تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل حقاً سورية مثل ليبيا أو العراق!؟

خاص/ محطة أخبار سورية

ترُوج في بعض وسائل الإعلام العربي والإقليمي وحتى العالمي تعليقات ومقالات وأخبار تسعى لتشبيه سورية بالعراق أيام الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين أو بليبيا العقيد معمر القذافي. وهذه التعليقات والتحليلات، تتنوع في أسبابها وفي دوافعها؛ فالبعض يحرص على سورية ويخشى عليها من كلّ قلبه، ولسان حاله يقول؛ "اللي ما بيخاف الله خاف منه" في إشارة إلى الغرب والولايات المتحدة؛ والبعض الآخر، مشى في الخطة التخريبية الغربية(جهلاً أو انحناء أو تواطؤاً) القائمة على التهويل ومحاولة إسقاط الدول العربية تباعاً لتحقيق المصالح الغربية وأولها السيطرة على النفط والثروات العربية الأخرى..

والبعض الذي يمارس الردح أو النفاق أو التضليل، يعبّر عن الأماني التي تجول في داخله، وعن والجهل بحقيقة الأشياء والواقع السوري، لدرجة أنه بدأ يطالب هو بالتدخل الدولي في سورية.. وكأن فرنسا أو الولايات المتحدة نذرتا نفسيهما لفعل الخير فقط مثل المنقذ على شاطئ البحر.

بالطبع سورية لا تملك نفط العراق ولا نفط ليبيا، ولا ثرواتهما، ليسعى الغرب إلى احتلالها لتقاسم هذه الثروات وجنيها، لاسيما في زمن صار البحثُ فيه عن مصادر الطاقة البديلة همّاً لجميع الدول، ولاسيما المتقدمة منها. ومن هنا فإن أي حرب أو احتلال لسورية سيكون إنفاقاً بدون تعويضات مأمولة.

وسورية ليست دولة معزولة للاستفراد بها، ولها علاقاتها الإقليمية والدولية وموقف المقاومة والدعم الإيراني والروسي والصيني كبير وواضح. وهذا الدعم هو حاجة للقائمين عليه كما هو حاجة سورية، وإن اختلفت أسباب كلّ طرف، لكنه يصبّ في النهاية في خدمة الموقف السوري الثابت والقوي والرافض للإملاءات الغربية الاستعمارية المخادعة.

فوق ذلك، فإن سورية تمتلك قوة ذاتية كبيرة، يحصّنها جيش عقائدي قوي مسلّح وطني (وقد سعت وسائل الإعلام العربية في الفترة الأخيرة في حربها القذرة للنيل من سمعته وتمزيقه ولكنها فشلت)، بعكس العراق الذي أيقن الغرب عام 2003بعد التفتيش الأممي والدولي أنّ لا أسلحة مهمة لديه يمكنه الاعتماد عليها للدفاع عن نفسه، ويهدّد بها الغرب وأساطيله وطائراته المغيرة. وسورية أيضاً، بعكس قذافي ليبيا الذي سلّم أسلحته المهمة وترسانته القوية قبل سنوات وركن واطمأن للغرب ووثق به، وعندما حانت اللحظة الصعبة، كان العقيد القذافي قد تخلى عن دفاعاته المهمة، فأقبل حلف الأطلسي يصول ويجول ويمرح في ليبيا في عملية احتلال ونصب مكشوفة، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من /50/ ألف قتيل، بينما بدأت الدول المحتلة تتقاسم الكعكة الليبية النفطية.

وعندما نقول إن لدى سورية قوتها الذاتية إضافة إلى قوة الأصدقاء، فهذا يعني أن اللعب معها سيكون مكلفاً جداً ..وسيفكّر من يريد مهاجمة سورية أو الاعتداء عليها ألف مرّة قبل اتخاذ أي قرار بهذا الشأن، ولن تدفع التمنيات العربية أو الإقليمية دولاً غربية لخوض مغامرة غير مضمونة النتائج أبداً، بل ومكلفة ومدمّرة، لاسيما وأن لدى سورية القدرة على الردّ في أكثر من مكان وأكثر من طريقة. ثم، هل حقاً تريد الولايات المتحدة والغرب وأصدقاؤهما من العرب تطبيق الإصلاحات في سورية، أم تخريب سورية وإفسادها وتمزيقها.

وإلى الغرب المنافق، فمن يصدّق دولاً تمنع المظاهرات وتفتي بتحريمها وأخرى لا دساتير ولا انتخابات لديها ولا أي نوع من أنواع الديمقراطية، ثم تأتي للحديثَ عن إصلاحات سياسية في سورية وتقدّم النصائح وتعطي الأوامر!

أليس صحيحاً قوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ؟ أمْ أنّ هذا الكلام لا ينطبق على بعض العرب المتستّرين بعباءة الغرب!! ومع ذلك، فما حققته سورية على طريق الإصلاح ـ وهي مستمرة في مسيرتها الإصلاحية ـ خلال فترة وجيزة يصعب عليهم تحقيقه في عقود!

سورية ليست عراق صدام حسين وليست ليبيا القذافي، ولن تكون، وما يريدونه من شرور تكبرُ في أنفسهم ضد سورية لن يقع ولن يحصل، فلطالما عرف السوريون كيف يدافعون عن بلادهم ويحمونها، وكيف يصدّوا الأذى عنها ويجنّبوها المكائد والمؤامرات. لكن المؤلم أن يتطوّع بعض العرب للإساءة إلى سورية شعباً وحكومة وجيشاً وقيادة خدمة لمصالح الغرب الاستعماري وتحت شعارات يعرف أنها باطلة وكلمة حقّ يُراد بها باطل.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.