تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

البناء: استبعاد التجاوب مع رغبة دمشق بقمة طارئة

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

قد يكون البعض تفاجأ بما انتهى اليه الاجتماع الوزاري العربي يوم السبت الماضي في القاهرة من قرارات اميركية الصنع. إنما قد تكون المفاجأة في السرعة التي أُريد بها إخراج القرارات وعدم إعطاء الوقت الذي كان حدده الاجتماع الاول لتنفيذ المبادرة العربية وهي مهلة الاسبوعين، فكان أن حدد موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب من قبل رئاسة الدورة الحالية للجامعة، أي رئيس وزراء ووزير خارجية قطر حمد بن جبر آل ثاني، الذي يقوم بدور "الشيطان" في تسويق الخطة الاميركية لضرب سورية بالتعاون والتضامن مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.

 

وتؤكد كل المعلومات وبما في ذلك ما كشفه وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ومندوب سورية لدى الجامعة العربية يوسف أحمد، أن هزلية جرى إعدادها وإخراجها ما بين بن جبر والعربي بتنسيق مباشر مع وزارة الخارجية الاميركية عبر جيفري فيلتمان ورئيس ما يسمى "المجلس الوطني السوري" المدعو برهان غليون.

 

لذلك، فالسؤال، لماذا هذا الاستعجال من عرب أميركا لإصدار هذه القرارات التي يراد منها دفع الوضع في سورية نحو التدويل سعياً وراء استدراج التدخل الأجنبي في شؤون سورية؟

 

في معلومات وتقارير دبلوماسية أن هذا الاستعجال الاميركي الغربي بالتنسيق مع حلفائهم العرب يعود الى عدة معطيات وحقائق:

 

ـ المُعطى الأول: ان الحلف "الدولي" من واشنطن الى باريس وانقرة وصولا الى قطر ومن حولها لم يكن يتوقع أن تتجاوز سورية الازمة بعد أكثر من ثمانية اشهر على افتعالها، بحيث بات واضحاً أن رهان هذا التحالف على اسقاط سورية قد فشل بعد أن تأكدت له متانة تلاحم الشعب والجيش والقيادة في مواجهة المؤامرة التي تستهدف سورية موقعاً وقراراً.

 

ـ المُعطى الثاني: ان هذا الحلف الجهنمي تبين له أن هناك استحالة لتوحيد ما يسمى بالمعارضة السورية بمكوناتها المختلفة، حيث أصبحت الخلافات بين هؤلاء أكبر وأوسع من أن يتم تجاوزها، حتى داخل الطرف الواحد بدءا من "مجلس اسطنبول". ولذلك كان لا بد من استعجال خطوة محاصرة سورية في سبيل دفع هذه "المعارضة" للتوحُّد ولو بقوة الأمر الواقع حول الآلية التي أقرها اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، علماً أن كل المتابعين للوضع السوري بحسب معلومات المصادر الدبلوماسية، على معرفة كاملة بارتباطات معظم الشخصيات التي تشكّل ما يسمى "مجلس اسطنبول"، أو غيرها من تنظيمات جرى جمعها في الخارج بإشراف أميركي وخليجي، خاصة من جانب قطر.

 

ـ المُعطى الثالث: ان الأميركي يضغط على حلفائه في الخليج الذين يدركون أن بقاءهم في السلطة مرتبط بخضوعهم للإملاءات الاميركية في سبيل دفع الأوضاع في سورية نحو التدويل سعياً وراء استدراج تدخل دولي لأنه يعتقد ـ الأميركي ـ أن لجوء الجامعة العربية الى رفع المسألة السورية الى مجلس الأمن سيحرج كلاً من روسيا والصين، وتالياً فإن الأميركي يحتاج الى "غبار سياسي" ولو أدّى الأمر الى إشعال الوضع في سورية في سبيل تمرير هزيمته في العراق وصولاً الى تأمين انسحاب القوات الاميركية بهدوء بعيداً من الارتدادات السلبية داخل الولايات المتحدة، لأن الأمر سيرتد سلباً على إدارة الرئيس أوباما وشعبيته.

 

ـ المُعطى الرابع: لقد تأكد أن هذا الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي قد فقد كل الامكانية لابتزاز سورية في سبيل تغيير مواقفها من قضايا المنطقة بدءا من موضوع المقاومة في لبنان وفلسطين، انتهاء بفك تحالفها مع ايران.

 

ولذلك جرى استعجال إصدار القرار ـ المسرحية من الجامعة العربية علّه من خلال دفع الوضع في سورية نحو التدويل أن يحقق أهدافه بإسقاط سورية وأخذها نحو الفتنة، وفي الحد الأدنى فرض التنازلات على دمشق بموضوع الصراع العربي ـ "الاسرائيلي".

 

لذلك، فالسؤال الآخر الى أين ستذهب الأمور بعد أخذ الجامعة العربية رهينة للمشروع الأميركي وتسييرها في الاتجاه الذي يخدم هذا المشروع؟

 

من الواضح ـ وفق كل المعطيات والمعلومات ـ أن الفريق المهيمن على الجامعة العربية ـ أي قطر عبر ترؤسها للدورة الحالية والأمين العام نبيل العربي ـ يتعامى عن كل ايجابيات التعاطي السوري مع المبادرة العربية قبل اجتماع السبت وبعده، خصوصاً أن هذا الفريق يبني قراراته المعدة سلفاً على ما تبثه قنوات الفتنة والتحريض خاصة "الجزيرة" و"العربية"، وهو بالتالي يتحرك انطلاقاً من نوايا مبيتة ومشروع متكامل يُراد أخذ سورية اليه، وإلا، ما هي مبررات بعض بنود قرار الجامعة، مثل دعوة ما يسمى المعارضة لبحث المرحلة الانتقالية في سورية، حتى لو سلمنا جدلاً ان مزاعم بن جبر والعربي حول عدم التزام سورية بالمبادرة العربية فيها نوع من الحقيقة، لأنه لو كانت النوايا صادقة لكان بالإمكان اللجوء الى خطوات أخرى لتنفيذ المبادرة من بينها ما اقترحته دمشق حول ارسال مراقبين وخبراء عسكريين للاشراف على تنفيذ المبادرة.

 

لذلك تبدي المصادر شكوكاً كبيرة بتجاوب اللجنة العربية عبر وزير خارجية قطر والأمين العام للجامعة العربية مع دعوة سورية الى عقد قمة عربية طارئة، بل أن مقتضيات الخطة الأميركية تسعى الى مزيد من تعقيد الازمة في سورية من خلال رفعها الى الهيئات الدولية، وفي الوقت نفسه التنسيق مع "مجلس اسطنبول" وصولاً الى الاعتراف به.

 

لكن المصادر تعتقد ان ذهاب مجلس الجامعة العربية الى خطوات سلبية جديدة، سيؤدي من دون شك الى ادخال تعقيدات كبيرة على الوضع السوري، بما في ذلك تشجيع المجموعات الارهابية المسلحة على مزيد من القتل والارهاب، إلا أن متانة الوضع في سورية والتوازنات القائمة في المنطقة، دليل على ما أعلنه صراحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول ما ستذهب اليه الأمور في المنطقة إذا ما حصل عدوان على سورية ما سيدفع واشنطن وحلفاءها في الغرب بما في ذلك حكومة رجب طيب أردوغان لأن تحسب خطواتها ألف مرة قبل الإقدام على أي عمل عدواني ضد سورية، إضافة الى أن كل المعلومات تؤكد أن روسيا والصين لن تسمحا بتمرير أي قرار في مجلس الأمن في سبيل تأمين "التغطية الدولية" المزعومة لهكذا عدوان.

البناء

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.