تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المعارضة.. وديمقراطية ""الجظ مظ"!!

 

خاص/ محطة أخبار سورية

 

تعرّض قبل أيام أعضاء من المعارضة السورية في الداخل للاعتداء عليهم بالضرب والرشق بالبيض والبندورة، من قبل معارضين آخرين ممن يسمّون معارضة الخارج. واللافت أنّ الاعتداء وقع على مدخل جامعة الدول العربية، حيث جرت محاولةُ لمنع معارضي الداخل من لقاء أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي. والحمد لله أن الاعتداء وقع أمام عدسات الكاميرات وأمام أعين الرقباء العرب والدوليين، وإلا كان تم اتهام المخابرات السورية والنظام السوري بتدبير الاعتداء، وتم طلب حماية دولية وتدخل دولي.

لكنّ الحادثة المذكورة تشير إلى عدة ملاحظات يمكن التطرق إليها والحديث عنها؛

 

أولاً، هل إنّ من قاموا بالاعتداء وصلوا إلى قناعة حقاً بأن الدعم الأمريكي المعلن لهم وتشجيعهم على حمل السلاح، سيحميهم وسيوصلهم إلى ما يريدون، وبالتالي وصلت الثقة بالنفس حدّ الغرور.

ثانياً، ألا يشرح تصرف من قاموا بالاعتداء، وعلى رأسهم عضو مجلس الشعب السابق مأمون الحمصي المطلوب بقضايا مالية، عقلية هؤلاء التسلطية وبُعدهم عن أي فكر وقيم وتربية وثقافة ديمقراطية. وإذا كان هؤلاء لم يحتملوا زملاء لهم في المعارضة أن يقولوا ويوصلوا رأيهم(مع أنّ فريق معارضة الداخل له تاريخ مشهود بالمعارضة، وليس متهماً أو مطلوباً أو متورطاً أو متسلقاً أو متعاملا مع الخارج)، فكيف سيكون سلوكهم إن وصلوا إلى السلطة وأعمتهم المكاسب والقوة عن العدالة وتطبيق القانون!

ثالثاً، أليس تصرّف هؤلاء، رغم اعتذار برهان غليون عن ذلك السلوك المشين، دليلاً قاطعاً على محاولة معارضة الخارج، مدعومة من بعض العرب والغرب بالمال والسلاح والإعلام والدبلوماسية، التحكم بالمعارضة وفرض احتكار تمثيلها بغير وجه حق، لأن الواقع والحقيقة تكّذب الإدعاءات التي يطرحها مجلس اسطنبول ومن لفّ لفّه!

لم تستفق بعض أطراف المعارضة من "الوهج الإعلامي" الذي وجدت نفسها فجأة محاطة به، وربما نسيتْ أنه بمجرّد أن تطفأ الأضواء يمكن أن تعود للعتمة مجدداً ويتم نسيانها بعد أن تؤدي دورها. وربما لم تنسَ ذلك أبداً، لكنْ مطلوبٌ منها أن تطلق التصريحات وأن تفتعل الأزمات حتى تنفق كلّ الأموال التي دُفعت لها، لاسيما بعد أن تأكد  للجميع أن سورية قوية وأن نظامها لن يسقط، وربما ستسقط الويلات بدلاً من ذلك على رؤوسهم ومؤيديهم وداعميهم. وربما لم تسمع المعارضة ومَنْ خلفها عن "حدود العجز" التي تطوّق أعداء سورية وعدم قدرتهم على القيام بأي عمل ضدها أكثر مما فعلوا، وفشلوا.

 وربما أن بعض المعارضة لم يسمعوا المسؤولين الغربيين يتحدثون في كلّ صباح ومساء عن استبعاد الخيار الليبي في سورية، ليس كرماً منهم وليس محبة لسورية ومواقفها الوطنية والقومية التي تعطل المشاريع الغربية والأمريكية في المنطقة، بل لأن سورية ـ وقد قلنا ذلك منذ البداية ـ قوية بشعبها وجيشها وقيادتها وأصدقاءها الذين لن يتخلوا عنها، ولم ولن يتمكنوا منها.

كثيرون من المعارضين السوريين في الخارج لم يتكلموا عن خياراتهم الوطنية والقومية، ولا نعرف إن أفصحوا عن تلك الخيارات، إن كان الدعم العربي والغربي سيستمر لهم!!

مرّة جديدة نقول؛ لا نريد أن نشكك بأحد، ولا بوطنية أحد، ولكن كما يقولون، فإن المكتوب يقرأ من عنوانه، والعنوان الذي أعلنه هؤلاء حتى الآن لا يبشر بالخير ولا يعطي الأمل لنا كمواطنين سوريين.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.