تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

متى ستفهم السعودية

مصدر الصورة
SNS

 

 

19/6/2013

 

 

 

 

 

قبل أكثر من ثلاثة أعوام أعلنت الحكومة الإسرائيلية إطلاق حملة علاقات عامة دولية ضد هدفها جعل إيران هي العدو الرئيسي في المنطقة والخطر الأول وليس إسرائيل. وبعد فترة من إعلان هذه الحملة ثبت نجاحها بشكل كبير، عندما تبنى العرب ولاسيما في منطقة الخليج الحملة وراحوا يروّجون لها. أما الآن، فقد هدأت العاصفة في إسرائيل وبقي العرب هم من يصرّ على اعتبار إيران العدو الأول والخطر المحدق. وإذا أراد المرء التأكد، فيكفي أن يتابع محطات القنوات الخليجية أو أن يقرأ صحف الخليج ولاسيما السعودية منها.

 

إسرائيل تتصرف وفق خطط مدروسة وذكية، ولذلك أصابها القلق والخوف من التغيرات التي تجري في المنطقة، من جنوب لبنان إلى فتح جبهة الجولان إلى شمال وشرق الخليج. وكان انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني آخر وأكبر مؤشر للقلق الإسرائيلي؛ ببساطة لأن التغيرات الجيوسياسية التي تتشكل والتي ستتشكل في الإقليم، ليست في صالح إسرائيل بالمجمل، وهي تقوّض الدور الوظيفي لتل أبيب، وتجعل من وجودها عبئاً على الغرب وليس أمراً مريحاً. وعليه بدأت إسرائيل تتصرف بشيء من الواقعية بعد إدراكها حدود الإمكانات والدور والخطر القادم.

 

أما السعودية التي عادة ما يلحق بها الخليجيون الآخرون، فلم تفهم بعد ما يجري، وكأن "جهلَ الانتقام" يمنعها من قراءة المتغيرات أو يؤخر فهمها للحقائق والوقائع الجديدة، أو أنها مكبلة بأوامر والتزامات مع الغرب تمنعها من الفهم الصحيح والتصرف الصحيح حيال الوضع الإقليمي والدولي؛ فهل تفهم السعودية حقيقة وأبعاد الموقف الروسي الداعم للدولة السورية، وتتوقف عن المراهنة على تغيره وتبدله، وتدرك أن روسيا تقاتل في الشام دفاعاً من أسوار موسكو؟ وهل تفهم السعودية أن إيران لن تتخلى عن سورية التي لطالما وقفت معها وعانت من تبعات هذا الوقوف، وأن الأمر أيضاً أبعد من ردّ الجميل إلى خيارات إستراتيجية أصبحت واضحة للقارئ العادي!؟ وهل تفهم السعودية بعد عامين من الأزمة في سورية أن الدولة السورية ما تزال قوية وتعيد إمساك خيوط اللعبة من جديد وتعيد تجميع أوراقها، وهي كعادتها ـ أي القيادة السورية ـ تفهم دائماً المعادلة وتقلب نقاط الضعف إلى نقاط قوة تستفيد منها جميعها، ولا ترمي أو تتخلى عن أي ورقة مهما كانت صغيرة إلا بثمن يعادل قيمتها أضعافا؟؟ وهل تفهم السعودية أن حصان المعارضة السورية الذي تراهن عليه أضعف وأغبى وأجبن من أن يحقق لها أي شيء، وهو بألف رأس وألف هوى وألف توجّه وتوجيه وألف انتماء؟؟

 

وأخيراً هل تفهم السعودية أن سقوط سورية مثل أحجار الدومينو سيُسقط الجميع بعده وأولهم السعودية التي تغلي من الداخل والخارج، ولم يعد من الممكن الضحك على المواطن السعودي الذي يجوب العالم ويعرف الضيق والقيود التي تقيّده والتخلف الذي يحيط ببلاده، وأن السعودية تعيش متأخرة فكرياً وثقافياً مائة عام عن محيطها، فكيف عن العالم الراقي؟؟

 

نأمل أن يتأمل الأشقاء السعوديون وأن يفهموا ويتبصروا في حقائق الأمور قبل فوات الأوان. فنحن الذين عانينا ولازلنا من القتل والدمار لا نريد للشعب السعودي الشقيق أن يكرر التجربة المريرة، ولكن إذا ظل البعض من المسؤولين وأصحاب القرار في السعودية راكبين رؤوسهم فلا يمكن لأحد بعدها توقعُ أن تتجنب السعودية الكأس المرّة وأن تدفع ثمن سياسات انتحارية غبية.. وهي ستدفع بالتأكيد ثمن السياسات الغبية التي انتهجتها في العامين الماضيين تجاه المنطقة والإقليم وتحديداً تجاه سورية؛ اللعبة انتهت، أو شارفت على الانتهاء، وعلى الجميع تحسس رؤوسهم، اللهم اشهد...!

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.