تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أهداف الناتو في منطقتنا والدور التركي

محطة أخبار سورية


أهداف الناتو في منطقتنا والدور التركي فيها  من المسلم به ومنذ نحو عشر سنوات تقريبا أن منطقتنا العربية باتت في قلب الإستراتيجية التوسعية التي يحاول حلف شمال الأطلسي الناتو

 

فرضها على مساحة العالم، ويتضح ذلك من خلال غزوه العسكري لأفغانستان عام 2001 وصولا إلى عدوانه المتواصل ضد ليبيا منذ أكثر من ستة أشهر وليس انتهاء بالدرع الصاروخية التي نشر الحلف جزءا منها في تركيا، فمنذ فترة قصيرة نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية  تقريرا تحت عنوان مهمة الناتو في القرن الحادي والعشرين..الانتقال من أوروبا إلى العالم» أشارت فيه إلى أنه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي بدأ الحلف إعادة هيكلة نفسه لمواجهة الواقع الجديد الذي أفرزه انتهاء الحرب الباردة، وذلك للتحول من العقيدة العسكرية الدفاعية إلى العقيدة العسكرية الهجومية وإقامة تحالف سياسي عسكري جديد يتلاءم مع مخططاته التوسعية في القرن الجديد، بهدف الوصول إلى مصادر الطاقة من نفط وغاز.‏

 

 وكانت خطوته الأولى توسيع الحلف شرقا ليضم دولا في وسط وشرق أوروبا كان بعضها منضويا تحت حلف وارسو الذي انهار في تسعينات القرن الماضي وهدفت هذه الخطوة لزيادة قدراته العسكرية وتوسيع رقعة المهام من أوروبا إلى العالم، فكيف تم ذلك؟! بعد انهيار الاتحاد السوفييتي توقع الكثيرون أن يتم حل الناتو لأن دوره الأساسي قد انتهى وهو حماية أوروبا من الخطر السوفييتي آنذاك ، ولكن كان للولايات المتحدة رأي آخر حيث أرادت لهذا الحلف أن يكون ذراعها العسكرية الطويلة الممولة من دافعي الضرائب الأوروبيين، فعمدت إلى أمركة دول أوروبا الشرقية وتفكيكها عبر الحروب والانقلابات العسكرية والسياسية ليسهل السيطرة عليها ضمن أسلوب القضم الجيوبوليتيكي والتفكيك المجتمعي، تماما كما يحدث حاليا في منطقتنا، لتدمجها سياسيا واقتصاديا وعسكريا مع دول غرب أوروبا مؤسساتيا واقتصاديا وتجعل منها قواعد عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ الإستراتيجية وأوراق ضغط سياسية، ولعل الدرع الصاروخية التي نشرت في العديد من دول شرق أوروبا خير مثال على ذلك.  غير أن تجارب الناتو السابقة في يوغسلافيا والحالية في أفغانستان وليبيا كشفت ضعفا واضحا في قدراته على التدخل العسكري المباشر بطاقة بشرية عالية، فخلال حملة كوسوفو في التسعينات اعتمد الحلف على الضربات الجوية بعد أن خشي تماما الالتحام البري بجيش محدود القوة والإمكانات كالجيش الصربي، وما نشاهده اليوم من مطالبة قيادة الحلف المستمرة بإرسال مزيد من الجنود لأفغانستان هو دليل على وهن وضعف الإستراتيجية التي وضعها الحلف لملء الفراغ الأمني في جنوب أفغانستان، ولعل فشله في أفغانستان هو من أجبره على الاقتصار على حملة جوية ضد ليبيا.‏

 

 ولكن بطبيعة الحال الناتو وسع حزمة أهدافه ومهامه في العالم عموما وفي منطقتنا على وجه التحديد مستعيدا الماضي الاستعماري لبعض دوله، فهو يريد إعادة المنطقة والعالم إلى مفهوم الاستعباد والاستعمار القاسي والناعم، وقد شهد العالم محاولات فتح الأسواق بالقوة وتركيز احتكار النفط والغاز وترويج بيع السلاح وصناعة الإرهاب وتجارة الأمن والمرتزقة في دول مختلفة، وكثيرون ينظرون إلى السياسة الأطلسية الأميركية والأوروبية أنها تستعدي العالم العربي والإسلامي تحت يافطة محاربة الإرهاب، حيث تعمل هذه السياسة جاهدة على إذكاء الصراع بين المسلمين عموديا وأفقيا وتقسيمهم إلى مذاهب وطوائف متناحرة.  ومع فشل الدول العربية والإسلامية في تشكيل تحالف سياسي وعسكري متكامل يجابه أطماع الناتو ويوقفها عند حدودها، انتهز التحالف الأميركي الصهيوني ومن خلفه حلف الناتو الذي يمثل الظهير الأوروبي الفرصة وراح يعمل: ـ على إذكاء الانشقاقات والنزاعات الدموية في عالمنا العربي والإسلامي مقسما مجتمعاته وناسفا القيم الوطنية والدينية التي ترتكز عليها.‏

 

ـ إدخال القضية الفلسطينية في متاهة المفاوضات وتحويل الصراع العربي الصهيوني إلى صراع بين إسرائيل والفلسطينيين لمحو البعد القومي والإسلامي عن هذه القضية في ظل تهويد القدس وتوسيع الاستيطان تمهيدا لطمس حقوق الشعب الفلسطيني. ـ تدمير وتفكيك العراق لإخراجه من المعادلة باعتباره أحد أهم عناصر القوة العربية الصلبة.‏

 

ـ استمرار العمل على إعادة هيكلة الشرق الأوسط بما يناسب الطموحات الصهيونية وبدا ذلك واضحا من خلال تقسيم السودان والرغبة في تفكيك دول الوطن العربي لخلق عشرات الكيانات الجديدة بدلا من 22 دولة قائمة بذاتها.‏

 

ـ الزحف شمالا وشرقا عبر آسيا لمحاصرة روسيا والصين باعتبارهما الهدف الاستراتيجي النهائي لفرض النظام الإمبراطوري الأميركي الذي يضمن مصالح الكيان الصهيوني.‏

 

ـ إدخال بعض دول المنطقة بهذه اللعبة المكشوفة ويبدو ذلك واضحا من خلال إشراك تركيا في جميع الخطط الأطلسية والأميركية التي تعد للمنطقة.  فتركيا كما هو معروف هي عضو أساسي وفاعل في حلف الناتو تنفذ ما يقرره الحلف بقناعة تامة، ولو كانت تركيا ترفض خطط الناتو لكان بإمكانها تعطيلها لأن القرارات داخل الحلف تتم بالإجماع، ما يعني أن الرفض التركي يمنع صدور أي قرار من الحلف.  كما ينبغي التذكير بأن تركيا وافقت على كل ما طلب ويطلب منها في إطار الناتو بما في ذلك المفهوم الاستراتيجي العام للحلف والممتد حتى عام 2020

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.