تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السـعوديـة.. إلى أيــــن؟!!

                                                                                         30/6/2013

السعودية إلى أين؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال سأشير إلى مجموعة من الملاحظات والحقائق (جردة حساب) التي يعرفها الكثيرون داخل وخارج السعودية، وهي بالمناسبة، في أغلبها مأخوذة من الإعلام السعودي، ولكن لابأس بالتذكير بها:

-         في السعودية ممنوع التظاهر وهذا ما أفتى به مفتي السعودية درءاً للتظاهر ضد النظام السعودي القمعي المنغلق.

-         في السعودية ممنوع على النساء قيادة السيارة.

-         في السعودية لا توجد برلمانات ولا انتخابات ولا حتى دستور للمملكة.

-         في السعودية يوجد مطاوعون(شرطة) مهمتهم إجبار الناس الذهاب إلى الجوامع للصلاة.

-         في السعودية تسمع كل فترة عن حوادث غريبة تحدث في الأماكن المقدسة وتحديداً مكة المكرمة؛ سرقة أموال تم جمعها باسم مساعدات للسوريين، زواج مَثَلي بين شابين يحضره عشرات الشباب، حفلات لأتباع الشيطان... الخ.

-         وفي العلاقة مع المحيط: السعودية ترحّل قرابة 200 ألف عامل يمني في الشهرين الماضيين؛ السعودية تدعم ديكتاتور البحرين ضد التغيير والاصلاح الذي تطالب به تظاهرات آلاف البحرينيين المستمرة منذ أكثر من عام؛ السعودية تموّل المسلحين في العراق لتخريب الوضع العراقي وقلب نظام الحكم؛ وفي لبنان تركز السعودية على دعم آل الحريري لتبقي موطىء قدم لها في هذا البلد الصغير؛ وفي سورية تدعم السعودية (بالإعلام والسياسة وتمويل صفقات شراء السلاح) المسلحين لقلب نظام الحكم في سورية وتدمير الدولة السورية باسم مساعدة الشعب السوري.. غيض من فيض... ولكن:

إذا عدنا إلى حالة واحدة فقط مما سبق وأشرنا إلى الوضع السوري بالتحديد، فمن حقنا أن نسأل عن أوضاع السوريين قبل بدء الأزمة وقبل انهمار المحبة السعودية عليهم!! السوريون كانوا يعيشون في بحبوحة ووفرة، وكان الأمن والأمان الذي ينعم به السوريون مضرب المثل ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم. كان للسوريين العاديين والبسيطين ودائع وأرصدة صغيرة في البنوك السورية، وكانت لهم مشاريعهم الخاصة وكانت لهم نزهاتهم وحياتهم الجميلة التي كانوا يتشاركونها مع بعضهم البعض من العامل والفلاح والمواطن العادي إلى رئيس الجمهورية الذي عمل ـ ولايزال بالمناسبة ـ على مشاركة الجميع أفراحهم وأحزانهم ومناسباتهم.

بعد غدق المحبة والكرم السعودي على الشعب السوري(والتي تتلخص بإرسال الأسلحة والمسلحين الأجانب)، انعدم الأمن والأمان في سورية، وفقد السوريون أرصدتهم وأصبح سعر الدولار بثلاثة أضعاف ما كان. أكثر من كل هذا، بدأ السوريون يجدون بينهم أصحاب الفكر التكفيري القادمين من السعودية، وقُتل واستشهد من السوريين، بسبب وبدون سبب، ما يمكن أن يكون مائة ألف سوري!! في السعودية يُفتى بتحريم التظاهر، ويُفتى بتحليله في سورية؛ في السعودية يُفتى بتعظيم الملك وبتحريم شتم الملك (العاجز المشلول الذي يعدّ حكمه وهو على هذه الحال، باطلاً ومخالفاَ للشريعة) ويُفتى بشتم الرئيس السوري وعائلته وكل مؤيديه وهم في الحقيقة من غالبية الشعب العربي السوري، ويُطالب الرئيس السوري من قبل "رهط المسؤولين السعوديين" بالرحيل وكأنهم مخوّلون بالحديث نيابة عن الشعب السوري؛ تخيلوا أن مسؤولي دولة ليسوا منتخبين وليسوا ديمقراطيين وليس عندهم دستور وهم رمز القمع والاستبداد والتسلط في العالم، يطالبون بالحرية والديمقراطية في دولة أخرى؟؟؟! في السعودية يُفتى بتحريم حمل السلاح، ويُفتى بإرساله إلى سورية لقتل شعبها وأهلها؛ في السعودية يُفتى بأن سورية محتلة، وتُنسى فلسطين وما ضمّت من ديار مقدسة، بل إن الكتاب السعوديين لايجدون حرجاً في القول إن إسرائيل لاتشكل خطراً عليهم وكأن الأقصى ليس تحت الاحتلال!!

السعودية حقاً إلى أين؟!

القيادة السعودية مختلّة وفاقدة للرشد ويجب الحجر عليها. الملك غير متوازن وفاقد وعيه بسبب العمر والمرض، ولايعرف ما يجري حوله؛ رجلٌ في التسعين من العمر لايقدر على إدارة شؤون نفسه، فكيف يمكنه إدارة شؤون بلاد بأهمية السعودية، فكيف إذا كان هذا الرجل مريضاً بشكل حاد ولا أمل في شفائه كالملك السعودي؟! المملكة الآن يحكمها وزير الخارجية المشلول المعاق سعود الفيصل ويحركه من خلفه صهره بندر بن سلطان الثعلب الماكر والداهية. وهذا الأخير الذي يعتمد على ثقل المملكة، لايهمه العرب ولا المسجد الأقصى ولا سورية وربما يتقزز من كلمة العروبة؛ ما يهم بندر هو إشباع شهوة التسلط والانتقام والسيطرة التي ترضي نزقه وغروره وأنانيته المريضة. وهذا سيجلب الكوارث والويلات على الشعب السعودي الشقيق وعلى دول محيط السعودية إذا لم يتم التنبه ووضع حدّ لهذا التهور والانفلات.

القيادة السعودية الحالية تخاصم إيران وتتبنى الحملة الإسرائيلية الصهيونية لتكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية العدو الأول للدول العربية في المنطقة وليس إسرائيل، وهذا خطأ تاريخي كبير وقاتل؛ والقيادة السعودية تهيمن على دول الخليج الواحدة تلو الأخرى وتجعلها تدور في فلك سياساتها رغماً عنها عبر تخويفها والضغط عليها؛  القيادة السعودية تحاصر اليمن وشعبه عبر طرد مئات الآلاف من عماله ومواطنيه من أعمالهم في السعودية مما يؤدي إلى إفقارهم وتجويعهم؛ وهي تخرّب لبنان عبر التدخل فيه وسكب الأموال لفئات معينة لخلق الفوضى والخلل، وما ظاهرة أحمد الأسير الأخيرة إلا مثالٌ حيٌ ونموذجٌ لسوء التصرفات السعودية؛ وفي العراق تموّل القيادة السعودية التفجيرات وتقف خلفها وتذهب بأرواح مئات العراقيين كل شهر؛ والقيادة السعودية تبتزّ الأردن من خلال الضغوط الاقتصادية عليه لتنفيذ سياساتها بشأن تخريب سورية وإرسال السلاح والأموال إلى المسلحين الأجانب الذين أتت بهم من كل أصقاع الأرض لتخريب سورية وإركاعها.

ولكن لكل جبار نهاية. والقيادة السعودية تجبرت وظلمت وتدخلت وأساءت وعاثت فساداً في الأرض وفي العباد. القيادة السعودية تكاد تكون وحدها الآن في الحملة على سورية، وهذا الغباء سيكون ثمنه كبيراً. بالطبع، لا نتمنى للشعب السعودي غير الخير والاستقرار، ولكن لا أظن أن قيادته التي تعادي كل من حولها ستؤمّن له هذا الأمن والاستقرار. القيادة السعودية في الحقيقة هي الخطر الأكبر الآن على الشعب السعودي، وإذا ما انفجرت خلافات عائلة آل سعود على تقاسم السلطة، فكل الخوف أن تتشظى السعودية( fragmentized) إلى عدة دول أو محميات، يدفع من خلالها الشعب السعودي ثمن الأطماع والمطامح الشخصية للعائلة المالكة.

العلاقات الممتازة مع الغرب الأمريكي لن تنقذ القيادة السعودية عندما يجدّ الجد ولن تحميها، والشعب السعودي ليس بغافل عما يجري ولايرضيه أن تبقيه قيادة المملكة المتخلفة خارج حركة التطور والحضارة والحياة عبر بعض الفتات والهبات المالية، وفتاوي تحريم التظاهر لن تطفىء ناراً تتقد في الصدور، ستشتعل يوماً ليس ببعيد!!

السعودية على سلّم التغيير.. وقد يكون دورها أسرع مما يتوقع الكثيرون، وخاصة القيادة السعودية الحمقاء نفسها!! هل تفهم القيادة السعودية أم يعميها الغرور كما مرسي وأردوغان؟؟

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.