تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المثقفون في تونس يسكتون عن الكلام المباح ..الصمت والإحباط وجهان لنخبة تسبح عكس التيار

 
 
تونس- محطة أخبار سورية
 
من هو المثقف الذي نروم الحديث عنه ولماذا؟ من المؤكد أنه ذاك المصطلح على تسميته صوت الأمة ولسان شعبها، والعين التي نرى من خلالها المجتمع، هو ذاك الذي يقرأ أوجاعنا ويعبر عن مشاغلنا، هو الناقد للسائد والفاحص والمتمحص في أوضاع المجتمع والناطق بلسان الشعب والأمة..
 
أين هو ذاك الذي قيل عنه دائما الجندي الذي يقف على ثغرة هامة في بنيان مجتمعه، حين يبصّر ويحلّل ويوضّح الحقائق وينبّه إلى المخاطر؟ يبدو أن المسلمات التي كنا نحملها عن النخبة المثقفة في بلادنا – وحتى لا نعمم دعونا نقول الأغلبية من رجالاتها- ليست كما كنا نعتقد دائما، بل هناك تباين كبير بين ما لدينا من معتقدات وبين ما كشف عنه الواقع من مواقف للمثقفين والمبدعين حين باغتتهم ثورة 14 جانفي على حين غفلة، فكشفت كل الأوراق وأعادت ترتيب الحسابات وصححت المفاهيم وناقضت ما اعتقدنا انه من البديهيات-التي لا تحتمل النقاش..
هناك من المثقفين الذين نلومهم  لوما قاسيا على ما بدا منم من مواقف تحيرنا وتؤلمنا في  الوقت نفسه ,حين نرى ان من نعول عليهم اليوم يكتفون بدور المتفرج إزاء ما يحدث، بالرغم من أن تونس اليوم في حاجة الى كل القوى الحية ولسواعد جميع أبنائها لتخرج من المرحلة الحساسة والصعبة التي تمر بها.
 
وكأن هؤلاء المثقفين غير معنيين بما يجري، لماذا يختارون السباحة عكس التيار وينشغلون بقضاياهم الشخصية التي ليست سوى نذرا قليلا من مصير شعب ووطن وأمة بأكملها تحلم بغد مشرق تسوده الديمقراطية وتعمه الحرية.
أليس لهم باع في هذا المجال. وأيّ دور لهم خارج ملعب الهمّ الوطني والاجتماعي الذي هو همنا جميعا وهم كل التونسيين؟. إن أغلب تبريرات البعض ممن أردناهم أن يكونوا صوت الأمة ويقترحوا معنا الحلول والاقتراحات في عديد المواضيع التي تهم الشأن العام لتونس على مواقعنا الاعلامية اختاروا الصمت وأبدوا مواقف حيادية صادمة، قد نحترم مواقف هؤلاء لكننا لن نصمت معهم، بل سنذكر مواقفهم لوما وعتابا.
إنها مواقف قد يكون لأصحابها تبريرات لكنها للأسف الشديد  ذاتية وبعيدة كل البعد عن الدور الذي ننتظره من المثقف التونسي، بل أثرت فينا وجعلتنا نحن أيضا نصاب بكسل فكري نتيجة الانتكاسة – إن صح التعبير- التي يمر بها الوضع الثقافي وحالة رجالاته.  
مهما كانت أحجام القضايا الشخصية، فالقضية الوطنية هي واجب واحد ومقدس، وهي حراك مستمر وتدخل في جميع الأزمات التي تمر بها الشعوب والأمم، وهي فرض عين لا كفاية ونحن مطالبون بالقيام بهذا الفرض على أحسن وجه لان من ينام منا لن تنتظره الحياة ....كما يقول جدنا ...أبو القاسم الشابي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.