محطة أخبار سورية
سؤال لمجرد الاستهلال.... لماذا تقدمت الدراما على الإعلام في طرح قضايا حساسة؟ والسؤال يستمد مشروعيته منذ عدة سنوات لكنه الآن يتبدى بصورة أوضح...
فالدراما كانت أكثر جرأة في اقتحام حقول أفكار مملوءة بالألغام، والدراما أيضاً رفعت سقف النقد بأسلوب عرض نماذج من الواقع تجاوزت فيها الخطوط الحمر والملونة!
شكلاً يبدو السؤال إدانة للإعلام... لكن المسألة أبعد من ذلك لأن القضية تتعلق بتسامح واضح مع الدراما لم يقابله تسامح مماثل مع الإعلام... ويمكن وصف ما قدمته الدراما ما يشبه ما قدمه ابن المقفع من تناول القضايا الحساسة من خلال التورية في كليلة ودمنة على حين قدمتها الدراما تحت عناوين التمثيل والفن.
والآن ونحن بانتظار قانون جديد للإعلام قبل نهاية شهر رمضان فإن الأمل يحدو الجميع في الوسط الإعلامي لبدء مرحلة جديدة في الإعلام السوري تعطيه حقه وتلزمه بواجباته تحت سقف واحد ووحيد ودون شركاء وهو القانون وليس غير القانون.
فقد عانى الإعلام على فترات طويلة من أمراض كثيرة ومع ذلك فقد أبلى بلاء حسناً في تناول موضوعات تهم الناس وتنقل آلامهم لكن التجاوب مع الإعلام كان محدوداً في بعض الأحيان وضعيفاً في أحيان أخرى وغائباً في الأحيان الأخرى. كما ابتلي الإعلام باستباحة من أشخاص لا علاقة لهم بالإعلام صنعوا فترات من الوهن في كل ما يتعلق بالمهنة ومتطلباتها.. منهم وزراء ليس بينهم وبين الإعلام من صلة غير الإساءة لهذه المهنة.. ومنهم أيضاً دخلاء على المهنة قدموا للإعلام من بوابات الوساطة والفرصة الحسنة.. ومنهم أيضاً حكومات لم تقدر أهمية ما عرضه الإعلام وتعاملت معه بتشكيك وعدم مبالاة إن لم نقل عدم احترام... وهذا يعني أن البيئة العامة للإعلام لم تساعده على إظهار إمكانات الإعلام والإعلاميين السوريين.
أقول هذا لإيماني إن قانوناً جديداً للإعلام سيكون أحد أهم البوابات المثالية للإصلاح في سورية... ويقيني أيضاً أن القانون قادر على خلق بيئة مناسبة لإطلاق طاقات خلاقة متوافرة لدى كثير من الإعلاميين السوريين لديه القدرة على صناعة إعلام احترافي ومهني ومؤثر ويحترم ذكاء الناس ووعيهم.
من داخل النص:
هناك نوعان من الصحفيين:
نوع يهتم بما يهتم به القراء.. ونوع يدفع القراء للاهتمام باهتماماته هو فقط.
حرية الصحافة هي أن تنشر ما لا يفكر به مالك الصحيفة شريطة ألا تزعج المعلنين
* عبد الفتاح العوض
