تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حكايتي مع (ملح الحياة)

قبل نحو ثمانية أعوام طلب مني الفنان القدير أيمن زيدان الاطلاع على عدة صفحات من كتاب بعنوان (أوراق من دفتر الوطن) بقلم سامي جمعة صادر عن دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر.
 

وعندما التقينا لاحقاً، اتفقنا على أن حكاية السفير البلجيكي تصلح منطلقاً لمسلسل درامي على أن يتم إغناء العمل بحكايات أخرى من بنات الخيال الذي هو ابن الواقع.
بحثت عن حكاية هذا السفير في مذكرات جميع من عاشوا المرحلة، فلم أجد ذكراً لها سوى في مذكرات سامي جمعة. قلت لأيمن: صحيح أنه لا يحق لأحد أن يدعي ملكية تاريخ سورية، لكن حادثة هذا السفير لم ترد عند أي كاتب آخر، وهذا يعطي سامي جمعة تميزاً لا بد من الإقرار به، وهكذا اتفقت مع أيمن على أن يسوي الأمر مع سامي جمعة، شريطة أن يبقيني بعيداً عن المسألة، وهذا ما كان.
في البداية كنا ننوي أن نضع في مقدمة المسلسل «حكاية السفير البلجيكي من أوراق رجل الأمن السوري سامي جمعة» لكننا بعد نقاشات مطولة عدلنا عن ذلك لأسباب رقابية وأخرى موضوعية، لأنني اعتمدت في كتابة المسلسل على مراجع عديدة، إذ أكملت حكاية السفير من خلال كتاب «حبال من رمل» لولبير كرين إيفلاند مسؤول المخابرات الأميركية في الشرق الأوسط في الفترة ما بين 1950 و1980، كما استفدت كثيراً من تفاصيل مهمة وردت في كتاب (النكبات والمغامرات) للصحفي الكبير بشير فنصة، ومن معلومات خاصة وردت في (فجر الاستقلال في سورية) لسهيل العشي مرافق الرئيس القوتلي، واستفدت من كتاب (جيل الهزيمة) لبشير العظمة و(وطنيون وأوطان) لعدنان الملوحي ومما كتبته كوليت الخوري عن جدها فارس الخوري بجزئيه ومن كتاب (الصراع على سورية) لباتريك سيل و(جيل الشجاعة) للمحامي نجاة قصاب حسن الذي كتبه رداً على جيل الهزيمة آنف الذكر.
إضافة لمذكرات أحمد عبد الكريم، ومذكرات أكرم الحوراني ومذكرات خالد العظم ومذكرات الدكتور عبد اللطيف اليونس. كما استقيت الكثير من المعلومات والتفاصيل من عشرات الكتب الأخرى من بينها مذكرات ضابط كنيته نصور فقدتُ كتابه لاحقاً ولم تسعفني الذاكرة ولا غوغول باسمه الأول.
العجيب في الأمر هو أن السيدة السورية التي تزوجها السفير البلجيكي الذي أمضى القسم الأخير من حياته في سورية، علمت بأمر المسلسل آنذاك، فاتصلت ابنتها بي وقد ذهبت لزيارتهما مع زوجتي في حي القصور بدمشق، المفاجئ أن السيدة أكدت لي أن جل المعلومات الواردة في كتاب سامي جمعة غير دقيقة وأبلغتني أنها اتفقت مع ابنتها والابن البلجيكي للسفير على إقامة دعوى لوقف المسلسل رغم أنه يأتي تكريماً لذكرى زوجها. لكنها لم تقدم على ذلك لأن الظروف أوقفت المسلسل من تلقاء نفسها.
غير أن مرور السنين لم يقلل من حماسة الفنان القدير أيمن زيدان للعمل، لذا قمت خلال العام الماضي بإعادة كتابة المسلسل فغيرت الأسماء وكل ما من شأنه أن يكون موضوع خلاف، وبما أن الصداقة برأي أجدادنا هي ملح الحياة فقد غيرت اسم العمل أيضاً، وأضفت إليه الكثير من المعلومات كي يكون إطلالة درامية شائقة، غنية بالتفاصيل التي توثِّقُ جوانب من تاريخ سورية أواسط القرن الماضي.

                                  حسن م. يوسف

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.