تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصر تعود تدريجياً إلى عافيتها!؟؟

خاص/ محطة أخبار سورية

 

 

منذ أن بدأت حركة التغيير في مصر قبل أشهر، قلنا إنها لن تتوقف عند حدود تغيير طبيعة النظام السياسي المصري أو إسقاط الرئيس حسني مبارك. كان لابد للشعب المصري أن ينزع القناع الذي فُرِض عليه طيلة سنوات معاهدة كامب ديفيد التي أدّت إلى عزله عن محيطه العربي والإقليمي وخنقت وحجّمت دور مصر الكبير على المسرح الدولي.

كان طبيعياً أن يتنفس المصريون الصعداء وأن يعبّروا عن حقيقة مشاعرهم تجاه العدو الإسرائيلي الذي لم تمحَ جرائمه وضحاياه من الذاكرة المصرية. ولذلك لم يكن المصريون يحتاجون أكثر من شرارة صغيرة لينتفضوا ضد ضعفهم وتهميشهم ويخرجوا من القفص الذي تمّ سجنهم داخله. وقد أعطتهم إسرائيل هذه الشرارة، قبل ايام، عندما قتلت، تعدياً وظلماً، جنوداً مصريين يؤدون واجبهم المقدّس فوق الأراضي والحدود المصرية!!

إسرائيل كعادتها، لا تحترم أحداً، أصدقائها قبل أعدائها، وظنّت أن فعلتها ستمرّ كما اعتادت في السابق، دون ردّ أو دون عقاب، ونسيت أنّ الظروف والأوضاع قد تغيّرت، وأن مصر تنتفض. ولذلك كان الردّ المصري الشعبي والرسمي أكبر من أن تتحمله، فبلع قادتها الصهاينة ألسنتهم واضطروا للصمت كي يتجنبوا التصعيد أكثر؛ إذن، أُنزل العلم الإسرائيلي من على السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ورُفع مكانه العلم المصري وسط تهليل وفرح شعبي، حيث أجمع المصريون على أنهم أعادوا بذلك جزءاً من كرامتهم.

مصر تستعيد ذاتها وطبيعتها وتتخلص من وهن التعامل مع العدو الاستعماري المغتصب. لكنّ ذلك لا يروق لبعض العرب ولاسيما من الصحفيين والكتّاب في وسائل اعلام بعض دول الخليج العربي. فقد بدأ هؤلاء التحذير من عودة مصر لطبيعتها وعروبتها وكأن في ذلك خطر عليهم. والأهم أن هؤلاء بدأوا يحذرون أيضاً من التقارب المصري السوري أو المصري ـ الإيراني، باعتبار أنّ إيران هي عدوهم الأول وليس إسرائيل.

بالطبع لا نعلم إن كان هؤلاء ينفذون سياسات بلدانهم الخفية، أم أنّ ارتباطاتهم الفردية وتوجهاتهم الخاصة هي خلف كتاباتهم. لكنّ مجرّد أن ينهض بعض العرب للدفاع عن ضعف مصر وغياب دور مصر وتحجيم علاقات مصر، فهذا إن لم يكن يخفي وراءه ما يخفي، فإنه على الأقل، يعكس قصر نظر ذميم. ومدعاة التساؤل أيضاً أنّ هؤلاء بدأوا يتخوّفون من أي تقارب مصري مع سورية، بل ويحرّضون القيادة والشعب المصري ضد سورية وقيادتها من خلال حملة تضليل كبيرة وخطيرة وقذرة.

هل حقاً أصبحت إيران أخطر من إسرائيل على الأمة العربية؟ أو هل حقاً أن إسرائيل أصبحت أقرب من إيران إلينا كعرب؟ في الحرب الإقليمية الدولية وبعض العربية على سورية، يتذمر هؤلاء "الأشقاء" العرب من المساعدات الإيرانية لسورية!! ترى هل يتبرّمون سرّاً من عدم قصف إسرائيل لسورية أو مهاجمتها عسكرياً!؟ ربما على سورية أن تدفع ثمن جزءٍ من التغيير في مصر، ثمن عودة مصر العروبة..الشريك في الملمات والمسرّات!!

نعم، ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة، و الحماقة أعيت من يداويها! هؤلاء "الأشقاء" يعتبرون أنفسهم قدوة حسنة: أموالهم في بنوك الغرب، وأساطيل الغرب وقواعده العسكرية تحتل مدنهم وعواصمهم.. وربما تسيطر على قرارهم و... ؟ هل يصلح هؤلاء قدوة لغيرهم؟

مصر تستعيد ذاتها بهدوء وصبر وتأن.. وسورية تستعيد عافيتها وتجتاز المخاض بحكمة ووعي وتعرف أنها تمضي إلى سورية المستقبل المشرق، أما هؤلاء الخائفون من رياح التجديد على بيوتهم وقصورهم المبنية على الرمال، فلن يجدي خوفهم، ولن تستطيع أمريكا ولا إسرائيل نجدتهم.. وامتلاك قناة فضائية تشتم وتكذب وتفتري وتسيء للآخرين ليس مقياساً لدولة قوية.. ووجود صحيفة تختلق القصص والأقاويل وتضخّم الأشياء وتزور الحقائق عامدة متعمدة لا يسقط دولة حقيقية!!

بالأمس كانت مصر في أبهى حالاتها، وكانت سورية تعلن على لسان رئيسها الدكتور بشار الأسد أنها في كامل الاطمئنان لأوضاعها، وأنها لن تساوم أبداً على قرارها المستقل أو على سيادتها. هل يفهم بعض "الأشقاء" العرب معنى الكرامة التي يتحدث عنها المصريون والسوريون!؟؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.