تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مدلولات التشابه ...في الخطابين الأميركي والتركي

محطة أخبار سورية

اعتاد المواطن العربي، من المحيط إلى الخليج، على شكل الخطاب الأميركي، ولم يعد يتفاجأ أو يصاب بشيء من الذهول.. وطبعاً الخطاب الموجه بشكل خاص للوطن العربي، والذي يتم من خلاله الكشف عن الإستراتيجية الثابتة تجاه القضايا المتعلقة بهذا الوطن وخصوصاً قضيته المركزية– فلسطين المحتلة.

إلا الشيء الذي لم يعتد عليه، هو أن يرى دولا ، كانت بالأمس دولة (شقيقة) تكشف في ليلة وضحاها عن وجهها الحقيقي، وتصرح كما لو كانت الولايات المتحدة ذاتها، المرتفعة فوق كل الآهات العربية، وفوق الجراحات والعذابات بسبب تأييدها الأعمى لذلك الكيان الغاصب والمحتل للأرض وللإنسان (إسرائيل)، فتأتي اللهجة أو الأسلوب بصيغة (لم نعط مهلة)، (يجب)، (الانسحاب فوراً)...الخ!

في القمة العربية التي انعقدت في سرت الليبية، ربط (رجب طيب أردوغان) مصير اسطنبول بمصير القدس، وربط مصير تركيا بمصير العالم العربي. ثمة أسئلة يجب أن تطرح نفسها وبعجالة ألا يرى أردوغان الهجمة الشرسة على سورية؟ ألا يسمع تصريحات الأميركان اليومية تجاه البوابة التركية للعالم العربي؟ فلماذا الربط المصيري الزائف... ولماذا (القدس)؟

القضية الفلسطينية، هي الكلمة السرية، والتي من خلالها اللعب على الوتر العاطفي، هذا الوتر تجاه القضية الفلسطينية يعتبر العصب الرئيس لكل مواطن عربي من محيطه إلى خليجه وبالتالي يجب تناول هذه المسألة بشيء من المهنية والــ(حرفنة) ويمكن اعتبار مؤتمر دافوس البداية الموفقة التي جعلت من هذا (الطيب) رجل اللحظة التاريخية وصلاح الدين الأردوغاني... لتأتي بعدها حادثة السفينة (مرمرة) لتدعم كل من يشك بهذا (الطيب) السؤال– لماذا لم يُقتل سوى تسعة أتراك على الرغم أن عدو (إسرائيل) اللدود الشيخ رائد صلاح على متن السفينة!

طبيعة التحركات التي تشهدها سورية، طبيعة تتصف بالمطالب الحقيقية للشعب السوري من إصلاح وتمكين من ممارسة حقوقه بشكل سليم، فبالبداية تمت الاستجابة بشكل كلي لكل هموم الشعب، وبالفعل تشكلت مجموعات تمثل المنطقة التي طالبت ببعض المطالب وتم اللقاء مع الرئيس مباشرة، واستجاب لكل مطالبهم، وعلى هذا المنوال استمرت الإصلاحات. لكن استمرت بالمقابل عمليات التخريب والعبث بممتلكات الدولة والشعب، وتوسعت الضغوط الأميركية والغربية ضد سورية... ليمضي على التحركات أكثر من خمسة أشهر دون جدوى... فالدولة على تماسكها، ورغبتها بالإصلاح والتغيير... والاحتجاجات تتوسع وتنداح شمالاً وجنوباً وللأسف غير معروفة التوجه والقيادة، مع انفراط العقد للمعارضة الخارجية وظهور خلافات واختلافات عميقة فيما بينها.

إذا ما الحل؟، الحل يكمن بكلمة السر ( فلسطين) واللعب ثانية على العواطف العربية بافتعال (القصف السوري) لمخيم الرمل الجنوبي لمدينة اللاذقية، ليقف مجدداً وزير خارجية تركيا في 15/8/2011، وقبل موعد آذان الإفطار بربع ساعة، ليقطع الشعرة التي تربطه بسورية من خلال التهديد والوعيد، وسياسة الوصايا والنصح التي تتميز بها الدول الكلاسيكية المستعمرة القديمة للوطن العربي.

هذه اللعبة لن تمر على سورية، ولن تمر على الوعي العربي، الحساس لقضيته الفلسطينية ولن تمر على كل من له عقل حصيف، فهو يدرك اليوم أن العالم سيتداعى على هذه الأمة، كما تتداعى الأكلة على القصعة، فقضية فلسطين وشعبها خط أحمر، عند سورية، فهي التي احتضنت ورعت الثورة منذ أول رصاصة وجهت إلى الكيان الإرهابي... فهي القلعة الأخيرة التي من خلالها ستحرر فلسطين، كل العالم بات يدرك، وبات على يقين أن تحرير فلسطين يبدأ من دمشق، لذلك الحقد يكبر يوماً بعد يوم على سورية الصامدة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.