تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الممثل الفاشل لا يمكن أن يكون قديساً!

مصدر الصورة
SNS


محطة أخبار سورية

يحرص السيرجينت الأميركي رجبٌ طيبٌ أردوغانٌ بعد نحو ستة أشهرٍ من فوز حزبه "العدالة والتنمية" بفارق ليس كبيراً على بقية الأحزاب التركية، يحرص على تجسيد دور أتاتورك ليكون للإسلاميين الأتراك أبٌ لا يقل شأناً عن أبو العلمانيين الأتراك الغازي مصطفى كمال.

 

ولعلّ أردوغاناً  "صدّق حالو"  وما زال ريشه منفوشاً منذ لحظة الإعلان عن نتائج الانتخابات  وحتى الآن، وأخذ يلعب هذا الدور على محمل الجد أكثر من اللازم، حتى إن تصريحاته ومقابلاته لوسائل الإعلام باتت تراجيديا أسطورية وهو يطلق تصريحاته النارية التي لا ترحم أحداً أو بالأحرى الغير محسوبة وكان آخرها هجومه الشرس على ساركوزي الذي دعاه للاعتراف بمجازر الأرمن من منطلق إنساني كما اعترفت فرنسا بمجازرها.

 

أردوغانٌ هذا، وأعوذ بالله من هذا الأردوغانِ، وللضرورة الشكلانية فتح بيته، وأعلن عن حياته اليومية ورؤاه السياسية الإسلامية، وأشرك الناس في اجتماعياته الخاصة، حيث أغلق مؤخراً منطقة فاتح الكبيرة بأكملها ليسمح لهم بتعزيته بوفاة أمه، ودأب مريدوه على نشر صورة له وهو منحنٍ باتجاه أمه المريضة يقبّل يدها لإظهاره بمظهر الابن المرضي  "الله يرضى عليه ويصلحو".

 

هذه المحاولات الأردوغانيةِ تبدو محاولة غير مضمونة النتائج لشخص يريد تحييد قديسٍ العلمانيين الأتراك ويرغب في انتزاع مكانته حتى أضحت صور الممثل أردوغانٍ لصيقة بصور القديس أتاتورك أنى يممت وجهك، محاولاً تقليده في كل الحركات والتصرفات والإشارات. "للأمانة ليس في كلها فهناك صورة لأتاتورك يسبح بالمايوه معلقة في شارع بيشكتاش لا توجد نظيرتها للممثل أردوغان".

 

ولعله أيضاً أي أردوغان يلعن الساعة التي اختير فيها أباً للأتراك الإسلاميين لكونه لا يستطيع أمر النحاتين والفنانين التشكيليين بنحت تماثيل شبيهة بتماثيل ومجسمات أتاتورك التي لا تعد ولا تحصى، إذ إن ذلك محرم في الإسلام ومباح عند كل أمم الأرض "والله أعلم ما هو الصحيح".

 

إلا أن أردوغاناً لم يستطيع أداء الدور التمثيلي كما يجب، أو لنقل على حقيقته، فبدل أن يشرب العرق كما كان يفعل أتاتورك صار يكثر من الذهاب إلى الحمام "التواليت" وبدل أن يرقص بهدوء ورزانة رقص أتاتورك راح ينط ويقفز كنوابض باصات سكانيا "الإدارة الموحدة" أيام الثمانينيات مع صوت مزعج ورائحة كريهة عند ضرب الفرامات، وبدل أن يلتزم بالرقي في التصرف وهو سمة شهيرة لدى أتاتورك راح ينقلب على الأصدقاء لكسب الأبوة الموعودة من قبل أحفاد العم سام.

 

أردوغانٌ هذا، وعلى عكس أتاتورك، صار يذهب إلى حفلات الموالد الدينية بدل حضور الحفلات الموسيقية، ومسابقات حفظ القرآن مستعيضاً عن مباريات كرة القدم، وصار يتابع أحداث الشارع العربي ويحرص على إنسانيته وحقوقه وديمقراطيته بدل أن يخفف هموم شارعه المثقل بالأوجاع والمفاجآت ولعل أهونها وآخرها كان زلزال وان والقرى المدمرة التي لا يعرف عدد سكانها قبل هذا الحدث المؤلم.

ملاحظة: تم وضع الحركات المناسبة على "أردوغان" لأنه اسم قابل للصرف.. وسينصرف عن سمانا بالتي هي أحسن.

 *- باهل قدار

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.