تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

باب الحارة ..كذبة لاعلاقة بينها وبين دمشق الحضارة والتاريخ

.
بعد أن اتحفنا صناع الدراما السورية بمسلسلاتهم التي يبدو انها لن تنتهي عن الحارة وبابها وقهوتها وزعيمها.. نورد لقرائنا الاعزاء ما تناقله بعض السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي حول نظرتهم الى مسلسلات البيئة الشامية الكاذبة والبعيدة عن الواقع والحقيقة ....أنظروا الى هذه الوثيقة المرفقة وهي منشور وزِّع في دمشق قبل ست عشرة سنة من زمن باب الحارة
أي عند دخول الفرنسيين منشور وزعته سيدات من ( حواير دمشق )
 
 
هذه عينة من نساء دمشق وحواير دمشق ولا أعتقد أن المخرج كان يعرف أن هناك في دمشق نساء على هذا القدر من الثقافة والبطولة والقدرة وإلا لما جعلهن على هذا الشكل في المسلسل .
 
أنظروا صورة الملكة حُزيمة ملكة سورية عام 1920 زوجة الملك فيصل قدوة سيدات سورية ومحط أنظار فتياتها
ملكة سوريا حزيمه بنت ناصر زوجة الملك فيصل الأول ( 1920 ) توفيت عام 1935
السيدة السورية الأولى عام 1936 زهرة اليوسف زوجة الرئيس محمد علي العابد
 (1930 – 939 )
 
 
وحتى يكون الأمر واضحاً ولتسليط الضوء على موضع  الخطأ يجب أن نحدد الزمن الذي أراده المخرج
لأحداث المسلسل إنه حتماً بعد العام 1936 بدلالة العلم الأخضر والأبيض والأسود والثلاث نجمات الحمر
وهو علم أقره الدستور العام 1936 في ظل الانتداب الفرنسي ولا يمكن أن يكون بعد الاستقلال بدلالة
وجود الفرنسيين والثوار في المسلسل   
برأيي أن المخرج أو الكاتب أو الاثنين معاً قد أخطأا إما في الزمان أو في المكان .. وهما أي المخرج
والكاتب  لا يعرفون شيئاً عن دمشق وأهلها في الثلاثينات فصوروها وكأنها قرية صغيرة
وهذا الأقرب للمنطق .. أو إنهما سمعا عن دمشق ممن أراد الاساءة لدمشق وأهلها وأخذا ذلك دون أي تدقيق  وضاعت  بوصلة الزمن من ذهنهما.. فخلطوا بين الأباء والأجداد .. لأن  الحالة الاجتماعية للحارة في المسلسل تنطبق أيضاً على دمشق لكن في أواسط القرن التاسع عشر أي قبل مئة عام تقريباً من الزمن الذي اختاره المخرج لمسلسله ... وفي هذه الحالة كان يجب أن يظهر العلم التركي والعساكر الأتراك والقلبق والبستون ...فمن يستطيع أن يصدق أن هذه الحارة موجودة في دمشق بجوار جامعتها ومكتباتها ومنتدياتها الأدبية ...
 
أين هذه الحارة الدمشقية التي لا يوجد فيها جريدة أو مجلة أو كتاب في زمن كانت دمشق تحنضن أكثر من عشرين مطبعة وصحيفة ..
 
أين هو هذا الحلاق في دمشق الذي يداوي الناس بجوار كلية الطب ... أين هي هذه الحارة التي تغلق في
الليل وتفتح في النهار ولا يدخلها من وسائل الركوب إلا الحمير والخيول ... في دمشق عام 1936 كان
هناك ترامواي وسيارات وكهرباء ومستشفيات وجامعة و معامل تنتج أفخر أنواع الشوكولا ( الغراوي )
وبالمناسبة لقد شارك الغراوي في معرض باريس العام 1931 ونال الجائزة الأولى بدون واسطة
( تكلمت عن الشوكولا ولم أتكلم عن القمر الدين لأدل على تواصل أهل دمشق مع العالم ) ..
 
 
جناح غراوي في معرض باريس عام 1931
 
أين هي حارة أبو شهاب راعي الزرقا  وكم هي  بعيدة عن
سينما العباسية التي عرض فيها أول فيلم من إنتاج سوري ( أبطاله وبطلاته سوريين ) عام 1934
دعاية للفيلم السينمائي السوري الأول عام 1934 واسمه تحت سماء دمشق 
 
 
أين هي هذه الحارة وهل شارك من نسائها أحد في المظاهرات النسائية كما في الصورة
مسيرة نسائية في دمشق عام 1939  احتجاجاً على سلب لواء اسكندرون من منهن تشبه نساء مسلسل باب الحارة
طلاب من كلية الطب في جامعة دمشق عام 1920  من يلجأ إلى أبو عصام بوجودهم
أعضاء نادي الفنون الجميلة في دمشق عام 1927
المكتبة الجامعة في دمشق عام 1920
 جامعة دمشق عام 1925 بقرب أي حارة كانت هذه الجامعة .
 
وبعد هذه الصور والشواهد نسأل أنفسنا عن أي حارة يتكلمون في مسلسل ( باب الحارة )
 
ومع ذلك للمسلسل (فضيلة) تسلية الناس في مجتمع صارت الفضيلة فيه هي العزلة عن العالم
خشية الأذى

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.