تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل أدركت يوما براميل النفط إلى أين تساق؟

 

 

اكتملت فصول التآمر على سورية، بعد أن أماط عربان النفط و الغاز اللثام عن جوهرهم القبيح، و حقدهم الدفين على بلد لطالما رفع لواء عزتهم و كرامتهم، و دافع دون هوادة عن هويتهم القومية متسامحا في طعناتهم الغادرة على مدى عقود طويلة.

فشل مجلس الأمن في استصدار قرار ضد سورية، يتيح للدول الغربية المتكالبة على دمشق، التدخل عسكريا بغية تدمير البنية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، ليس بنية النظام على وجه الخصوص، و إنما بنية الدولة السورية ككل.

هذا الفشل وضع الغرب و حليفتيه قطر و إسرائيل، في موقف محرج لجهة اقتراب موعد انسحاب قوات المحتل الأمريكي من العراق، و مخاطر اكتمال عقد محور المقاومة من طهران إلى غزة مرورا ببغداد.

جاءت التوجيهات بتصدر جامعة الدول العربية للملف السوري، و كانت المقدمة في تخلي عباس عن الرئاسة الدورية للجامعة لصالح حمد القطري، وشكلت لجنة عربية برئاسته خرجت بمبادرة وافقت سورية على كافة بنودها دون تحفظ، لكن اللجنة لم تقصد الأراضي السورية لتقف على الحقائق، و لم تشكل الوفد الذي كان من المقرر أن يقوم بجولة استطلاعية في مختلف المدن السورية، لكنها في المقابل، سارعت إلى رفع تقرير يستند إلى معلومات صحفية مفبركة، يدعي عدم تنفيذ سورية لبنود المبادرة، برغم إعلان دمشق رسميا عن تنفيذ الورقة العربية، و شرح الإجراءات التي اتخذتها على الأرض، بل أنهم لم يعيروا انتباه للرسائل التي أرسلتها الدبلوماسية السورية حول التدخل الأمريكي الفاضح و المباشر، لجهة تصريحاتها بضرورة عدم استجابة الإرهابيين المسلحين لدعوة وزارة الداخلية بإلقاء السلاح مقابل العفو عنهم.

المبادرة بأكملها لم تعط الوقت الكافي لتنفيذها، فسارع حمد إلى الدعوة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة السورية، و من يعرف تاريخ العربان يعرف أنهم لا يملكون استراتيجيات أو سياسات خاصة بهم تخولهم اتخاذ قرار سيادي أو القدرة على التحرك الذاتي في أي اتجاه، و إنما ينفذون سياسات أسيادهم، و واقع الحال اليوم لا يختلف عن ماضيهم المخزي في خيانة شعوبهم و قضاياهم العادلة.

خرج عضوان من أعضاء الجسد العربي، ليعلنا في مؤتمر صحفي عن تعليق مشاركة الوفد السوري في اجتماعات الجامعة حتى تنفيذ بنود المبادرة العربية، و الدعوة إلى تطبيق عقوبات سياسية و اقتصادية على الحكومة السورية، و هي في حقيقتها تستهدف الشعب السوري، فما رفضته روسيا و الصين قبلت به جمال الصحراء الحاقدة، لتنفيذ أجندة ممتطيها في الشرق و الغرب، و هنا تحضر سيدة الدبلوماسية الأمريكية الشقراء هيلاري كلينتون، لتمارس  غوايتها على غلمان الصحراء المجتمعين في القاهرة، و تعلن عن ضرورة انتقال سلمي للسلطة في سورية.

يوسف أحمد وصف القرار العربي بغير القانوني، و مخالف للميثاق و النظام الداخلي للجامعة، و نعي للعمل العربي المشترك، و هنا نتساءل هل كان العمل العربي يوما مشتركا؟ و هل أدركت يوما براميل النفط إلى أين تساق؟


 

  

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.