في عقلية مرسي والتيار الإخواني الذي يدعمه وهو يمثله. المشكلة أن الرئيس مرسي كان يعدّ نفسه ليكون حاكماً بأمر الله أو إلاهاً على الأرض مثل كل الآلهة الفرعونية التي اتحفتنا بها الأساطير المصرية، ولكنه لم يوفق في ذلك، أو بالمعنى الأدق أن الشعب المصري أدرك أبعاد أوهامه ومنعه من تحقيق مشروعه قبل أن يكتمل. كانت عملية ولادة الإله جارية على قدم وساق؛ مرسي وجماعته دائماً على حق؛ هم لايخطئون؛ هم يعرفون كل شيء ولايجوز مناقشتهم أو انتقادهم؛ هم لديهم الإلهام والوحي والدين وغيرهم لا؛ وعلى قاعدة أسامة بن لادن العالم فسطاطين؛ هو ومن معه فسطاط الخير وغيرهم فسطاط الشر، أو كما قال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن: من ليس معنا فهو ضدنا.

لقد انتفض الشعب المصري في الوقت المناسب قبل أن تستفحل الأمور ويتجذر هؤلاء ويُمسكون بكل شيء ويستولون على كل شيء؛ ثورة أخرى لتصحيح الأمور وإعادتها إلى أصولها!! الشعب المصري بكل بساطة سحب الشرعية والدستورية من مرسي ومَا ومَن يمثل. الشعب المصري رفض أخونة الأمة المصرية؛ قائلاً نحن مسلمون قبل أن تأتوا ومنذ أكثر من ألف وأربع مائة عام، فمن أنت وجماعتك لتعلّمنا أي إسلام يجب أن نكون عليه؟!

لم تكتمل ولادة الإله، ولم تكتمل أسطورة الأخونة. سقط المشروع والنموذج الإخواني في مصر وقبلها في مناطق أخرى! سقط في تركيا مع حكومة رجب طيب أردوغان قبل ذلك، وفي ليبيا وتونس. رفضه الجميع لأنه مشروع مقيت مخيف ومنغلق وضيق وأحادي واستئثاري لا يخدم ولا يتسع إلا لأصحابه. وعليه فإن مصر كما قال شاعرها حافظ إيراهيم "تبني قواعد المجد"، ولا يحق لمرسي أو جماعته اختزال مصر وتصغيرها لتكون على مقاسهم، بلا دور ولا تاريخ، ولا لون وحتى بلا ماء النيل وغزارته!!

مصر في قلب العاصفة الآن وتشهد معركة المصير. ونأمل أن تكون هذه المرحلة قصيرة لتعود مصر إلى ممارسة دورها العروبي الكبير؛ رائدة في الأمة العربية والإسلامية وفي إفريقيا والعالم! لقد تجرأ الكثيرون على مصر ودور مصر ومكانة مصر، حتى قطر بحمديها السابقين كانت تلعب بها!!

مصر تبحث عن ذاتها بعدما أسقطت الإله الفرعوني الجديد ومشروعه الإخواني الغبي، وبعدما أُلبست دوراً لايناسبها وأصغر من حجمها ومكانتها. مصر تفتح الباب لمرحلة جديدة نرجو أن تكون خيّرة على الأمة العربية قاطبة.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.