تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوهام البعض في إسقاط النظام ,,في سورية ..بالتهويل

خاص/ محطة أخبار سورية

 

أثبتت أحداث الأيام الأخيرة المتعلقة بالشأن السوري أنّ هناك من يهرب إلى الأمام بعدما فشل في رهانه على إسقاط النظام السوري والدولة السورية بالتحريض والتهديد وتضخيم الأحداث. ونشير هنا إلى موقف كلّ من القطريين والأتراك.

وإذا كنّا لا نستغرب أولاً حماس السادة الأتراك حول ضرورة التغيير في سورية، بعد الانقلاب المفاجئ والتحوّل في المواقف سواء فيما يخص الشأن السوري أو بعد وصف وزير الخارجية التركي لتقدم الثوار في ليبيا بدعم أطلسي هائل، بأنه يشبه فتح مكة، فإن ما يثير الاستغراب هو الهجمة القطرية(ومعها السعودية) التي تبدّت في الاجتماع الوزاري العربي الأخير في الجامعة العربية، وفي التصعيد الإعلامي لوسائل إعلام البلدين في خطوة بدت منسقة في الهجوم على سورية وقيادتها مع بعض الصحف والمحطات العربية الأخرى؛ أعلن عنها "علي حمادة" في النهار اللبنانية عندما "توقع" في تعليقه صباح السبت(27/8/2011) أن تصعّد كلّ من قناتي الجزيرة والعربية من هجومهما على سورية، فكان فعلاً أن انتقلت القناتان وفي صباح نفس اليوم من تضخيم وتهويل الأحداث والتطورات إلى اختلاق الأحداث ونسجها والبناء على ما تمّ اختلاقه وكأنه حقيقة واقعة.

ولندخل في تفاصيل أكثر دقة نشير إلى أمور محددة تلقي بالضوء على ما يجري. فقبل يومين تم الإعلان عن تشكيل "مجلس انتقالي سوري" في تركيا برئاسة السوري الفرنسي برهان غليون وعضوية /94/ شخصاً. لكن المهم أنّ عدداً كبيراً مما وردت أسماؤهم في هذا المجلس أعلنوا أنهم لم يحضروا ولم يُستشاروا في الأمر! ( فقد نفى المعارضان لؤي حسين وفايز سارة صلتهما بالمجلس الوطني الانتقالي بعدما كان المعارض ضياء الدين دغمش قد ذكر اسميهما على أنهما عضوان في المجلس حين أذاع بيان تشكيله، السفير: 30/8/2011).

بدوره، قال المعارض هيثم مناع (القدس العربي30/8/2011)، إن 'أغلب الشخصيات الواردة أسماؤها في هذا المجلس استقالت ولم يبق فيه أحد، وهناك جماعة من المعارضة كنت اسمّيهم حزب (المستعجلين) تحولوا الآن إلى حزب (المخربين) وهم يخدمون النظام السوري، ويتصرفون بنفس ديكتاتورية النظام'. أما المراقب العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة، فقال "لقد سمعنا عن المجلس من وسائل الإعلام، ولا علم لنا عن شكله".

وهناك تصريحات أخرى مشابهة لمعارضين آخرين منهم ميشال كيلو وغيره، قالوا فيها إن أحداً لم يستشرْهم في زجّ أسمائهم في تشكيلة المجلس الانتقالي "الاسطنبولي".

إذن هل هذا المجلس سوري أم تركي!؟ أي هل هو حاجة المعارضة السورية فعلاً وهي التي أنشأته، أم حاجة تركية لتواصل أنقرة من خلاله "كأداة" تعطيها مبرراً للتدخل في الشأن الداخلي السوري ومحاولة تصوير الأوضاع بعيداً عمّا هي عليه!؟ بالطبع، هو حاجة تركية والدليل أنّ تركيا بدأت تفقد أوراق التأثير في الشأن السوري بعدما سيطرت سورية على الاضطرابات التي تم توريدها لها من الخارج، وبعدما ابتعدت أنقرة عن دمشق واقتربت من الغرب الأمريكي والأوروبي الذي وصل في حدود الضغط إلى نقطة الذروة ولم يبق لديه غير الخيار العسكري الذي لايستطيع اللجوء إليه أو تجريبه لأنه مكلف عليه أكثر مما هو مكلف على سورية واصدقائها.. والكلّ يعلم أنّ دمشق ليست طرابلس الغرب وليست بغداد صدام حسين... أما المعسكرات التي أنشأتها تركيا على حدودها للضغط على القيادة السورية من خلالها، فقد تحولت عبئاً عليها، وتقارير المنظمات الإنسانية تفضح الممارسات التركية بحق السوريين الذين ذهبوا إلى هناك بعدما غُرر بهم!!

وبالعودة إلى قطر، فيبدو أنّ "إخوتنا الأعداء"، وبعدما دخلوا مرحلة ما يسمى جنون العظمة، وظنوا أنّ قناة تلفزيونية يمتلكونها مثل  "الجزيرة" يمكنها أن تسقط نظاماً مثل النظام السوري، بدأوا بالفعل التخبط بعدما فشلوا في أداء هذا الدور الذي يبدو أنه أنيط بهم من قبل الغرب، والذي يشير أيضاً إلى أنهم أصبحوا في مأزق؛ إذ كيف سيكون موقفهم وموقف بوقهم بعد الفشل الذريع في قلب نظام الحكم في سورية؟؟ فقطر ليست دولة وليس لها أي دور فعلي بين الدول في لحظة الحقيقة؛ هي تلفزيون و"مجموعة شيكات، وإذا ما توقف التلفزيون وانتهى توزيع الشيكات انتهى الحضور القطري، وهذا ما بدأ يخشاه القطريون، لاسيما بعد المسرحية الهزلية التي قاموا بها في الاجتماع الوزاري الأخير في الجامعة العربية والتي كشفها وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور.!!

نقول لهؤلاء، النظام في سورية ليس كأي نظام عربي، ولم يكن يمارس سياسات تتغاير مع ما يريده مواطنيه، وكلّ محاولات افتعال الأزمة ستنتهي بالفشل، وإن حققت بعض الضرر في سورية (ولكنها حققت بعض الفائدة التي سنتحدث عنها لاحقاً). ولكن، هل هذا يعني أن النظام السوري لم يرتكب بعض الأخطاء!؟؟ بالطبع كانت هناك أخطاء كثيرة وملاحظات أكثر(اعترف بها الرئيس السوري، وأقر إلى جانبها، بالتأخر بإنجاز الإصلاحات.. والشعوب لا تسأل عند المحاسبة عن السبب، ما يهمّها النتائج)، إلا إن هذا النظام، يظلّ أكثر تقدماً وانفتاحاً وتطوراً من أي نظام عربي آخر، لاسيما أنظمة "المال" المغلقة!!

ولعلّ ما حدث في سورية من تطورات وتغييرات في الأشهر الثلاثة الأخيرة؛ قانون جديد للأحزاب، قانون جديد للإدارة المحلية، قانون جديد للانتخابات، قانون جديد للإعلام....الخ، يؤكد بوضوح ديناميكية النظام في سورية واستعداد القيادة السورية للتغيير الذي يلائم حاجات المجتمع السوري والسوريين وليس التغيير، أو بالأحرى الانهيار، الذي تريده وتفرضه أمريكا والدول الغربية وتسوّق له قطر وتركيا أو غيرهما.

وإذا كانت القيادة السورية تعتمد منطقياً على استقرار الوضع الداخلي فهي بدأت تعوّل على ذلك كثيراً. وهذا التعويل يدعمه موقف إيراني استراتيجي واضح تبدّى أخيراً في رسالة الدعم التي بثّها السيد حسن نصر الله على الملأ في يوم القدس العالمي، وتبدّى كذلك، في موقفٍ روسيٍ متوازن وداعم للإصلاحات والاستقرار في سورية، وصل خطياً الاثنين 29/8/2011، مع زيارة نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف إلى دمشق. بل كان الموقف الروسي أكثر تقدماً عندما دعت موسكو المعارضة السورية إلى عدم التهرُّب من الحــوار، وهي بالتالي حمّلت المعارضة مسؤوليتها في مسار الأمور والنهايات التي ستصل إليها.

سورية دولة ذات حضارة تمتد إلى آلاف السنين، وعندما تريد يمكنها أن تغلق البوابة السورية في وجه من استغل هذه البوابة للبحث عن أحلام إمبراطورية مندثرة، ويمكنها أن تطفئ قناة العربدة القطرية عندما تملّ من مشاهدتها!! ونؤكد: هو  واهم من يظنّ أن سورية ضعيفة بحيث يمكنه أن يلعب بها.. والأيام ستثبت ما نقول!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.