تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإعلام الرسمي ومواجهة التحديات!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

 

أثارت المقابلة التي خصّ بها الرئيس بشار الأسد التلفزيون العربي السوري قبل يومين، الاهتمام من جوانب عديدة، لكننا سنلفت إلى الجانب الإعلامي فيها، وما ورد حول دور الإعلام الرسمي.

بداية، لفتت وسائل إعلام كثيرة إلى أنها المقابلة الأولى التي يجريها الرئيس الأسد مع التلفزيون الرسمي. وفي هذه المرّة سأل مذيعا التلفزيون اللذان أجريا المقابلة مع الرئيس الأسد، عن رأيه بدور الإعلام الرسمي، فكان لافتاً إشارته إلى تحسّن أداء هذا الإعلام في الشهرين الآخرين،وأن أية انتقادات توجه الى هذا الاعلام تحيلنا الى التساؤل هل قدمنا المعلومات لهذا الاعلام كي ينطلق؟؟.

لكنّ المهم أكثر في كلام الرئيس الأسد إشارته إلى أنه ليحقَّ لنا تقييم الإعلام الرسمي سلباً أو إيجاباً، علينا أن نعطيه "الهامش والمعلومات". وهذا كلام مهم لأن الإعلام الذي لا يملك هامشاً واسعاً وكبيراً لايستطيع أن يكون قوياً وفاعلاً ومؤثراً. ولا يستطيع الإعلام أن يكون كذلك أيضاً إذا لم يمتلك المعلومة التي يستطيع العمل عليها أو من خلالها أو لتسويقها. وهذا السياق، يمكن اعتبار المقابلة الأولى للرئيس الأسد مع التلفزيون العربي السوري، بأنها فاتحة وتحريض و"دعوة" لبقية المسؤولين السوريين للانفتاح على الإعلام وتقديم العون للصحفيين للقيام بعملهم وتأدية واجبهم بشكل جيد، وبالتالي تمكين الإعلام من القيام بدور "جدي في المرحلة المقبلة"، وتحويله إلى قناة اتصال بين كلّ فئات المجتمع ولاسيما بين المسؤول والمواطن. وهنا يلفت الرئيس الأسد إلى أنه إذا لم يكن للإعلام أن ينهض بهذا الدور التنموي البنّاء، فلا حاجة لقانون إعلام جديد.

والرئيس الأسد في حواره، وضع أرضية وسقفاً للإعلام؛ أن لا ينزلق الإعلام إلى الفضائح والابتزاز وأن يكون موضوعياً. وبذلك فقد أعطى الرئيس الأسد الإعلام السوري، ولاسيما الرسمي منه، هامشاً واسعاً وكبيراً ورفع السقف عالياً، والمسؤولية تبقى على الإعلامي الذي عليه أن يعرفَ كيف يستفيد من الهامش الواسع والسقف المرتفع وأن يكافح للوصول إلى الحقيقة والمعلومة التي ترتقي بوسيلته الإعلامية.

وفي هذا الصدد فلا بد من الإشارة إلى أن العديد من المسؤولين والإعلاميين لا يقتربون ـ وربما ـ لا يلامسون الحدود الدنيا من الهوامش الممنوحة لهم، بل ويضيّقون طواعية الخطوط الحمراء لدرجة تكاد تلتصق ببعضها وتنعدم المساحة المتروكة بينها!!

ولفت الرئيس الأسد "بموضوعية" إلى أنه عند تقييم الإعلام الرسمي، علينا عدم مقارنته بالإعلام الخاص. وهذا له مبرراته، لأن لكلّ منهما غاياته وأدواته وطرقه وتمويله؛ الإعلام الرسمي موجّه ويخدم غايات وطنية وتنموية وتثقيفية، يخدم سياسة الدولة العليا ككل. أما الإعلام الخاص فقد يسلك سبيل الربح أو الفضائح أو الإثارة للوصول إلى المشاهد، وقد تكون له أيضاً أجندته السياسية أو التوجيهية، ولكنّ الغاية ربما تكون مختلفة.

وبالعودة إلى الإعلام الرسمي السوري، ورغم العديد من الانتقادات التي توجّه له من مختصين وغير مختصين، من إعلاميين وغير معنيين، فإنه اعتمد في الأزمة الأخيرة التي مرّت بها سورية، أقصر الطرق للوصول إلى المشاهد الذي بهرته وسائل الإعلام العالمية والتي تحظى بتمويل هائل وضخم؛ الحقيقة. فقد دأب الإعلام السوري على قول الحقيقة حول ما يجري، لمواجهة حملة التضليل التي استهدفت وما زالت، سورية ومواقفها وقيادتها وشعبها. في البداية، أحسّ المشاهد "ربما" بقلّة المعلومات التي يقدّمها هذا الإعلام، مقارنة بالإعلام العالمي وبعض العربي الذي كان يسعى ـ وضمن حملة منظمة ـ للإثارة والتهييج والتضخيم والتهويل. ومع الأيام وبالصبر والمتابعة، استطاع الإعلام السوري أن يستعيد بعض المبادرة وأن يطوّر نفسه وأداءه، وأن يكشف زيف الآخرين وأنه لم يكن بعيداً أبداً عن الأحداث كما أراد الآخرون تصويره، ولكنه كان يقول الحقيقة العارية وهذا ما أثبتته الأيام وتطورات الأوضاع والأحداث.

إننا نتوقع، وبعد صدور قانون الإعلام الجديد الذي أعدته وأشرفت عليه، لجنة مختصة ، أن يتطور الإعلام السوري ـ بنوعيه الرسمي والخاص ـ بشكل نوعي، وأن يحقق قفزات كبيرة وأن يقف نداً  للإعلام الآخر في الخارج. وهذا ليس ضرورياً فقط، بل بات ملحّاً وعاجلاً، لاسيما في سبيل مواجهة التحديات الكبيرة التي تعرضت وتتعرض وسوف تتعرض لها سورية طالما بقيت متمسكة بمواقفها القومية والوطنية.

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.