تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فضاءات.. «مَنْ قصرت يده طال لسانه»!!

محطة أخبار سورية

 الحكمة التي اخترتها عنواناً لهذه المقالة تنطبق،أول ما تنطبق، على الفضائيات الغربية والعبرية الناطقة بالعربية، وفي مقدمتها طبعاً«الجزيرة» التي صارت تعبّر عن اسمها، فهي معزولة على نحوٍ شبه كامل، و «العربية» التي تجاوزت إسرائيل بمراحل من حيث العداء السافر لسورية وشعبها ولمواقفها الوطنية والقومية ولنهجها المقاوم.

 

لم تعد المسألة تتوقف عند الفبركة والأكاذيب والتضليل والضلال فحسب، بل صارت«اللعبة» مفضوحة وسافرة تتلخص في الانخراط التام في مؤامرة خطيرة وقذرة لإسقاط سورية الدولة والموقع والدور الريادي المقاوم والرافض للهيمنة وللمشروعين الصهيوني والأمريكي في المنطقة، وكذلك لإسقاط الهوية القومية والإجهاز على النهج المقاوم الذي تعد سورية ركناً أساسياً وفاعلاً وقائداً فيه. لم تعد المؤامرة مجرد تخمينات وظنونٍ مبنية على التحليلات واستنتاجات واحتمالات، وإنما صارت حقيقةً لا يخفيها أصحابها، ولا يخجلون عندما يفاخرون بتبنيها وإعدادها والإشراف التام على تنفيذها. ‏

 

نعود إلى الحكمة آنفة الذكر، ولنتوقف فقط عند مهزلة يوم الجمعة الفائت: فقد أشعلت فضائيتا «الجزيرة» و «العبرية»- لا يوجد خطأ مطبعي-! أشعلتا العاصمة دمشق التي تحولت إلى ساحات للتظاهر ضد«النظام» والدولة، وهنا تنطبق حكمة«من قصرت يده... طال لسانه» على هاتين الفضائيتين، إذ روجتا أخباراً لا صحة لها على الإطلاق ومفضوحة ويمكن دحضها خلال ثوان معدودات، بالصوت والصورة!. ‏

 

فالمظاهرات- حسب الأخبار العاجلة للفضائيتين- تنتشر من ساحة الأمويين إلى ساحة العباسيين مروراً بدوار كفر سوسة وبعض مناطق وأحياء دمشق، ويشارك فيها عشرات الآلاف!!. المثل الشعبي يقول:«إذا بدك تكذب بعّد شهودك» إلا أن«الجزيرة» و«العبرية» لا تهمهما الفضيحة، فقد بثتا هذا الخبر من دون تدقيق أو تمحيص أو تأكد، كالعادة طبعاً، فأثبتتا للسوريين والعالم أنهما تخلتا- منذ زمن- عن المهنية والحرفية الصحفية والمصداقية، وهما المحطتان اللتان تدّعيان امتلاكهما ناصية المهنية والحرفية والحرية، والصدق في الخبر والحيادية في التحليل و«الرأي والرأي الآخر»!! ‏

 

الفخ الذي وقعت فيه«الجزيرة»و «العبرية» أنهما تجهلان كل شيء تقريباً عن سورية وشعبها، بل تجهلان حتى جغرافية دمشق وساحاتها وشوارعها و«حاراتها» ولا يعرفون أكثر من«باب الحارة»! فمبنى الإذاعة والتلفزيون يقع في ساحة الأمويين التي زعمت المحطتان أنها تعج بالمتظاهرين، وهي في وسط العاصمة، ويستطيع العاملون في التلفزة السورية مشاهدة كل الساحة من دون أن يتحركوا من مكاتبهم، وتالياً، يستطيعون تشغيل«كاميراتهم» من داخل المكاتب لتصوير الساحة، وهكذا كان، ففضحت التلفزة السورية كذب المحطتين بعد دقائق معدودات من«الخبر العاجل» الذي عجّل الكشف عن حقيقة هذا الإعلام الرخيص والمتآمر على سورية وشعبها. ولأن ساحة الأمويين تقع-كما أسلفنا- وسط حاضرة الأمويين وأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ فقد كان بإمكان الدمشقيين الوصول إليها خلال دقائق لتتبين لهم الحقيقة، ويكتشفوا الأكاذيب التي تسوقها الفضائيات التي تناصب سورية العداء والتي صارت رأس الحربة التي أوكلت لها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري مهمة«الطابور الخامس» وربما«الطابور الأول» في العدوان متعدد الجنسيات والأشكال ضد سورية(الدولة والموقع والدور والشعب) في محاولة لتحطيم القلعة العربية الأخيرة الصامدة في وجه المشروع الصهيوني- الاستعماري- الغربي. ‏

 

لماذا تلجأ«الجزيرة» و«العبرية!» إلى الكذب المفضوح؟! ولماذا اختيار دمشق تارة، وحلب تارة أخرى لتبث أخباراً كاذبة عن مظاهرات ومداهمات وعمليات قمع بحق«المتظاهرين السلميين؟!». ‏

 

باختصار، يمكن القول: إن الإعلام المعادي لسورية بعامة، و«الجزيرة» و«العبرية» بخاصة ، فشل في تحقيق مهمته ولاسيما في دمشق وحلب فعمل على التصعيد إلى أعلى الدرجات والحدود معتقداً أن هذا الأسلوب«المبتكر» قد ينجح في دفع السوريين إلى التظاهر ونشر الفوضى والخراب وتقويض الأمن والهدوء، بمساعدة الجماعات الإرهابية المسلحة التي تمارس على الأرض أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين والعسكريين على حد سواء، وبتغطية سياسية من الغرب الاستعماري، وبعض الشرق«المستعرب»-بكسر الراء! والمستقوي بالغرب و«بعض أهل الدار»!!. ‏

 

لاتهمّ الفضيحة الإعلامية والسياسية صنّاع المؤامرة،ولاسيما أن سورية، قيادةً وشعباً وجيشاً وأجهزة أمنية، أجهضت هذه المؤامرة.. المهم هو مواصلة العمل لإسقاط سورية أو إجبارها على تغيير سياستها والتنازل عن مواقفها، وتالياً، عن حقوقها، ، والتخلي عن حلفائها وشركائها في خندق المقاومة، حتى لو اضطرت هذه«الشركة العدوانية متعددة الجنسيات» إلى الكذب المفضوح والرخيص وإلى اتباع أقذر وأحطّ الأساليب. ‏

 

وكلما اشتدت الهجمة السياسية- الإعلامية الشرسة على سورية، وازداد الكذب وتكاثرت الفبركات يتأكد السوريون أنهم على الطريق الصحيح سائرون، وأنهم تجاوزوا الأصعب والأخطر في المحنة. ‏

 

ألم نقل:«من قصرت يده طال لسانه» وحان قطعه؟!!. فصبراً أيها السوريون، فالغد الأفضل على الأبواب. ‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.