تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اليوم الدولي لمحو الأمية

غ

احتفلت البشرية في 8 أيلول/ سبتمبر باليوم الدولي لمحو الأمية وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة فترة العشر سنوات التي تبدأ من 1 كانون الثاني/يناير 2003 عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية؛ وعبرت الجمعية عن اقتناعها بأن الإلمام بالقراءة والكتابة لتحصيل كل طفل وشاب وبالغ مهارات الحياة الأساسية التي تمكنه من التغلب على التحديات التي يمكن أن يواجهها في الحياة تمثل خطوة ضرورية في التعليم الأساسي. وأن تهيئة بيئات ومجتمعات ينتشر فيها الإلمام بالقراءة والكتابة أمر أساسي لتحقيق أهداف القضاء على الفقر، وخفض معدلات وفيات الأطفال، والحد من النمو السكاني، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وكفالة التنمية المستدامة والسلام والديمقراطية.

ويركز اليوم العالمي لمحو الأمية لعام 2011 على العلاقة بين محو الأمية والسلام، واعتبرت الأمم المتحدة في تقريرها السنوي حول التعليم في العالم أن الصراعات العنيفة واحدة من أكبر تحديات التنمية التي تواجه المجتمع الدولي. وأن المساهمة بـ 6 أيام من الإنفاق العسكري من قبل الجهات المانحة ستوفر 16 مليار دولار أمريكي يمكن أن تغلق فجوة التمويل الخارجي لمبادرة التعليم للجميع.

وتلعب منظمتا اليونسكو واليونيسيف التابعتان للأمم المتحدة الدور الأساسي على المستوى العالمي لمكافحة الأمية وترتبط بشراكات في هذا المجال مع وكالات أممية أخرى منها: (منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة  - منظمة العمل الدولية - مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان - برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمرض الإيدز - برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - برنامج الأغذية العالمي - منظمة الصحة العالمية).

وتستهدف برامج الأمم المتحدة لمحو الأمية تعليم القراءة والكتابة لأغراض النهوض بالمستوى المهني والعمل وإقامة مجموعة متنوعة من البرامج لما بعد تعلم القراءة والكتابة لمواصلة التعليم بما في ذلك الإلمام بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإلمام بعلم المعلومات، معرفة عمل وسائط الإعلام، والإلمام بالمبادئ القانونية وبالمبادئ العلمية.

وكانت الأمم المتحدة قد وضعت أهدافاً ستة تسعى لإنجازها بحلول العام 2015 في مؤتمرها الدولي الذي عقدته بداكار عام 2000 هي:

1.      توسيع وتحسين الرعاية والتربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصة لصالح أكثر الأطفال تأثرا وأشدهم حرمانا.

2.      العمل على أن يتم بحلول عام ٢٠١٥ تمكين جميع الأطفال من الحصول على تعليم ابتدائي جيد مجاني وإلزامي، مع التركيز بوجه خاص على البنات والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة وأطفال الأقليات العرقية.

3.      ضمان تلبية حاجات التعلم لكافة الصغار والراشدين من خلال الانتفاع المتكافئ ببرامج ملائمة للتعلم واكتساب المهارات اللازمة للحياة.

4.      تحقيق تحسن بنسبة ٥٠ % في  مستويات محو أمية الكبار بحلول عام ٢٠١٥ ، ولا سيما للنساء، وتحقيق تكافؤ فرص التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار.

5.      إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام ٢٠٠٥ ، وتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم بحلول عام ٢٠١٥ ، مع التركيز على تأمين فرص كاملة ومتكافئة للفتيات للانتفاع والتحصيل الدراسي في تعليم أساسي جيد.

6.      تحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم وضمان الامتياز للجميع بحيث يحقق جميع الدارسين نتائج واضحة وملموسة في التعلم، لا سيما في القراءة والكتابة والحساب والمهارات الأساسية للحياة.

فيما قالت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التي تتخذ من تونس مقرا لها في بيانها بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية أنه مازال هناك قرابة ربع سكان الوطن العربي من الكبار محرومين من حق التعلم، أي ما يناهز 97.2 مليون أمي وأمية، تشكل النساء 60 % منهم كما أن هناك نحو 6.188 مليون طفل وطفلة ممن هم في سن التعليم في الدول العربية غير ملتحقين بالمدارس .

وكانت القمة العربية التي عقدت بدمشق في آذار/مارس 2008 قد وضعت خطة تطوير التعليم في الوطن العربي، فيما عقد في دمشق أيضاً المؤتمر العربي الإقليمي الأول حول رعاية وتربية الطفولة المبكرة في الفترة من 20-22 أيلول / سبتمبر 2010 وقد وجد المؤتمر في وثيقته الختامية أن هناك تحديات أساسية ومصيرية متعددة تواجه النهوض بواقع الطفولة المبكرة في المنطقة العربية أبرزها:

1.      تدني نسب الالتحاق في رياض الأطفال مقارنة مع نسب الالتحاق في مناطق العالم الأخرى.

2.      استمرار إعاقة تقديم برامج وخدمات في مجال الطفولة المبكرة بسبب الظروف والأوضاع التي تمر بها بعض الدول العربية.

3.      ضعف التنسيق القائم بين الدول العربية في تطوير استراتيجيات الطفولة المبكرة ورسم سياسات لها وحتى على مستوى الدولة الواحدة ضمن القطاعات المتعددة.

4.      هناك قصور ملحوظ في مجالات رعاية وتربية الطفولة المبكرة وبرامج التوجيه والإرشاد الموجهة للأهل.

5.      عدم كفاية البيانات والإحصائيات المتعلقة بمرحلة الطفولة المبكرة وخصوصا الفئة العمرية من الميلاد إلى ثلاث سنوات.

6.      عدم كفاية الأطر التربوية المؤهلة على إدارة برامج تربية ورعاية الطفولة المبكرة.

7.      عدم كفاية الخدمات المقدمة من القطاع الرسمي في مجال الطفولة المبكرة وافتقارها إلى النوع والكم.

8.      إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري المحتل وما يقوم به من ممارسات تدميرية تطول آثارها برامج وخدمات الطفولة المبكرة.

في اليوم العالمي لمحو الأمية لا بد لنا من تذكر الصديق الراحل العلامة برهان بخاري الذي كان أحد أهم الرواد في مجال محو الأمية في القطاع الأهلي، حيث قام بتصميم وتأليف كتب تعليمية للكبار وتنفيذ برامج لمحو الأمية بين فلاحي وعمال سورية في السبعينيات من القرن العشرين، ونقل تجربته الناجحة إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان والأردن، كما كان بخاري من أوائل الذين قالوا بأن محو الأمية يجب ألا يقتصر على تعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب فقط وفق التعريف السائد في تلك الفترة، بل يجب توسعته لتشمل المهارات الأساسية الأخرى اللازمة للاندماج في المجتمع المتعلم، بالإضافة إلى تعليم المهارات الأساسية في استخدام الكومبيوتر كشرط أساسي لمحي الأمية المعلوماتية، وهناك من يعتبر أن عدم إجادة استخدام الكومبيوتر والوسائل الاتصال الحديثة هو أمي من نوع جديد، ولا يمكن لأي أمة أن تتقدم دون التحرير من الأمية التقليدية والجديدة.

ونختم بجملة من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية هذا العام: "يشكل احتفال هذه السنة باليوم الدولي لمحو الأمية تذكيرا مهماً بأن المهام الحيوية المتثملة في منع العنف وتخفيف حدة التوترات ووضع حد للنزاعات يتطلب جميعها إيلاء اهتمام لهذا الجانب الأساسي من كرامة الإنسان".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.