تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأغنية العربية تنحدر إلى المستنقع

شتان بين زمن العمالقة وزمن الاقزام !، المقارنة قد تكون مستحيلة لأن الزمن تغير والأجيال اختلفت، نعم إنها تعلات الكثيرون من مناصري الانحطاط الذوقي وتبريرات اللاهثين وراء الربح المادي السريع. لقد بتنا نعيش اليوم عصر “الساندويتشات” الفنية والانحطاط الذوقي العام في مستوى الأغنية العربية حيث طغت ثقافة الفيديو كليب العاري على مقومات الأغنية من صوت، ولحن وكلمة، وباتت صورة الجسد العاري وثقافة الصورة بإغراءاتها وتقنياتها المبهرة هي الطاغية والمستقطبة للباث وللمتلقي على حد السواء.

لقد بلغت الأغنية العربية في عصر العمالقة أعلى المراتب والقمم  وساهمت خلودها اسماء عديدة نذكرها اليوم للسلوى وللوقوف على أطلال زمن كوكب الشرق، أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وليلى مراد واسمهان وعلية والهادي الجويني ومحمد الجموسي وعلي الرياحي والقائمة تطول..، لكنها اليوم انحدرت إلى الحضيض على الرغم من ان لدينا المئات ان لم نقل الآلاف من الخامات الصوتية الرائعة، كما لا تعوزنا الكلمة الجيدة والألحان الرائعة، إن ما يطغى على ساحة الأغنية العربية بصفة عامة يجعلنا نتساءل عن السبب الذي يحول دون وجود جيل غنائي يرتقي بالذوق الفني العام للأغنية العربية وينتشلها من مستنقع الانحطاط ويساهم في بناء ثقافة عربية راقية.

ولسنا بمخطئين اذا وجهنا الاتهام بالدرجة الأولى إلى شركات الإنتاج التي تسعى شهريا الى تلويث أذن المتلقي بآلاف الأغاني الهابطة التي ينعدم فيها الحس الفني وتغيب فيها القضايا والأهداف وتخاطب الغرائز والشهوات، كما لا نسقط بالمسؤولية أيضا عن الجمهور العربي الذي ساهم بإقباله على مثل هذه النوعية في مزيد غزوها للعقول، لعل الثورات التي قامت في اغلب البلدان العربية تستطيع إعادة خط الأغنية الحديثة إلى مسارها الصحيح.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.