تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

دعوة مرفوضة وهي تعكس سذاجة من يطلقها ويتبناها

سورية كانت حاضرة على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس المصري محمد مرسي رفض فكرة التدخل العسكري لحل الازمة داخل سورية، وكذلك العديد من قادة العالم.

أما أمير قطر حمد بن خليفة فدعا إلى تدخل عسكري عربي في سورية، ومن أيده الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، والمدعو أمين عام جامعة الدول العربية هبيل العرب.

بعد أن فشلت المؤامرة على سورية، وبعد أن فشل مثل هؤلاء القادة المرتمين بأحضان السياسة المعادية للعروبة، وللوطن العربي، بدأوا يفكرون بتدخل عسكري عربي.. مع أنهم يدركون أنه من الصعب تطبيق ذلك لأن الجيش العربي السوري قوي قادر على الدفاع عن سورية، وسيمنع مثل هذا التدخل.

إذا كان الغرب كله مع الناتو يخشى من تداعيات مثل هذه الخطوة المغامرة، فلماذا يدعو أمير قطر والرئيس التونسي والعربي الى هذا التدخل؟ أو لماذا يقدمون مثل هذا الاقتراح الذي يخالف كل المواثيق والقوانين الدولية؟ والاجابة واضحة، وهي أنهم يريدون رفع معنويات المسلحين الارهابيين الذين يعيثون في سورية دماراً وخراباً، ويريدون أن يبقى لهيب الأزمة مشتعلاً حتى تضعف سورية أكثر وأكثر حسب اعتقادهم أو مفهومهم الضيق والمحدود جداً جداً.

إن من يدعو الى تدخل عسكري في سورية هو خائن للعروبة وللأمة العربية وللوطن العربي، واذا اعتبر هو نفسه غير خائن، فإنه بالتالي أصبح عدواً للأمة العربية، وأصبح لا ينتمي اليها بل أصبح عبداً مأجوراً لأسياده الذين يورطونه في مشاكل عديدة، وبعد أن تنتهي هذه "المشاكل" ومهما كانت نتيجتها، فإنهم سيلفظونهم ويلقون بها في مزابل التاريخ، والامثلة كثيرة عن الذين خدموا الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، ولبوا كل المطالب وخضعوا لكل الأوامر، وكانت النتيجة التخلي عنهم، لا بل الوقوف ضدهم، وخير مثال على ذلك هما الرئيسان السابقان التونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك، والمثال الأكثر وضوحاً الرئيس الليبي معمر القذافي الذي كان صديقاً للغرب وللرئيس الفرنسي ساركوزي خاصة عندما كان في الحكم، وانقلب عليه ساركوزي، وساهم في قتله وتدمير ليبيا.

إن هؤلاء الذين يودون تدمير سورية هم خونة، ورغبتهم هذه لن تتحقق، فالشعب السوري واعٍ وقوي، وسيتصدى لكل مؤامرة، كما تصدى لمؤامرات عدة عبر عشرات السنوات الماضية، واننا لواثقون بأن هؤلاء المرتمين بأحضان الغرب الحاقدين على سورية، ستلتهمهم النار التي أشعلوها في سورية، وسيكون مصيرهم أسوأ من مصير القذافي وزين العابدين بن علي، وما نقوله ليس أمنية، بل هو الواقع نفسه، والزمن سيثبت ذلك.

مجلة البيادر السياسي المقدسية

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.