تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سورية.. غير!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

 

ما زال الكثيرون يخطؤون فهم سورية. وما زال هؤلاء يراهنون على تطويع سورية.

البعض يستخدم المقاييس الخاصة به لقياس الأمور في سورية. والبعض الآخر يحاول تطبيق أفكاره وسياساته على سورية.. والكثيرون يراهنون على أحلام بنوها وآمال عقدوها على انهيار الوضع في سورية وعلى خراب الدولة السورية وإسقاطها.

في الماضي كانت كلمة السّر الأمريكية للحلفاء والمنفذين تصل تحت عناوين مختلفة؛ زيارة لمسؤول أمريكي، اجتماع لقادة أمنيين أمريكيين مع أتباعهم في المنطقة... لكن كلمة السّر الأمريكية لم تعد تأتي سرّاً. أصبحت تقال علناً وفي الإعلام، وأصبح المنفذون يتلقون التعليمات بوضوح دون خجل؛ فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قبل أيام، أنها ستطلب زيادة الضغوط على سورية، فتمت الاستجابة للأمر قبل أن تنهي الوزيرة كلامها.

كانت الضغوط العربية والأجنبية تمارس على سورية من تحت الطاولة. ولطالما استمرت هذه الضغوط وعبر أشكال مختلفة؛ سياسية واقتصادية ودبلوماسية وتهديدات... ولكن الضغوط "الشقيقة" تمارس الآن علناً دون أن يكلّف أصحابها أنفسهم عناء التفكير بحقيقة ما يجري في سورية. ربما لا يحتاجون لذلك، لأنهم منخرطون بشكل أو بأخر بما يحصل في هذا البلد العربي المقاوم؛ بالتمويل، بإرسال المخربين والأسلحة الفتاكة، بالحرب الإعلامية الشرسة القذرة التي تحاول تدمير كلّ القيم والأخلاق والبنى الفوقية والتحتية السورية وتحاول تخريب المجتمع السوري وضرب كلّ مرتكزات قوته؛ وظلم ذوي القربى أشد مضاضة..

الجميع يظهر حنانه ورقّة قلبه على الشعب السوري!! فجأة أصبح الشعب السوري حبيب الجميع، حتى سعد الحريري!! فجأة أصبح الشعب السوري ضحية قيادته التي تقتله!! تصوّروا!؟ أصبح الرئيس الأمريكي فجأة ناطقاً باسم الشعب السوري وأجرى سبراً لحقيقة نوايا ومشاعر السوريين وتأكد أنهم لا يريدون رئيسهم وأن الجيش العربي السوري يقتل مواطنيه (أهله وإخوته وأبناءه) دون رحمة!! وربما يخرج غداً وزير الخارجية الفرنسي ليكذّب الرواية التاريخية الأولى حول قتل قابيل لأخيه هابيل ويتهم المخابرات السورية بالأمر، مَن يدري!! وبالطبع ستتصل قناة الجزيرة بشهود عيان ومفكرين وحقوقيين دوليين جاهزين لبيع ذممهم ليؤكدوا وقوفهم على المشهد ويبسطوا الأدلة والبراهين!

ورغم ذلك، وإذا قبلنا كلّ الكذب والنفاق، يحقّ لنا أن نتساءل: أين ظهر الانقسام السوري حول قيادته، وكيف يستدل الغرب ومن خلفه، حول الانقسام السوري حول القيادة السورية؟؟ بالطبع لم يظهر أي انقسام لا في الجيش ولا في مؤسسات الدولة ولا في قوات حفظ النظام ولا في مؤسسات المجتمع الديني والمدني ولا في الأمن ولا في أوساط الدبلوماسية السورية....الخ. فكيف عرف الرئيس الأمريكي أن الشعب السوري لا يريد الرئيس بشار الأسد!!؟ الغرب لا يريد بشار الأسد! نعم هذا صحيح ومؤكد. لماذا؟ لأنه لا يخضع للضغوط الغربية والابتزاز الغربي ولا ينفذ الأجندات الغربية بالتخلي عن المقاومة والتحالفات الإقليمية التي تحمي بلاده وتحمي ظهر سورية وقت الشّدة.

قبل أيام أكد الشيخ محمد سعيد البوطي أن سورية قاربت الخروج من الأزمة وأنها استطاعت وأد الفتنة. معه حق. فالمخطط الذي فصّله الآخرون على مقاسهم وجرّبوه في تونس ومصر وليبيا لا يناسب المقاييس السورية. سورية لها مقاييسها الخاصة وأسلوبها الخاص وطريقتها الخاصة وفكرها الخاص. وعندما ستتم دراسة "ثقافة الساطور" التي دخلت على مجتمعنا في الأزمة الراهنة، سيتأكد الجميع أنها ليست أصيلة في هذا المجتمع الطيب. هم أرسلوها وهم يغذّونها وهم يعملون على استمرارها.. ولذلك سوف تنتهي الفتة والقائمون عليها قريباً.. سورية غير الآخرين   سورية بخير

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.